■ شهدت مكتبة الإسكندرية فى الفترة من 3 إلى 5 يناير مؤتمر «صناعة التطرف: قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية»، شارك فيه نحو 250 مثقفًا ومفكرًا وخبيرًا فى مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية، ناقشوا سبل المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب، وأكدت جلسات المؤتمر، على أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وأن التاريخ يشهد أن الرأى هو الذى يتغير بالكلمة. مؤكدين أهمية التسلح بالعلم فى مواجهة التطرف والفكر الظلامي. ولفتوا إلى ضرورة الفهم المعاصر للدين، بالرجوع إلى كتابات رواد الفكر الإسلامى الإصلاحى، واستعمال المنهج المتجدد من خلال أدوات البحث المعاصر والانفتاح على الآخر. وشددوا على أن مواجهة التطرف ليست قضية عابرة أو موسمية، لكنها حية وممتدة، وغير منفصلة عن تحديث المجتمع ككل، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، ودعوا إلى أهمية محاربة التهميش والاهتمام بجواب الحكم الرشيد والمواطنة والعدالة الاجتماعية. ■ الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، قال إن صناعة التطرف تقوم على عشرة أعمدة؛ (المنتج الفكري، السياق والنص الذى يمكن لهذا الفكر أن ينمو فيه، قدرة المتطرفين على فهم وتحليل واستهداف جمهور معين وخلق خطابات تناسبه، التسويق والقدرة على استعمال الأدوات المختلفة كالإعلام للوصول للجمهور، التجنيد، التدريب والتخصص، وخلق هيكل إدارى لصناعة القرار، ثم التمويل، وإنشاء التحالفات الخارجية، وصولاً لآخر عمود، وهو القدرة على التجدد والتحديث باستمرار لمواكبة الواقع المتغير والتفاعل معه). ■ الدكتورة بدرة قعلول؛ مدير المركز الدولى للدراسات الاستراتيجية فى تونس، أكدت على أن التعافى من التطرف والإرهاب لن يتأتى إلا بالفكر. وشددت على أهمية فهم آليات عملية الاستقطاب التى تقوم بها المنظمات المتطرفة لجذب الشباب، مبينة أن الشباب العربى يقع فريسة لتلك التنظيمات لأنه يعانى حالة من الإحباط، وفقدان الأمل فى الرغبة فى التغيير. ولفتت إلى أن الاستقطاب يبدأ من الفضاء الإلكتروني، حيث يوجد 45 ألف موقع إلكترونى ينشر الأفكار والخطابات المتطرفة. وقالت إن الشباب المنخرطين فى داعش هم شباب مهمشون اجتماعيًا. ودعت إلى أهمية إنشاء تحالف إقليمى لزيادة التعاون بين دول شمال إفريقيا وجنوب المتوسط من خلال أربع نقاط؛ هي: دعوة التيارات السياسية لزيادة التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، وتفعيل آليات مكافحة الإرهاب من خلال مقاربة شمولية بالتركيز على الدور الإعلامى والإلكتروني، والإسراع بوضع منظومة استعلامية لتسهيل الخدمات الميدانية للقضاء على الإرهاب، ودعم الحوار الليبى لبناء السلم ورفض التدخل العسكرى الأجنبى فى ليبيا. ■ محمد أبو حمور؛ الأمين العام بالوكالة لمنتدى الفكر العربي، قال، إن للتطرف عدة أسباب، أهمها تردى الأوضاع الاقتصادية ووصول البطالة فى الوطن العربى إلى 17.5٪، وهو ثلاثة أضعاف المستوى العالمي. وقال «أبو حمور» إن مواجهة الأزمة الراهنة تكون من خلال محورين؛ الأول أن يكون للعرب قضية وخطة، حتى لا نكون جزءًآ من خطط الآخرين، والثانى ضرورة النمو والتطور، فالشيء الذى لا يتطور ينقرض. ■ أنعام بيوض؛ مدير عام المعهد العالى العربى للترجمة بالجزائر، قالت بأهمية الترجمة فى تغيير المشهد الثقافى وإحداث تنويعات فى الخريطة الثقافية وتغيير حالة الركود التى أصابت الوضع الثقافى واللسانى واللغوي. وأضافت أن الشباب العربى أصيب بإحباط ثقافى بانتقاله إلى لغة أخرى فى مرحلة معينة من مراحل التعليم مما عكس عليه شعورًا بالدونية. وأكدت أن اللغة هى وسيلة للتعرف على الذات ومصالحتها. وفيما يرتبط بتفشى ظاهرة التطرف فى مجتمعاتنا، أكدت على أهمية مراجعة الخطاب الديني، وأن ندرس الخطاب الذى تأصل فينا ونشأنا وتربينا عليه، وأن نسأل تراثنا التاريخى والدينى بأسئلة حقيقية، حتى نخرج بخطط إجرائية للتخلص من التطرف. ■ الشيخ حسن الأمين «مفكر إسلامى من لبنان» قال، إن القضاء على التطرف فى العالم العربى يحتاج مجموعة من الإجراءات؛ ومنها تعديل المناهج الدراسية لنشر الفكر الوسطى والمعتدل، وإعادة النظر فى مناهج المعاهد الدينية الأكاديمية وتوحيدها لتدريس الحريات الفكرية والدينية وحقوق الإنسان، وأخيرًا ضمان أن تقوم الأحزاب السياسية على أساس البرامج التى تقدمها، وليس على أساس ديني، فضلًا عن الإيمان بأهمية التنوع فى أوطاننا واستغلاله لصالحنا.