تصاعدت العمليات العسكرية في مدينة بابنوسة الاستراتيجية بولاية غرب كردفان، في وسط السودان حيث بدأت قوات الدعم السريع في حشد قواتها حول المدينة وسط انهيار شبه تام للخدمات. ويضع الدعم السريع "عينه على بابنوسة"، بينما الجيش السوداني ما زال متمركزاً داخلها، وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة تصاعداً في المعارك العسكرية في هذه المنطقة الاستراتيجية ، حسبما أفادت صحيفة "المشهد" السودانية اليوم الثلاثاء. وتحدثت أنباء عن نجاح قوات الجيش السوداني المتمثلة في الفرقة 22 ببابنوسة في صد هجوم للدعم السريع ، وبثت قناة "طيبة" السودانية لقطات فيديو تظهر أسر عدد من قوات الدعم السريع . وكانت تقرير أفادت بأن قوات الدعم السريع عرضت "خروجًا آمنًا" للجنود المتحصنين داخل مقر قيادة الفرقة 22 التابعة للجيش في المدينة ، وفق "صحيفة السودانية نيوز". وتعد بابنوسة حلقة وصل حيوية في إقليم كردفان، إذ تقع على خط سكة حديد يربط ثلاث مدن رئيسية هي كوستي في ولاية النيل الأبيض، ونيالا جنوب دارفور ، إضافة إلى مدينة واو في جنوب السودان. ويتزامنً هذا التصعيد مع تزايد الشكوك بشأن فرص نجاح المبادرات الدولية لوقف الحرب حيث ترى مصادر محلية أن توسيع و"تشظ" الوساطة بشأن الأزمة في السودان يضعف قدرة المجتمع الدولي على فرض جداول زمنية ملزمة لإنهاء الحرب الدامية ويُهدد بتمديد القتال وتعطيل الممرات الإنسانية. وكانت الحكومة السودانية طلبت مؤخرًا على لسان السفير السوداني في إندونيسيا ياسر محمد علي إشراك تركيا وقطر كوسيطين في مفاوضات الجيش مع قوات الدعم السريع. ويأتي هذا الطرح بعد أقل من شهرين على خارطة الطريق الرباعية الدولية ، التي تضم الولاياتالمتحدة ومصر والسعودية والإمارات، الصادرة في 12 سبتمبر 2025، والتي حددت تسلسلًا واضحًا: هدنة إنسانية ثلاثة أشهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار، ثم انتقال مدني لتسعة أشهر. في نظر عواصم أوروبية، يمثل هذا الإطار القناة الأكثر تقدّمًا نحو إنهاء الحرب. وتقول المصادر إن طلب الخرطوم توسيع الوساطة يقرأ بوصفه محاولة لإعادة تشكيل طاولة التفاوض على نحوٍ يخفف وطأة الضغط الأمريكي والأوروبي المباشر، مشيرة إلى أن طلب الخرطوم بوساطة جديدة يفسرعلى أنه "وساطة على المقاس" وجزء من استراتيجية إطالة أمد الحرب عبر إدخال مسارات موازية تقلِّل مركزية الرباعية وتُضعف آليات المتابعة والمساءلة. وأكدت المصادر أن هذا المشهد يعقّد مهمة العواصمالغربية والعربية التي تبحث عن قناة موحَّدة لوقف النار وتسهيل الإغاثة، قائلة إن "أي تشظٍ في المنابر" يُهدد بتمديد القتال وتعطيل الممرات الإنسانية ، إضافة إلى التخوف من أن يتحول السودان مع دخول وسطاء متعددين بمرجعيات متنافسة إلى بؤرة استقطاب عابرة للحدود تُغذّيها تدفقات السلاح والمال والمرتزقة". وتَعتبر دوائر سودانية موالية للجيش ، في المقابل، أن توسيع الوساطة سيشجّع فاعلين نافذين داخل المؤسسة العسكرية على الانخراط في عملية سياسية بدل مواصلة الحرب. وبدأ وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي اليوم زيارة لمدينة بورسودان في مسعى لإحراز تسوية شاملة تحفظ أمن السودان واستقراره ، وفق بيان للخارجية المصرية . وطبقا للبيان ،يُجري الوزير عبد العاطي خلال الزيارة مباحثات مع كبار المسؤولين في السودان لبحث آفاق تطوير التعاون بين البلدين وتبادل الرؤى حول مستجدات الأزمة السودانية وسبل دعم الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة . ويشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعاً مسلحاً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها.