يعدو إليها فى خريف بعيد وسط الطبيعة البكر الساحرة، فتتوغل فيه حقول الندى وغابات المطر الناعم. هناك مساقط للرءوس وأخرى للأفئدة، وهذه القرية صارت هى مسقط الفؤاد بالنسبة له. فى حضن السهول والفضاء الرحب مبسوط المدى والهواء الطلق، قرر الكاتب والفيلسوف (...)
ينتهى العرض الكبير، وهو العرض الأخير، وينصرف الجميع نحو بيوتهم. كل يحمل مصيره. لا أحد يتذكر الراحلين نحو المجاهيل!.. فى قرية بيت مرى القريبة من بيروت تستوقفك إحدى المقابر. تشعر من صمتها الطويل براحة الأرواح التى ترقد تحت ظلال الأشجار المحاطة بالعشب (...)
قطارات العالم جميعها فى جعبته، لكن أين محطته؟ حين تفرغ الأرصفة والشوارع يزدحم قلبه بها. يشتم رائحة طيفها كما تشتم الأرض رائحة المطر. كلما بحث عن هويته فى داخله ولا يجدها، يذهب إلى أوراقه التى أورثها ذاكرته.
...........................
عندما تكون أنت (...)
يرقب الأيام عن بعد، كأيّ بحّار عتيق شاخص فى البحر.. يصطاد الأغانى والزجاجات التى تطفو على زبد الشواطيء علّها تحمل بريداً من بلاده الحزينة. ينصت لانهمار العمر، وحاله يقول: «أقسى السجون تلكَ التى تكون بلا جدران». لم تعوضه أجمل بلاد الدنيا عن فقده (...)
وتعطّلت لغة الكلام، وخاطبت عينى فى لغة الهوى عيناك... هكذا كان حال فنان الكاريكاتير أوميد عباس وهو يرسم لوحات كاريكاتيرية عن العراق، محاولاً أن يشرب الكأس نخبه حتى ولو فى تخطيطات بأقلام الجاف والرصاص.
ما الذى يبكيك يا شمس بغداد؟ من ألقاك فى الجب (...)
كانت والدته تريده كاهناً أو شرطياً لكنه خيّب رجاءها وانخرط فى مقاومة الاحتلال الفرنسى
حائر النفس، ما زال البحر يسكنه هنا وفى كل مكان عاش فيه. يتّكئ على عكاز أمل هارب لم يستطع القبض عليه رغم طويل عناء فى محاولة للحاق به. يدرك أن خطاه بعيدة، وأن (...)
تعب المجداف، ومازالت الأمواج بأمتعة العشاق تسافر. ما كان يسمعه البحر من ترانيم الصخور لم يكن سوى عواء الروح المتعبة التى تبحث عن وطن يحتوى آمالهم وآلامهم. تعال نتجاذب الحديث عن صيف بطعم الشمّام ورائحة المحار.. عن زاجل يعترش قبابا زرقا.. ونورس تحلق (...)
على صفحات الجريدة تتعرّى الحقيقة أمام العيون الناهمة.. يستبسل القلم فى معركة الموقف.. يُستفزّ العقل.. وتتحوّل علامات الاستفهام إلى إجابات تزيل الصدأ عن أبواب المعرفة. هذا ما كشف عنه «الأهرام تاريخ وطن» من خلال عرض 108جرائد نادرة - من العدد الأول- (...)
حكايات نساء بروائح وأطعمة مختلفة.. طيور حالمة.. لم تستقر فى أعشاشها، مازالت تقاوم على بوابات الريح. حواس تائهة: كيف تفكر المرأة وترى نفسها؟ كيف تنظر للرجل وتتحدث عنه؟ هل هى ضحية دائمًا، أم أنها قد تكون أحيانًا لها ضحايا؟.. اسئلة كثيرة يطرحها رسام (...)
تضيق البلاد وتتسع المسافات.. وطنه المنفى.. ومنفاه الكلمات. ويبقى قلبه كالعصفور يغفو حالماً، يصبو إلى عش آمن على الأشجار.
مسافر بلا حقائب لا شيء ينتظره غير حاضره الحزين. يضيع بين المواجع والقهر على وطن كان يحلم فيه بثورة إجتماعية تحرر الأرض من ثالوث (...)
"دنياك سكك، حافظ على مسلكك.. وامسك فى نفسك لا العلل تمسكك.. وتقع ف خية تملكك، تهلكك.. أهلك، يا تهلك دا انت بالناس تكون.. ويرفرف العمر الجميل الحنون"...
كلمات نقشها الشاعر سيد حجاب فى تتر مسلسل "أرابيسك"، مطعّمة بألحان الفنان عمار الشريعي.. فى محاولة (...)
فرحت الشمس وراحت ترسل النور ساطعاً. سرت فى الأفق تتطلع إلى يتيم يرتدى ثيابا جديدة، وأم تبكى انتظار إبنها، وحزين لا يرى مع كل صبح غير المغيب وهو الغريب.. ببحر العين يرقبون عيداً تمنّوا أن يغدو هو الأحلي.
يا عيد عدت فأين الروض والعود وأحباب القلب (...)
توكّأ على عكاز الذكرى وراح يبحث عن صورة لماضى النوبة الجميل. فإذا بقاربه يرسو على جزيرة «تنقار» واحدة من قرى النوبة القديمة التى تقع بين السد العالى وخزان أسوان. هنا وجد المصور جلال الميسرى ضالته المنشودة. الصمت الحالم على هذه الجزيرة أودع فيها روحا (...)
كان يبكى وهو يرى آخر شمس تسطع على أرض المحروسة. فوق سفينته تحلّق النوارس كما تحلّق الأغصان فوق جذع المقطوع. وسط غيوم ورياح عاصفة، خلع قلبه وأوتاده ورحل من أرضها عام 1957.. قسراً سلك طريقاً إلى منفاه الفرنسي. وغاب الوطن من أمام عينيه، ولم يبق غير (...)
يمضى إلى الشمس ما همّه إحتراق. حلم يشقّ خطاه إلى مقلتيه، ملء روحه الدفء ممتلئاً بأضواء شمس القاهرة. من عمره الباقى جاء إليها، يرشف من سحر الألوان غوايات الحب. أرض علمته كيف يحيا الهوى وتصحو القلوب. جاء إليها فى مطلع القرن الماضى، تحديدا فى عام (...)
ها هو خشب المشربيات يتحول ثانية إلى أشجار تحطُّ الطيور عليها. نافذة طرزتها زهور البنفسج، تفصح عن ماضى جميل. الأبنوس والعاج.. "التصديف العربي" و"التصديف المشجر" و"التصديف الهندسي"،
تشكيلات رائعة تكشف عن عبقرية الفن الإسلامى فى زمن الدولة العثمانية. (...)
من قلب الظلام الدامس وبأحضان السكون الطويل، داعبت خيوط الشعر والأدب أهداب لم تيأس ولم تعرف المستحيل. فالفجر من رحم الظلام يولد. وفى العتمة كذلك ولد كبار الأدباء والشعراء. كيف لنا أن ننسى هوميروس شاعر الإغريق الكفيف وصاحب ملحمتي «الإلياذة والأوديسة» (...)
عقارب الساعة تعطى زمنا آخر لعادات اندثرت وبعضها ينتظر الصباح.. لديها الإحساس العميق بالتراث.. لوحاتها لا تخلو من عنصر الروح المصرية الصميمة.. بإيقاع فى الخطوط و انسجام فى الألوان، نجحت الفنانة المتميزة «ريهام الشامى» أن ترسم بريشتها أعمالا تشعر معها (...)
اتطلع إلى تماثيل المعابد الفرعونية والفضاء الفسيح ساحر من حولها. حجارة متراصة تجسّد بنيّة رائقة تمنحنا ثمار راحة يأخذ بالأنفاس. كم رسمنا على الحائط أيامنا.. وكم نقلت الجدران تاريخنا.. رب جدارية تختصر كتابا كاملاً، أو وجه يغنينا عن العالم كله.
يكشف (...)
مولعة بذاكرة المكان, شغوفة باستدعاء خطوات مر عليها مئات السنين لتعيد لها الحياة من جديد, اعتقدت الفنانة اللبنانية لمياء زيادة- في البداية- أنها ستتوجه إلي كتابة قصة أسمهان أميرة الدروز والمطربة السورية اللبنانية التي توفت في عام1944 في سن ال.27 لكن (...)
نتسلق سلالم المجد القديم على جزيرة « هيسا » شرق مدينة أسوان، فنكتشف النجوم عن قرب. بيوت تتوزع على صخور الجبل فى تناسق بديع، تعكس صورتها على سطح النيل سيمفونية متناغمة من الألوان الساحرة.
رسومات ونقوش صاغها أهلها على البيوت بفطرتهم، تحمل فى طياتها (...)
الحب لغة تخاطب كل أنواع البشر.. لغة لا تحتاج إلى ترجمة أو تحدها حروف أو تخضع لفهم أو مقدمات عقلية، يقول عنه الكاتب الكبير توفيق الحكيم، إن الحب قصة لا يجب أن تنتهى ..إن الحب مسألة رياضية لم تحل .. إن جوهر الحب مثل جوهر الوجود لابد أن يكون فيه ذلك (...)
طفل على دراجته يحمل أقفاص الخبز الطازج، يمضى بها من المخبز إلى الأسواق لبيعها. يتلاشى فى الزحام مسرعاً كأنه خفق الجناح.
وصغير آخر يبيع الصحف والمجلات منذ الشروق حتى المغيب على أرصفة محطات القطارات. وثالث بات زهرة ذابلة تحت رحمة الإعصار، يجول بصندوق (...)
الفن أكبر وأعمق من أن يكون وسيلة تزيين ومحاولة تجميل فقط.. الفن يشرّح الحياة، ويفكك الوجود ويعيد هندسته.. هذا ما فعله تماما الفنانان أحمد دندراوى وهبة سيد ومجموعة من فنانى « الجنوبى » من خلال لوحاتهم ومنحوتاتهم الفنية التى تجسد كيفية تأثير المدن على (...)