الحب لغة تخاطب كل أنواع البشر.. لغة لا تحتاج إلى ترجمة أو تحدها حروف أو تخضع لفهم أو مقدمات عقلية، يقول عنه الكاتب الكبير توفيق الحكيم، إن الحب قصة لا يجب أن تنتهى ..إن الحب مسألة رياضية لم تحل .. إن جوهر الحب مثل جوهر الوجود لابد أن يكون فيه ذلك الذى يسمونه «المجهول» أو المطلق». بل إنه قد وصفه بالحمى، لكنها نوع من حمى المعرفة واستكشاف المجهول والجرى وراء المطلق. متسائلا: ماذا يكون حال الوجود لو أن الله قذف فى وجوهنا نحن الآدميين بتلك المعرفة أو ذلك المطلق الذى نقضى حياتنا نجرى وراءه؟ لا أستطيع تصور الحياة حينئذ ..انها ولا شك لو بقيت بعد ذلك لصارت شيئا خاليا من كل جمال وفكر وعاطفة ..فكل ما نسميه جمالا وفكرا وشعورا ليس إلّا قبسات النور التى تخرج أثناء جهادنا وكدّنا وجرينا خلف المطلق والمجهول. أما أديبنا الكبير نجيب محفوظ فيرى أن الحب هو تلك النسمة الحية التى تشيع فى جميع الكائنات الحية نبصرها فى تآلف الخلايا وتجاذب الأطيار وتزاوج الإنسان. مشيراً إلى أن الحب عاطفة ولكن المعرفة التامة للعاطفة لا تتطلب فقط إحساسنا بها وإنما يجب أن يضاف إلى ذلك امتحان وتكييف العقل لها حتى تملأ حقيقتها القلب والعقل فيظفر العارف بمتعة الظافر بالنور بعد التخبط فى الظلام ويحس إحساس المطمئن بعد التردى فى مهاوى القلق والشك, وبمناسبة عيد الحب كل عام وأنتم بخير.