بعد الحوادث الأخيرة التى تركت انطباعاً سلبياً لدى قطاع عريض من أولياء الأمور على الرغم من قلتها، انطلقت حملات توعية موسعة فى مدارس الإسكندرية لحماية الأطفال من مخاطر التحرش، وتعزيز الوعى بأدوات الحماية الذاتية بين الطلاب والطالبات، بمشاركة فعالة للهيئة العامة للاستعلامات بالتنسيق مع مديريتى التربية والتعليم والصحة، وبالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية المعنية بحماية الطفولة. اقرأ أيضا | ممثلة الاممالمتحدة للمرأة بمصر:بحلول عام 2020 نعمل على تحرير المرأة من العنف على مستوى العالم ترتكز الحملة التى تغطى مدارس المراحل الابتدائية والإعدادية، على ثلاثة محاور رئيسية: توعية الطلاب، تدريب الكوادر التعليمية والإدارية، إشراك أولياء الأمور، وتتضمن أنشطة الحملة ورش عمل تفاعلية للأطفال تستخدم أساليب بسيطة تناسب أعمارهم، مثل القصص المصورة والأنشطة الفنية والألعاب التربوية، لتعليمهم مفهوم «اللمسة الآمنة واللمسة غير الآمنة»، وكيفية التمييز بين اللمسات المقبولة وتلك التى تعد انتهاكًا لخصوصيتهم، مع التأكيد على حقهم فى قول «لا» ورفض أى تصرف يزعجهم. كما تشمل الحملة جلسات تدريبية مكثفة للمعلمين والممرضين والإداريين على كيفية اكتشاف العلامات التحذيرية الدالة على تعرض الطفل للتحرش أوالإيذاء، وآليات التبليغ والإحالة السريعة والسليمة ضمن بروتوكولات حماية الطفل، وذلك لضمان وجود بيئة مدرسية آمنة وداعمة. جاءت المبادرة استجابةً لبلاغات حالات التحرش بالأطفال، وحرصًا على تحصين الطلاب فى بيئتهم المدرسية التى يفترض أن تكون الأكثر أمانًا، وأكد القائمون على الحملة أن هذه الجهود ليست موسمية، بل ستصبح جزءًا من البرامج التوعوية الدورية بالمدارس، تماشيًا مع استراتيجية الدولة لحماية الطفل وضمان حقوقه. مدارس بشاير الخير الابتدائية، كانت إحدى محطات حملات التوعية بعنوان «لطفولة آمنة.. حمايتهم واجبنا»، بحضور عدد من المسئولين ومشاركة الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين والعاملين بالتربية والتعليم. وأوضح وسيم جاد وكيل إدارة غرب التعليمية، حرص وزارة التربية والتعليم على توفير بيئة مدرسية آمنة وداعمة خالية من أى إساءة للأطفال، مؤكدا أن المدرسة هى المكان الذى نزرع فيه قيم العلم والأخلاق الحميدة فى نفوس الأطفال، وأضاف حماية أطفالنا تحتاج لتكاتف الآباء والأمهات والمعلمين للوصول إلى خلق بيئة آمنة لهم. من جهتها استعرضت د.أمل شعبان خبيرة التنمية البشرية مفهوم التحرش باستخدام مصطلح «اللمسة السيئة» وأنه يجب على الطفل أن يعرف أن جسمه ملكه ولا يسمح لأى شخص غريب بلمسه، وشرحت صفات الشخص المتحرش وكيف يتم استدراج الطفل سواء بحيلة أو بحلوى أو بالترهيب، كذلك كيف يتصرف فى حالة تعرضه للتحرش، ونصحت الطفل بأن عليه التحلى بالثبات والشجاعة و طلب المساعدة أو الهرب، وتحديد الأشخاص الموثوق بهم لديه الذى يطلب منهم المساعدة فى حالة تعرضه للإساءة. وقدمت د.مها مرسى مديرة الثقافة الصحية بمنطقة غرب الطبية عرضا توضيحيا للأماكن الخاصة المحظور على أى شخص لمسها، كذلك كيف نفرق بين اللمسة السيئة واللمسة العادية، وطرق تعامل الأم مع الطفل الذى تعرض للإساءة والاتصال برقم نجدة الطفل 16000حتى تبدأ الإجراءات لحفظ حق الطفل بالقانون، وتقديم الدعم النفسى والطبى له حتى يتعافى من الصدمة. وأكدت أمل على مديرة مدرسة بشاير الخير أن توعية الأطفال وحمايتهم من التحرش من ضمن القضايا الهامة والحساسة التى تهم الأسرة والمدرسة لحق الأطفال فى بيئة آمنة داخل المدرسة وخارجها وهو ما يتطلب وعياً مجتمعياً كبيرا ًوأيضا آليات حماية تطبق بحزم. وقالت أمانى سريح مديرة مجمع إعلام الإسكندرية «تركّز الحملة على تعليم الأطفال السلوك السليم وكيفية قول (لأ) لأى تصرف يضايقهم، مع تعزيز دور الأسرة فى المتابعة والدعم، وتهدف الحملة إلى خلق بيئة مدرسية آمنة يحترم فيها الجميع بعضهم البعض».