توكّأ على عكاز الذكرى وراح يبحث عن صورة لماضى النوبة الجميل. فإذا بقاربه يرسو على جزيرة «تنقار» واحدة من قرى النوبة القديمة التى تقع بين السد العالى وخزان أسوان. هنا وجد المصور جلال الميسرى ضالته المنشودة. الصمت الحالم على هذه الجزيرة أودع فيها روحا تفيض شعورا. لم يكترث بملامح أهلها بقدر إهتمامه بتصوير مشاعرهم ونقل تفاصيل حياتهم. ظلّ يراقصها ليالى حتى استحالت بمرور الأيام أنغاما، وكان ثمرة مجهوده حصوله على جائزة لجنة التحكيم فى مسابقة تراثى التى ينظمها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى. يقول: «الناس فى تنقار محافظون جدا وهو ما جعلهم يتآلفوا معنا بعد فترة. ذوو بشرة غامقة لكن القلوب بيضاء، يعملون بمراكب النقل النيلية. أهم سماتهم الطيبة والبساطة وأمانة الكلمة والشرف، شأن أهل النوبة جميعا». يغلب على الجزيرة الألوان الزاهية، غير أن الميسرى يؤكد أن الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت الألوان تقتصر على الأصفر والبنى والأزرق الفاتح. كل شىء هنا خاضع للفطرة الحلوة وهو ما يجعلها جديرة بلقب «الجنة العذراء».