المدهش أن بمصر زخم إبداعي متنوع ومهم، وهذا المشهد الإبداعي غير مرئي؛ لأن اتحاد الكُتاب لا يعمل من أجل المبدعين، فمبدعو مصر يحتاجون إلى المزيد من الدعم والاهتمام المادي والمعنوي؛ من خلال نقابتهم؛ حتى يظل المشهد الأدبي المصري موجودًا ومحتفيًا به (...)
منذ أيام دعوتُ إلى غرفة مكتبي مربّية أولادي يوليا فاسيليفنا لكي أدفع لها حسابها
قلت لها: اجلسي يا يوليا.. هيّا نتحاسب.. أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود، ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبينها بنفسك.. حسنا.. لقد اتفقنا على أن ادفع لك ثلاثين روبلا في (...)
عندما أكتب أشعر بأنني إنسانٌ مختلفٌ، يجمع قلمي بين مشاعر المرأة ومشاعر الرجل. فقلم المبدع بلا جنس. ولأننا نبدع ونفكر باللغة؛ فالمفترض أنه لا يوجدُ ما يُسمى بلغة المرأة ولغة الرجل، وإلا فنحن نفترض أن المرأة لا تستطيع التفكير. بالتأكيد وضع المرأة في (...)
لن أنسى أبدًا ذلك اليوم الذى حصلت فيه على هدية ثمينة، كانت سلسلة ذهبية وبها يتألق اللون الفيروزى لجعران فرعونى كبير، أخذت أتأمله دون نهاية،
وعرفت فيما بعد أن الجعران كان تميمة حظ لدى الفراعنة أى أنها عمرها أكثر من سبعة آلاف عام. كان الفراعنة على (...)
دائمًا ما يكرر مجدي ما كانت تكرره أمي بأنني أشبه عمتي فاطمة، أحاول أن أجد الشبه الذي يتحدثان عنه بيننا، ولكنني عادة أفشل، فعمتي فاطمة لم تتعلم أبدًا، بل هي لم تدخل حتى المدرسة، وإنما ذهبتْ لبعض الوقت إلى كُتَّاب القرية، ثم تزوجتْ وعمرها ستة عشر (...)
كان ولا بدَّ أن يكون بطل فيلم «أفاتار» الجندي الأمريكي كسيحًا. فكلمة أفاتار باللغة السنسكريتية في الفلسفة الهندوسية تعني حلول الآلهة في أجساد أرضية سفلية لأهداف خاصة. وهكذا ووفقًا لهذا المعنى تحل بعض أرواح الآلهة الأمريكان في أجساد مقلدة لكائنات (...)
في الأيام القليلة الماضية كنت أصحح وأعد للطبع رواية الكاتبة الفرنسية الجميلة «باسكال روز»، أقرؤها بقلبي وبعيني اليمني، وأتابع أخبار داعش بعيني اليسري في محاولة لمحاصرة ملامح هذا المسخ الذي جاء نتيجة لقاء ثلاثة أجهزة مخابراتية لثلاث دول هي: الولايات (...)
أحيانًا إذا لم تفضح المُتهم بالسرقة رعشةُ يديه، فقد تفضحه نظافتها. وتحضرني هنا قصة من القصص العربية القديمة والملهمة... يُحكى أن شيخًا من شيوخ قبائل العرب سُرق منه خاتمٌ عزيزٌ عليه، كان قد ورثه عن أجداده، فدلوه على حكيم من دُهاة العرب ذي فراسة، فطلب (...)
عن مسرحية «سجن النساء» للكاتبة الكبيرة فتحية العسال التى فقدتها الحياة الأدبية والسياسية منذ شهور قليلة كتبت مريم نعوم سيناريو وحوار مسلسل «سجن النسا»، ومريم ناعوم حققت خلال السنوات القليلة الماضية اسمًا لامعًا صار علامة من علامات الجودة، كما حققت (...)
يعرف الجميع أن الوسامة من مقومات النَّصاب الأهم، وأن حلاوة اللسان هي المقوم التالي والأكثر أهمية، والعَالم بأسره يعرف هذه المعلومة القديمة، ولكنه مجنون ويقع في فخٍّ بعد آخر منذ الأزل، العالم مجنون ولا يتوقف ولو لدقائق معدودة ليهدأ ويتساءل: ماذا فعل (...)
من آنٍ إلى آخر تستيقظ مصر من نومها على حادث تحرش مروع، يجعلها تشعر لفترة طويلة بالعار، وتنبري بعده النخبة الثقافية والسياسية في تحليل الحادث وذرف الدموع الغزيرة على الضحية وعلى انهيار منظومة الأخلاق المصرية بعاداتها وتقاليدها العريقة
وعلى طيبة ونخوة (...)
يتسم النبلاء عادة بسماتٍ تكاد تكون واحدة، منها أنهم ولأنهم حقيقيون يبحثون عن كلّ ما يشبههم، وقد يضحون بأنفسهم في سبيل وضع الحقيقة تحت ضوء ساطع، وهم عادة يكتشفون دررًا نادرة يحنون عليها ويسهرون ليال طويلة من أجل رعايتها ثم يقدمونها للعالم، علَّه (...)
جرت في النهر مياه كثيرة قبل أن تصل وسيلة الكتابة لأن تكون قلمًا يكتب مباشرة في الأثير، لقد أصبح الكاتب يرى كتابه تقريبًا مطبوعًا وهو يخطه، ويختصر تلك المسافة التي كانت تفصل الحلم وتحقيقه أو المخطوط والكتاب. ولكنى ما زلت أستشعر رعبًا ما وأنا أكتب (...)
ثمة حبل نورانى يربط الشعوب العريقة ببعضها البعض، ثمة تشابه ما فى طريقة سير ناسها فى مدنهم القديمة برؤوس عالية وأعين لامعة تبحلق فى عين التاريخ بكبرياء مهما كانت لحظتهم الحضارية الآنية، ومهما كانوا فقراء أو متألمين يرزحون تحت حكم طغاة أو لصوص ينكلون (...)
ظللت أنظر إليه وهو مغطى بملاءة بيضاء في غرفة مديرة المدرسة، كنت تلميذة صغيرة، وكان فى ركن مهمل مكتوب عليه "ممنوع الإقتراب" وعلى الرغم من توددي لمدرسة الموسيقى لتسمح لي بالعزف عليه إلا أنني لم ألمس أصابعه أبدًا.. بيانو ضخم أصابعه البيضاء المكللة (...)
في المشهد الأدبي المصري أصبح من شبه المستحيل التعثر بمجموعة قصصية رائعة بل حتي جيدة قد أجد روايات أحيانا تضيف إلي المنجز السردي العربي لكن مجموعة قصصية لافتة مثل "النوبي" للأديب أشرف العوضي الصادرة عن دار ابداع للنشر عام 2013 فهو بالفعل اكتشاف يستحق (...)
عن المجلس الأعلى للثقافة، صدرت حديثًا رواية للروائية والشاعرة سهير المصادفة، وفى هذا العمل الجديد نجد شخصيتين رئيسيتين: جمال وزوجته نرمين.
جمال يعمل صحفيًّا، إلا أنه لا يجيد كتابة المقالات، لذلك يكتفى فى جريدته، بتصحيح مقالات رئيس التحرير من (...)
نحن نشهد بالفعل تداعى النظام السياسى للإخوان المسلمين في مصر الآن، والملمح الثابت لأىّ نظام أثناء تداعيه هو رفضه التخلى عن السلطة بل تكريس كل إمكاناته للبقاء فيها لأطول فترة ممكنة، فعل هذا منذ وقت ليس بالبعيد الحزب الوطنى إلى درجة حرق كلّ قوارب (...)
كنا فى أوائل تسعينيات القرن الماضى نمر على أرجاء مصر، مثل قاطرة صاخبة نجأر بكل ما فى رئاتنا من هواءٍ بأشعار أسلافنا الأولين، ونغنى خلف زعماء تحرير شعوب بعيدة كل البعد عنا، كنا بصوتنا العالى ورغبتنا فى المشاركة فى ثورة ما على شىءٍ ما لا نلتفت لما (...)
وأنا التى جُبتُ التيه منذ عدد سنين فماذا كنتُ أطارد..؟ أسدنة ماضٍ عتاة في أيديهم مقاليد الحكم وسيوف مشرعة نحو الغد حتى لا يجيئ؟ ولقد أعيتنى كثيرًا رؤاى وغُلِّقت أمامى السبل فكنتُ لا أردُ الماءَ إلا عكرًا بدمائهم، ولقد استيأست منى الضباع بعد أن كانت (...)
لم أصل إلي نهاية ثمانينيات القرن العشرين إلا وأنا غارقة تماما في فتنة وزهو وفوقية المتنبي, وحواري نجيب محفوظ وشخوصه الجالسة علي المقاهي أو المستندة علي ما تبقي من أسوار قاهرة الصقلي. كنت لا أدري ماذا أنا فاعلة بنفسي المحتشدة بالكلمات حتي اصطدمت (...)
حلمى سالم لعلكَ تتذكر الآنَ علي مهلٍ يا حلمي حفنة ساعاتٍ في بداية التسعينيات، حين كنا نقابل بعضنا البعض نحن الذين ندهتنا نداهة الكتابة مصادفة في شارع عبد الخالق ثروت فنبتسم ونعرف علي الفور أننا متجهون إليكَ، كنتُ قد قررتُ وقتها بشكلٍ لا رجعة فيه أن (...)
في انسحابِ المحبةِ
كانت لكِ جدة رشيقة وكأنها خارجة للتو من إحدي لوحات "محمود سعيد"، وعكس كل الجدات السمينات لصديقاتك كانت تخطر في جلبابها الأسود وطرحتها السوداء بجسدٍ يشبه إلي حدٍ كبيرٍ أجسادكن وأنتن صبايا آنذاك، كان لها وشم أزرق يملأ ذقنها وكأنه (...)
كم رأيت من بحار في الصيف وفي الشتاء وعند حدود الفصول كلها ! ولكنني لم أر البحرَ متكدراً هكذا من قبل أبداً، عندما مررت مع مَنْ مروا بدعوةٍ من إتحاد كتاب مصر لدخول مدينة بورسعيد ل " فك الحصار المعنوي حولها"! ظننت أن الأمر سيكون سهلاً علي قلبي الضعيف, (...)
كنا في أوائل تسعينات القرن الماضي نمر علي أرجاء مصر ، مثل قاطرة صاخبة نجأر بكل ما في رئاتنا من هواء بأشعار أسلافنا الأولين ، ونغني خلف زعماء تحرير شعوب بعيدة كل البعد عنا ، كنا بصوتنا العالي ورغبتنا في المشاركة في ثورة ما علي شيء ما لا نلتفت لما (...)