وأنا التى جُبتُ التيه منذ عدد سنين فماذا كنتُ أطارد..؟ أسدنة ماضٍ عتاة في أيديهم مقاليد الحكم وسيوف مشرعة نحو الغد حتى لا يجيئ؟ ولقد أعيتنى كثيرًا رؤاى وغُلِّقت أمامى السبل فكنتُ لا أردُ الماءَ إلا عكرًا بدمائهم، ولقد استيأست منى الضباع بعد أن كانت تقلّبنى أكثر من مرةٍ كأنها كانت تفرُّ مما يتجاوز الموت والحياة، فسبحان مُرتب المنازل الذى رفعنى عن الأرضِ وشرورها قليلاً ولم يحولنى إلى ذرةٍ تذروها الرياح في ملكه الوسيع. (من رحلة الضباع).