[email protected] أخشي ما أخشاه علي مصر الذين يتقلبون بين احضان الانظمة ويمجدون الفرد فوق مصالح الوطن والعباد وما أكثر ما يقدمون بين يدي السلطة من قرابين قد تصل الي الغالي والنفيس من الكرامة وقد تهدر المبادئ من اجل ذلك هدرا. وقد بدأت البوادر تبدو في الافق كأننا لم نفق بعد من هذه الزلزلة العنيفة التي هزت اركان كل شيء في مصر، واجتاحت الثوابت الماثلة امام عيوننا منذ سنين عددا، لعلهم لم يشهدوها ولم يروا فيها الا ان تغييرا قد حدث، مثلما كان يحدث في الماضي، فسيذهب رئيس كان المنافقون يعبدونه، وسيأتي رئيس يعد له ذات المنافقين العدة، ليجعلوا منه »ضمهم« الجديد، وهم ايضا مطمئنون الي ان الشعب سوف يذهب الي منفاه المعهود بعيدا عن الاحداث تاركا لهم شئونه يعبثون بها كما يشاءون وكأن الليلة والبارحة لم يختلفا في شيء، ام يظنون ان هذه الريح العاتية لم تقتلع جذور الذين مردوا علي النفاق والمداهنة وهم اشد خطرا من النظام نفسه، هم اذن يظنون وما يغني ظنهم عن الحق شيئا، فتلك الحقيقة أكبر من خيالهم المريض الذي جاء بهم بالامس جوقة منظمة تخدم نظاما فاسدا، تحت شعارات الحرية والديمقراطية كانوا سدنة معبد يقدمون خدمات جليلة للنظام وحاكمة بغض النظر عن تسميته، انما من اجل ان يبقي نظام يمكن لهم ويرضي اطماعهم ويروي غلتهم التي لا تنتهي الي المال والنفوذ والشهرة مهما كانت ملطخة بالهوان ومكللة بالعار، هذه النماذج تعود اليوم تريد ان تصنع مجدا زائفا وتبدي بطولات كاذبة، فهلا يرون نواصيهم الخاطئة، وهلا افسحوا للأعين المدي حتي يشهد من كان حيا عن بينة خبث الطوية التي عليها ينطون. لقد انتهي عهد المداهنة منذ ان نفض الشعب عن روحه الغبار الكثيف الذي اهالتموه عليه مع الانظمة المستبدة ورضيتم ان تكونوا عونا غامضا، تضمرون غير ما تظهرون وتكتبون غير ما انتم عليه من مرض في القلوب، لقد سئمنا هذه المظاهرات الكلامية التي تمطرون بها الصحف والشاشات. والشعب منكم براء، يجعل اصابعه في آذانه ويفهم ما فعلتم به في امسه، فاتركوا له الغد يصنع مستقبله بشرف ونظافة وايمان، وقد يتصور الواهمون ان الثورة العارمة التي انتفض بها شعب يئس من كل شيء حوله انما هي من صنع هؤلاء القفازون علي كل مائدة وخنان، الا يستحون؟.. الا يخجلون مما قالوا لاصنامهم المحطمة يوم كانت في السلطة وها هم اولا يعودون سيرتهم الاولي ليحاولوا تزوير التاريخ ويدعون انهم من كتبة التاريخ هونا يا من تظن ان هذا الشعب الذي شرب المر وتجرع العلقم بغافل عما تعملون انه حروف النار محفورة في وجدانه، وايام وليال سوداء مشت علي لحمه وعظامه حتي دسرته كما كانت تفعل عجلات النورج في عيدان القمح، فعاد هشيما تذروه الرياح، وها أنتم وهم قد اقتسمتم القمح معا، دعوة الشعب المغلوب علي امره يختار طريقه، دعوه ولا تضلوه اكثر مما اضللتموه من قبل وقد كان الحق يواتيكم وانتم تشهدون فتأبي قلوبكم الا ان ترضي الحكام ومن حولهم من بطانة السوء، ولست اشك في ان هذا الشعب بفيضانه المستمر لن يسلمكم نفسه بهذه السهولة التي تسولها لكم انفسكم لانه يعرفكم بسيماكم ومنهجكم المحكم في التسويغ والتبرير والتلميع الذي لن يجدي مع ماهو قادم من طوفان اكبر.. لن يجدي مع شعب مصر العظيم شيئا مما تتوهمون. دفتر أشعار الثورة سيناء يا حبيبة السماء يا ارضنا التي تموج بالفيروز والعقيق يا تربة اضاءت الوجود من زيتونها العتيق توهجت فأنبتت من ذراتها الكواكب واطلقت للنيل من دموعها المراكب واشرقت من فوقها شموس الانبياء سيناء.. يا سيناء كبلوك بالمزاعم السخيفة وخضبوا جبينك الشريف بالدماء يا اقدس الرمال والسهول والجيال في حياتنا فانت تحرسيننا ونحن نائمون من ذنوبنا وتحضنين النيل كالاطفال في ربوعنا وتحفظين مجدنا التليد بالاباء ونحن غافلون عند ابائنا يا ويلنا.. ان انت تنطقين هل صارت اليهود بيننا تعيث كالجرذان في سينائنا