"انقضت العقبان على شرفات القصر الرئاسي خلال نهاية الأسبوع، فحطمت شباك النوافذ المعدنية بضربات مناقيرها، وحركت الزمن الراكد في الداخل برفيف أجنحتها، ومع بزوغ شمس يوم الإثنين، استيقظت المدينة من سبات قرون عديدة على نسمة رقيقة ودافئة، نسمة ميت عظيم (...)
كنا، ومازلنا، نصر على ضرورة أن يكون النص الدستوري الخاص بالشريعة قاطعا "الشريعة الأسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع"، ولمن يسألون عن المقصود بالشريعة الإسلامية، وبأي مفهوم تطبق، أقول: إنها الشريعة التي تؤمنون أو تزعمون الإيمان بها إن كنتم مسلمين. (...)
تعجب محمد القدوسي الكاتب الصحفي من موافقة بعض القوى السياسية على مشروع قانون تنظيم التظاهر الذى يعده الانقلابيين حاليا، قائلا: "خرج مدعي الحرية ليهاجموا البرلمان المنتخب الذى فكر في صياغة قانون لتنظيم التظاهر والآن يباركون قانون الانقلابيين للحد من (...)
ما ينشره الفريق "سامي عنان" ليس مجرد "مذكرات" لكنه "إعلان سياسي" تتعدد بنوده ووجوه قراءته. واستمرار النشر بعد "البيان رقم 1" الذي صدر ضده ممهورا بتوقيع المتحدث العسكري يؤكد أن الفريق "عبدالفتاح السيسي" ليس وحده من يمسك بزمام الأمور، وليس الفرق كبيرا (...)
فى قراءة للواقع، رصدته ولم تصنعه، كتب الأستاذ "محمود سلطان" فى مقاله "معنى غياب الإخوان!" مفسرًا أن الجماعة "اختفت" تمامًا من المشهد.. ولم "تدافع" عن عرض الرسول، كما قال إن "الإخوان فى الحكم فعلاً.. ومن الطبيعى أن يتصرف قادتها من منطلق "رجال دولة" (...)
على حسابه في "فيسبوك" كتب رئيس الوزراء التركي "رجب طيب إردوغان" معلقًا على كلمة الرئيس "محمد مرسي" في افتتاح قمة عدم الانحياز بالعاصمة الإيرانية طهران: "الرئيس محمد مرسي هو أول رئيس، مسلم عربي مصري، يصدم النظام الإيراني في عقر داره منذ انتهاء دولة (...)
حتي في تل أبيب يرتقبون انتفاضة جديدة، بعد أن فشلت مفاوضات شرم الشيخ، بل لم تتحرك من مكانها خطوة واحدة، وما كان يمكن أن تسفر عن أكثر من هذا. فالصهاينة وكما قالت مجلة «تايم» الأمريكية ما عادوا يكترثون بالسلام، والمفاوض الفلسطيني لا يمثل كل (...)
راح الصحفي يسرد علي رئيس تحرير مجلته قائمة الموضوعات التي يجب الاهتمام بها، فسأله رئيس التحرير: وما قيمة هذه الموضوعات؟ قال الصحفي: لأن القراء يهتمون بمتابعتها، ومهمتنا أن نرضيهم بتغطية الأحداث المهمة بالنسبة لهم. وهنا وجد الصحفي نفسه (وجهاً لظهر) (...)
ل«تخفيف الأحمال» معني تقصده الحكومة في تصريحاتها الرسمية، وهو أننا باستهلاكنا الذي لا يزيد علي ما يقيم الأود ويمسك الرمق ويسد الجوع حمل علي كاهلها، تضطر إلي التخفف من بعضه، حتي تنهض بالبعض الآخر. ومادامت الحكومة اختارت «نوبة صراحة» تتجاو
تخفيف (...)
لا تتسع مصر لنا ولهم معا، لا تتسع لشعبها وللسماسرة الذين يحكمونها في الوقت نفسه، والحكاية لا هي فلسفة ولا هي جدل سياسي، لكنها موقف فاصل علي طريقة «يا روح ما بعدك روح»! والأسوأ أن السماسرة لا يضحون بأرواحنا من أجل أرواحهم، لكنهم يقتلوننا بلداً (...)
«سنان» اسم عربي من بين معانيه فحل الإبل، و«باشا» لقب تركي كان يطلق علي من بلغ رتبة اللواء في الجيش العثماني، وفي القرن السادس عشر حمل اثنان من أعلام الدولة العثمانية الاسم واللقب نفسه «سنان باشا»، أولهما رائد العمارة العثمانية. والآخر قائد لامع (...)
من الأدلة الواضحة علي ثبات شهور العرب برغم أنها قمرية وعدم دورانها في الفصول، ما أشار إليه «عرفان محمد حمور» حيث يقول: «للعرب في ذي الحجة الحج إلي بيت الله الحرام بمكة، ويبدو أنهم كانوا يحرصون علي أن يظل موعد حجهم موافقا موعد نضج غلاتهم، ولذلك كانوا (...)
ما زال التردد بشأن وسيلة إثبات أوائل الشهور القمرية يثير لغطاً، أحسب أن الزمان تجاوزه، وأن تقدم العلم الطبيعي والشرعي لم يترك له ما يبرر بقاءه.
وخلاصة الأمر أن الحساب الفلكي كما نعرفه اليوم هو الوسيلة المنضبطة لتحديد أوائل الشهور، وأن الرؤية (...)
تشكل فكرة «نهاية التاريخ» ثابتا من ثوابت الغرب الاستعماري، منذ الحروب الصليبية إلي «فوكوياما» وما بعده. ومؤدي الفكرة أن تستمر الأوضاع الدولية القائمة إلي ما لا نهاية: الأقوياء سادة والضعفاء عبيد. الثروة في الشمال والفقر في الجنوب. هذه الفكرة التي (...)
..ولكن ما قيمة كل هذا التاريخ؟
سؤال أثار عجبي في البداية؛ إذ كنت أحسب أن إجابته قيلت صراحة بضع مرات، وضمنا عشرات المرات، أثناء قراءتنا لكتاب «خراب مصر»: نحن لا نقرأ تاريخا، بل نحاول فهم الحاضر بالعودة إلي البدايات الأولي لهذا الحاضر. ذلك أن (...)
القلعة تقتحم دائما من الداخل، هذه هي الحقيقة التي يوقفنا عليها «روتستين» في كتابه «خراب مصر»، حيث لا ينسي الكاتب والمؤرخ الفذ، وهو يسرد الكثير عن ضربات الخارج، أن يولي اهتماما خاصا لمؤامرات الداخل، باعتبارها عاملاً حاسماً لولاه لصمدت مصر علي الأرجح (...)
من قتل «إسماعيل صديق باشا»؟ سؤال نملك إجابته الصحيحة في أيدينا لكننا لم نفتح عليها عيوننا، لا لنقص في العقل، بل لقصور في الهمة، يجعلنا نؤثر «السلامة» علي «العدالة»، ونفضل «الستر» علي «الحقيقة»، والنتيجة أن شعبا بكامله يتستر باللغط والغلط واللامبالاة (...)
نقرأ ما يقوله «روتستين» في كتابه «خراب مصر» عن حوادث الربع الأخير من القرن التاسع عشر، فنفهم ما نراه في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وندرك أن أكاذيب بوش وبلير وأوباما وباول وتشيني ورامسفيلد.. إلخ ليست إلا جزءاً من تراث يواصل ساسة الغرب (...)
هناك عنصر من عناصر الكون يغيب إذا غابت كلمة من القاموس.. والشعر حيود الوباء موجود مهما تكتموا أمره.. وهو يسري بين الشعب الذي يعبر عن رغبته في مملكة أخري ليست لدينا مدن.. نحن أبناء القري الصغيرة والكبيرة روحي في تلقي اللغة
الشاعر الكبير محمد عفيفى (...)
مرة بعد مرة، يؤكد «روتستين» في كتابه «خراب مصر» أن قيام إنجلترا بشراء أسهم مصر في قناة السويس كان عملاً لا هدف له إلا تسويغ احتلالها. ومرة بعد مرة ألفت النظر إلي ما بين بيع القناة بالأمس وبيع «أصول مصر» اليوم من شبه مطابق، إذ البيع في الحالين (...)
مقدمة لا بد منها:
ولستَ قتيل نظامٍ
يُكَشِّفُ عن عورتيه فقط
بل قتيل الجميع.
هذا المقال مهدي إلي روح الشهيد «خالد سعيد» الذي قتله خدم ورثة الانهيار، وتستر علي قتله عملاء، باقون فقط لأن الاستعمار يبقيهم في فمه، قبل أن (...)
في 23 من يونيو 1882، وقبل أيام من «قصف الإسكندرية» وما تلاه من احتلال بريطانيا لمصر، بدأ في «اسطنبول» عاصمة الدولة العثمانية صاحبة السيادة علي مصر آنذاك مؤتمر شاركت فيه الدول الأوروبية الخمس الكبري. واتفق المؤرخون أو كادوا علي تحاشي ذكره، مع أنه (...)
«أذيل هذا التمهيد ببيان وجيز لأشهر الوعود والتصريحات التي قالها باسم إنجلترا ممثلوها الرسميون، والتي كان لها أثر من الوجهتين الأدبية والقانونية. وإني ألفت إليها من أول الأمر أنظار القراء الذين لا يودون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة هذا التاريخ كله، أو (...)
يؤكد التمهيد الذي كتبه «ولفرد سكاون بلنت» لكتاب «خراب مصر» أن شيئا لم يتغير، وإن كان من تغيير فهو للأسوأ، وخاصة بشأن قابليتنا للاستعمار أو لل «استحمار». إذ يقول التمهيد الموقع بتاريخ 25 من أغسطس 1910: «لقد ألف المستر جلادستون أي وليم جلادستون - رئيس (...)
يصدِّر «روتستين» كتابه «خراب مصر» بتمهيد كتبه «ولفرد سكاون بلنت» في 25 من أغسطس 1910 و«بلنت» هو مؤلف الكتاب الشهير «التاريخ السري لاحتلال إنجلترا مصر»، الذي راجع أصوله وصححها بعض التصحيح «الشيخ محمد عبده»، عندما كان «بلنت» جارا له في ضيعة «الشيخ (...)