فى قراءة للواقع، رصدته ولم تصنعه، كتب الأستاذ "محمود سلطان" فى مقاله "معنى غياب الإخوان!" مفسرًا أن الجماعة "اختفت" تمامًا من المشهد.. ولم "تدافع" عن عرض الرسول، كما قال إن "الإخوان فى الحكم فعلاً.. ومن الطبيعى أن يتصرف قادتها من منطلق "رجال دولة" مسؤولين عن شعب ومصالحه.. وليس من منطق "رجال معارضة" مسؤولين عن حزب سياسى فقط أو عن "خيمة" فى ميدان التحرير". وأقول: وهل جماعة الإخوان المسلمين هى التى تحكم الآن؟ أليس من المفترض أن من يحكم حزب اسمه "الحرية والعدالة"، هو الذى رشح "محمد مرسى" للرئاسة، له الأغلبية فى مجلس الشورى، وله الأكثرية من قبل فى مجلس الشعب، ويمكن أن تقوم أحزاب غيره على أساس "مبادئ وأفكار" جماعة الإخوان المسلمين. إن الأخذ بهذا التصور (تصور أن الحزب يحكم، والجماعة انتماء فكرى) يتيح فى تقديرى حرية الحركة للحزب وللجماعة معًا. إذ يتيح للحزب مرونة التعامل مع السياسة باعتبارها "فن الممكن"، مراعيًا اعتبارات "الضرورة" و"المصلحة". كما يتيح للجماعة أن تعبر من دون حرج عن مواقفها العقائدية الثابتة، ولا تكون مضطرة إلى الخضوع لاعتبارات "المواءمة السياسية". مع ذلك أخشى أن هذه الرؤية مجرد افتراض، وأن ما قاله "محمود سلطان" هو الواقع، وأن جماعة الإخوان المسلمين تتصرف فيما لها وما عليها من منطلق أنها "فى الحكم فعلا" وهو منطلق أراه خطرًا على الحزب وعلى الجماعة معًا.