هذا المسلسل الذى أعتذر عن استعارة عنوانه.. والذى ابتدأ عرضه بعد 10 سنوات من قصتى مع فاطمة، مثلما أحب هذا الحديث مع التقدم فى السن ومع كثرة الهزائم عامة. لكن ما الحب؟ هل هو احتياج جنسى، هل تتشابه فيه النساء؟ بمعنى أى ست تسد هذه الحاجة.. هل يقل الشعور (...)
مثل قلعة سحرية تحيطها غلالة من ضباب، بدت المدينة لقاصدها عبر المطلع فى الفجر، تلطخ ضبابها هالات من ضوء مغبر حول أنوية شديدة الحمرة، لمصابيح واهنة تتلامح فى ارتعاش؛ إذ تقاسى طوال الليل نزف نورها القليل.. وتقاسى المطر.
وإلى تحت ينحدر مدق، هو مهبط (...)
لا أعرف سبب تسميته كده!.. يسمونه أيضاً سيدى حب الله. كنت كلفت بالعمل فى هذه القرية النائية كطبيب بالوحدة الصحية. أنزل من العربة عند مقامه إذ جعل تمدد العمران منها محطة. والوحدة كالعادة تقع وسط الغيطان إلى جوار المقام. بعدما تركت حوائطه الخارجية على (...)
خلت البيوت تقريباً من الرجال. وامتلأت بهم شوارع القرية متجهين إلى الصوان.. متى عرفوا اسم المقرئ ارتدى بعضهم أفضل ما لديه وتعجل المصلون فى وضوئهم وصلاتهم. تتردد بينهم عبارات العزاء.
- والمضيفة هتساع البلد, الله يرحمه ويحسن إليه.
- أكيد هو فى مكان (...)
نراه مقبلاً من أول الشارع, عجوز ضخم علي رأسه طربوش, ينقل قدميه بعون عكاز. يرتدى نفس البدلة ذات الجاكته تصل إلي ركبتيه. يقترب فنرى عكازه الملىء بالنقوش, وحذاءه النظيف. والجريدة المطويه في جيب جاكت يتأرجح فوق بنطلون متسع ومكوى جيداً. موده لم تعد (...)
أخذت أم العربي تذكر خنّوفة الأبرص بائع السمك في قعدة النساء وعلامات أدبه . وقلة أدب الباعة الآخرين الذين يغازلون النساء بكلمات صريحة . خنوفة مؤدب وبقية الرجال عينهم فارغة بالذات السريحة القادمون من المدينة .
يعرف الجميع خنوفة .. فهو خنوفة فعلاً , (...)
1
كان يمكن أن يموت فوق كرسيه
في العمل .
أو يدع رأسه تميل علي صدره أمام التلفاز .
لتبدأ زوجته في الصراخ
و يأتي أقاربه البعيدون
و تبدأ حبيباته السريات في نسيانه
ببعض البكاء
كان بمقدوره القفز
فوق سور الكوبري
مثلما يفعل الأصغر سناً
أو يشرب سماً رخيصا (...)
نعيش معا منذ أشهر طويلة, لا أعرف ما هو الحل أصلا, لكنني أريد أن أكمل عمري مع ميريسيان رغم ما بيننا من اختلافات محددة من جانبينا, عمري مثلا يبلغ ضعف عمرها, لكنها تقول إن ذلك لا يعني شيئا, فكيمياء الجاذبية تظل دائما غامضة, بالتأكيد ميلي إليها ليس بسبب (...)
الحق أنه لو كتبت هذه الحكايات كقصص لما صدقها أحد. أحكيها إذن مثلما حدثت خاصةً أن جميع شهودها أكرر جميع شهودها أحياء. والكلام هنا عن أشهر شيوخ السلفية الوهابية على الإطلاق.. يعني مولانا. ومولانا هذا اكتملت لديه عدة الشغل من لحية وجلباب معطر بالمسك (...)
هى العلمانية .. أو فصل الدين عن تعاملات الحياة. سمها أى اسم تشاء. بعدما صار المصطلح سببا لأن يتحفز من تكلمه ويتوتر وكأنك تطلب منه التخلى عن معتقداته الدينية. مع أن الكل يمارس حياته الاجتماعية بصورة علمانية تماما.
وبديهى أنه لا يمكن لأحد أن يرغم (...)
تفتكر كده ربنا هيقبل حجتى ؟ . بهذا السؤال استقبلتنى على باب المطار فتوقعت أنها أتت شيئا من مبطلات الحج .. شيئا كبيرا .
سألتها .. ليه ، عملتى أيه يا حاجة ؟ قرى واعترفى فلم تضحك .
أنها تشارف اليوم الثمانين من عمرها . وقد اعتاد الجميع أن ينادوها .. (...)
هل بعدت ثقافتنا المتوارثة اقصد تحديدا قيم الوهابية عما تقره تعاليم الديانة اليهودية ، فيما يخص المرأة ؟ . اذا يقول الرب الاله لآدم في سفر التكوين « هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها ؟ فيرجع آدم بالسبب المرأة . أنها هي التي جعلته يفعل ذلك . (...)
حين سيرت الدولة الترام في الشوارع لأول مرة 1886 ثار المشايخ ورجال الدين . ينادون بإيقاف هذا الغول الحديدي درءا للفساد . الذى يمكن النساء من مشاهدة الرجال . مما يشجع على انتشار الرذائل – كانت الرذائل ولا تزال مسألة امرأة ورجل .
جاء الترام وولى ، وظلت (...)
تراهم كثيرا فى الشوارع ، لكن هل أتيحت لك رؤية «ميت» منذ أسابيع على رخام المشرحة. ذقنه مشوكة كأنما كانت تنمو سرا. وجهه ممصوص صدئ بطول النقع فى الفورمالين.
حول رسغه أسورة مدون عليها اسم عشوائى وعمر أصغر بكثير مما يبدو عليه وجهه. فإذا حركت إحدى هذه (...)
طبعا ستصدق فورا قول وزير التربية والتعليم لمذيعة التليفزيون إن خريج التعليم الفني يدوب يعرف يكتب اسمه . الحمد لله أن المسئول صار يقول الحقيقة . قد تصيح فيه معي « والثانوية العامة يا ريس» . أليست ايضا محو امية الا قليلا ! .
كنت طبيبا عن التأمين الصحي (...)
(1) من ذا الذي يرتب النطاف في البطون، والتماعات العيون، ويعيد الدنيا إلى فراغها القديم.. كأنها بدء الحياة؟ سأل الجالس فوق الدكة صفوف القاعدين. بعد صمت قال أحدهم.. أبي وسائر العمال. قال آخر.. يناير والكلمات. وثالث.. يونيو ورغيف الخبز. صاح الجالس (...)
على باب في سور قصير يحيط فناء يشبه فناء مدرسة، وقفت بانتظار ولد تركني ودخل. كان اصطحبني من موقف السيارات إلى هنا من غير أن أطلب منه أن يوصلني. فكرت بأنها ستكون رحلة شاقة أقطعها ثلاث مرات أسبوعيًّا لثلاثة أشهر.
أعود بعدها بورقة مختومة تعني أن حاملها (...)
الحاجة الأصفرة هى الاسم الحركى للتواطؤ الاجتماعى على الكذب والنكوص ولبس الأقنعة. ليس فى أمور العاطفة والجنس فقط، بل حتى فى السياسة والحكم. هى حجة يعلن بها الإنسان.. أنا غير مسئول.. أنا عيل لا يسمى الأشياء بأسمائها. ولم أقاوم بما يكفي.
كم ظننت أن (...)
أعظم ما في مصر هذه الأيام هو الأزهر برجاله، فمنذ أنشأ بيرم التونسي في شجاعة تليق بالشعراء قصيدته التي مطلعها .. أول ما نبدي القول نصلي ع النبي .. نبي عربي يلعن أبوك يا بخيت. ولم يكن بخيت غير الشيخ الأزهري الذي أفتى بعودة الخلافة العثمانية.
عقب إعلان (...)
حين قال الراحل جابريل جارسيا ماركيز فى حوار قديم «إن أبي لايزال يحكمنا من قبره» بدا وكأنما لا يتحدث عن كولومبيا، إنما عن مصر. مذكرا بالعيوب الاجتماعية التي لا يعد التعرف عليها من شأن علماء الاجتماع وحدهم إنما الأدباء أيضا من باب التحلي بالرؤية (...)
ما من أحد من أطباء مصر لا يزال اليوم يقسم قسم أبو قراط.. ولا حتي القسم الإسلامي.. الذي مرره مجلس نقابة الأطباء السابق..
بما يشبه موجة لصق تيكيت علي كل منتج بعد حشوه ببعض العبارات الدينية لكي يصبح إسلاميا.. خدعة فعلها أحد الزعماء آنذاك بلصق اسماء (...)
يقع هذا الحي خلف مزلقان القطار, وهو كتلة من البيوت, أقيمت من أي شيء أتيح للبناء, لأكثرها أسقف ومظلات من الصفيح والخيش. يرتفع بعضها فتظهر له شبابيك وبلكونات تزدحم بالكراكيب وبالنساء البدينات, والرجال عراة الصدور. وتمتلئ شوارعه بالأطفال شبه (...)
إنه يبتسم.
مددوه وسط الجموع وقيل.. صلوا له. قد وقع على وجهه ساعى الموت بالأحرف الأولى من مخبئه فوق السطوح، ثقبا فى الجبهة. فى سعيه لأن يتصيد الكلمات الطائرة.. كرامة، حرية.. عدالة اجتماعية. صلوا له.
مسحت يد الدم، فاندفع دم آخر. وابتسم (...)
ان نفقد احترامنا لأنفسنا هذا ما عمل عليه نظام مبارك علي مدي 30 عاماً ليصبح كل شيء بعد ذلك مقبولاً، ما الذي يعني شخصاً فقد شعوره بالكبرياء الشخصي، لا شيء، كل ما تعلمه كان خطأ وهذه الحياة لا تخصه، ما اعتقد فيه من أفكار كان بعض ضلال وما تصرف به في (...)