ما من أحد من أطباء مصر لا يزال اليوم يقسم قسم أبو قراط.. ولا حتي القسم الإسلامي.. الذي مرره مجلس نقابة الأطباء السابق.. بما يشبه موجة لصق تيكيت علي كل منتج بعد حشوه ببعض العبارات الدينية لكي يصبح إسلاميا.. خدعة فعلها أحد الزعماء آنذاك بلصق اسماء عربية علي ماركات أجهزة كهربائية شهيرة وعربات وسجائر غربية الصنع وكأنها بهذا صارت منتجا عربيا.. وهلم جرا.. دجل مرة باسم العروبة.. ومرة باسم الإسلام. شكلانية ترافقت أيضا مع انتشار الحجاب والنقاب واللحية والزبيبة.. ك وهم نضحك به طبعا علي أنفسنا.. وليس علي غيرنا الذي نستورد منه ثلثي القمح الذي نأكله.. وثلاثة أرباع الدواء الذي نعالج به... الخ لم يكن ذلك بعيدا عن إقامة معارض للسلع المعمرة بنقابات الأطباء لحساب شركات يملكها أعضاء معروفون في تنظم الإخوان.. ولا عن التدهور الذي لحق بالمؤسسات الطبية كافة.. ولا عن إرسال أموال لجنة الإغاثة بالنقابة لجماعات الارهاب.. حيث وجدت في افغانستان والشيشان وغيرهما. ربما كانت دفعات خريجي كليات الطب في الثمانينيات هي آخري رددت قسم أبو قراط الشهير وضمنه.. أقسم بكل ما هو مقدس أن أحترم مهنتي احترام التقديس.. وكلما دخلت منزلا تكون مهمتي شفاء المريض فقط.. مبتعدا عن كل ما يفتن أهل البيت.. أو أن أبوح بسر مما أري أو أسمع.. وأما إذا حنثت بالعهد فليصبني كل سوء. قسم لا يزال الأطباء إلي اليوم يرددونه في كل الدنيا.. منذ كان الطب مخروطا خشبيا يوضع علي قلب المريض.. وبولا يتذوقه الطبيب كاختبار للسكر.. وحتي صار جراحات تجري عن بعد.. أما القسم الذي مرره اثنان من أعضاء مجلس النقابة.. أحدهما قيد العدالة في تسع تهم كبيرة.. ويرأس الآخر حزبا ولا يزال يبحث عن دور.. فيبدأ بالآية.. وإذا مرضت فهو يشفين.. وينتهي بعبارة.. وأن تكون حياتي نقية مما يشينها تجاه الله ورسوله والمؤمنين.. وما بينهما استنساخ لذات معاني قسم أبو قراط.. مع إضافة الصبغ الدينية. صحيح أن ضمير الطبيب أو أي مهني لا يصنعه هذا القسم أو ذاك.. إنما تصنعه منظومة اجتماعية واقتصادية أساسا.. لكن الخطر في قسم كهذا أنه صمم للأطباء مسلمي الديانة فقط في حين ضمت دفعتا بطب المنصورة علي سبيل المثال طلبة من الهندوجنوب إفريقيا وأرمن وآخرين أفارقة من جنوب السودان وأكرادا وباكستانيين ولبنانين.. ينتمي منهم البعض إلي ديانات سماوية ووضعية.. وربما كان فيهم لا دينيون أيضا. بل إن ضمن أعضاء مجلس النقابة السابق من حصل علي درجته العلمية من دولة أوروبية من غير أن يعرف أستاذه الخواجة بديانته ولا هو عرف بديانة أستاذه.. في مهنة علي وجه التحديد لا يجوز فيها أي تمييز بين العاملين بها وفق ديانتهم أو جنسيتهم ولا حتي بين عدو وصديق.. تري ما موقف مجلس النقابة الجديد من هذا القسم.. بعدما طويت صفحته من التمييز والخداع من التاريخ المصري بإرادة مصرية متحضرة؟! لمزيد من مقالات د:رضا البهات