هل بعدت ثقافتنا المتوارثة اقصد تحديدا قيم الوهابية عما تقره تعاليم الديانة اليهودية ، فيما يخص المرأة ؟ . اذا يقول الرب الاله لآدم في سفر التكوين « هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها ؟ فيرجع آدم بالسبب المرأة . أنها هي التي جعلته يفعل ذلك . فيسأل المرأة ، فتجيب الرب بأن الافعى هي التي أغرتها بذلك . فيقول الرب للمرأة .. تكثيرا أكثر أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولادا . والى رجلك يكون اشتياقك ، وهو يسود عليك » ولنا أن نتساءل .. هل قوامة الرجل على المرأة لا تزال قيمة حاكمة في المجتمع الإسرائيلي اليوم ! .. او هل اسرائيل دولة تنفذ تعاليم التوراة – العهد القديم – ام ان ساستها يسعون الى اعلان تلك اليهودية فقط في مواجهة العرب . اذكاء لقيادات الاسلام السياسي حولها – طبعا هناك ما يوثق دور اسرائيل في انشاء حماس – بينما جوهر ادارة الدولة يظل ليبراليا علمانيا ! .. يعنى عنصرية في مواجهتنا فقط .ماذا عن المرأة المصرية ! .من اخر تقرير مفزع للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء – قبل اربعة اعوام – في جزئه الاجتماعي . ان النساء صرن تملن الى العيش فرادى دون شريك . غير مهمومات بضل رجل (والكلام من عندي) في حين تقف الثقافة السائدة ضد هذا التوجه الكاسح . فعدد المطلقات بحسب ذات التقرير بلغ 4 ملايين امرأة . معظمهن في سن الشباب . بينما الارامل تبلغن 9٫2 مليون امرأة أي بنسبة 6.4% من إجمالي السكان . اما العنوسة فتصل الى 8.6 مليون فتاة – اعمارهن ما بين 18-35 – او ما يعادل 40% من أجمالي عدد الفتيات في سن الزواج . وطبعا هذه الارقام جميعها مرشحة للزيادة اليوم .. يلفت النظر قول احداهن مقبوض عليها في مظاهرات الاخوان خلال التحقيق .. « ابويا وأمي قالولى مش عاو زينك انتى واختك ، شوفولكو مكان تانى» . يا الهى .. المعنى ان هناك ثقافة معيقة .. أي ليس الاقتصاد هو الركن الوحيد او الحاسم . فهناك ما هو معروف من ان امرأة من بين كل ثلاث نساء معيلة . يعنى هي اللي فاتحة البيت وشايلة الليلة . وتسميه للأمور بأسمائها نقول .. محتاجون الى تطوير ثقافة ليبرالية . لا تغفل حقيقة ان ايزيس مثلا – ووفق الاسطورة – ظلت تبحث عن اشلاء اوزوريس في بقاع مصر . لتجمعها وتبعث فيها الحياة من جديد . كما يرمز تحليقها – كانت تحلق اثناء البحث – الى وحدة البلاد وجمع شملها . نزيد فنقول ان اثر ذلك موجود بين نساء اليوم . فلا يزال الزى الشعبي للمرأة في الاحياء الشعبية في القاهرة والريف جلبابا تتدلى اكمامه الواسعة وتتصل بالجلباب – ماذا يكون غير اجنحة ايزيس ! وماذا تكون الشيلان الشعبية المحلاة بزخارف على هيئة ريش . وهى من علامات اناقة المرأة الشعبية والبدوية الى اليوم . وماذا تكون عقدة منديل الرأس ابو أويه – العقدة المكببة – غير تاج مصر الموحدة . وهى صورة اضرت بها العولمة مثلما اضر بها التطور الاجتماعي . واضرت ايضا رومانسية الشعراء والفنانين – وجاءت الوهابية لتستبدل ملبسها كله بالعباءة والخيمة . واكملت الرومانسية الناقص حيث قامت بتحنيط المرأة ككائن هلامي محاط بغلاله يسقط عليها الرومانسي ما يتمناه ويعجز عنه . او الكائن الذى يعتمد عليه تماما . كائن يعطى بلا حدود – صورة الام – بل ينسب اليها كل جوانب عجزه وفشله – تأمل حال المرأة في الريف المصري ايضا . هذه الثقافة الحاكمة التي سادت في نصف قرن الماضي ، أحبولة منصوبة للطرفين ، تزيدهما اغترابا . أحبولة ذهنية تلخص وجودهما معا الى مجرد جذب عاطفي يحيطه الشبق . تمجيد الذكر الضحية للأنثى الضحية .. تشيؤ كامل صارا فيه .. مقهور وعبد تجرى قداسته . والمعنى ان هناك وفق حقائق التقرير نموا اجتماعيا محتجزا بفعل الثقافة . وليس الاقتصاد فقط . يقول المثل الإنجليزي .. انظر الى حال المرأة والطفل في بلد ، تعرف ذلك البلد . اما حال المرأة فيقول .. يا ناظرا الى حالي ، تقرير الجهاز المركزي يغنيك عن سؤالي .