تفتكر كده ربنا هيقبل حجتى ؟ . بهذا السؤال استقبلتنى على باب المطار فتوقعت أنها أتت شيئا من مبطلات الحج .. شيئا كبيرا . سألتها .. ليه ، عملتى أيه يا حاجة ؟ قرى واعترفى فلم تضحك . أنها تشارف اليوم الثمانين من عمرها . وقد اعتاد الجميع أن ينادوها .. أزيك يا حاجة ، حتى قبل أن تحج وشأن النساء فى حى شعبى فهى متفائلة دائما محبة للناس ، والحياة وتقديم العون للآخرين. ست مصرية طيبة وليست مجرد أمى . ظلت قبل السفر ترى الجميع طرحتها البيضاء ومئزرها . أوشكت أذن أن تصير قريبة من الله الودود الذى يسرى فى كل شيء . ويتجلى للإنسان فى المحن. ولا يحمل مكروها لاحد . إذن ترى ما الكارثة التى أتتها فى الحج . وطبعا هى من حكت أنه هناك، جمعتهن طوافة مدربة ، أخذت مبلغا على كل رأس . لقاء تعليمهن .. كيف تسير أو تهرول فى هذا الموضع أو ذاك . وبماذا تدعو ، وهى تنغم لهن صوتها ، وتحفظهن أدعية مسجوعه . وهن ترددن وراءها .. دعاء دخول الحرم ، وفوق عرفات تقولين كذا ، وفوق منى كذا ، وعند رجم إبليس .. الخ . وما أن تعود إلى البيت تعود إلى مذاكرة ما سمعته لتحفظه . وبحكم السن والهموم كانت تخلط الكلام وتبدل الأدعية ، فكلها منغوم يشبه بعضه بعضا . فكرت فى أنها كلام حلو وأن الله لابد يحب سماعه . هكذا تعكرت فرحتها بالحج . وفى المواضع حيث انبغى أن تقول دعاء قالت غيره . جربت أن تلتقط الكلام بأذنيها من جارتها . لكن الجارة لم تكن عربية وترطن بكلام لا يفهم . بكت .. بكت أمى أثمها وتقصيرها . وفجأة قررت أن تثق فى نفسها وفى الله فدعت دعاء واحدا .. يا رب هكلمك كده بالبلدى وأنت فاهم قصدى . وبالبلدى أخذت تدعو الله أن ينجح الأولاد ويجوز البنات ويرد غربة الغائب منهم ويشفى المريض . أضافت لى .. وكمان حجيت لأبوك الله يرحمه بنفس الطريقة . تفتكر كدة ربنا هيقبل مني؟ طبعا مفهوم بماذا يمكن أن أجيبها . لكن ما شغلنى هو سته وعشرون عاما مضت بيت الإسلام كضمير وحب الخير للآخرين . وبين ما يجرى اليوم وما يفعله متخصصون فى تكريه الناس فى كل شيء . بالتفجير والحرق والقتل والذبح بالسكين .. وكل ما يجلبه الدين السياسى .. أى دين تدخله السياسة بيبقى كدة . و لا حول ولا قوة إلا بالله .