تحلّ علينا الذكرى الأربعين لاستشهاد الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف الأسبق، في شهر يوليه من العام 1977م، وتحديدًا في السابع منه، على يد إحدى جماعات التطرف التي اكتظ بها العهد الساداتي، بعد أن أفسحت لها الدولة مجالا للعمل وغضت الطرف عن (...)
وقف ابن تيمية في المرحلة الزمنية التي عاش فيها موقف المنقّح والمحرّر، ليس للأفكار الأصولية والرجعية في مرحلة الجمود الفكري التي كانت هي السمة العامة في القرن الثامن الهجري، لكنه حكما على كل من سبق سواء من الفرق أو المذاهب أو حتى الأشخاص.
والإشكالية (...)
في كتاب "أصول الشرائع" يقول البروفسور الفرنسي «بنتام»: "وكل أمر ديني رأى المقنن وجوب استعماله يصير مضرًا؛ إذا سلك في إلزام الناس به طريق التهديد والعقاب؛ لأن الأشخاص الذين يريد أن يؤثر عليهم، ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: فمنهم من يكون من رأيه، ومنهم من (...)
الجعد بن درهم، ولد في خراسان وهاجر بعد ذلك إلى دمشق الشام، وأقام في حيّ يسمى "حي النصارى"، وكان يتردد في صباه على التابعي المعروف "وهب بن مُنبّه"، وكان يُجالسه ويتلقى عنه العلم، وكلما أراد أن يذهب إليه اغتسل ويقول "أجمع للعقل".
كان الجعد معروفًا (...)
الكفر والفسق والبدعة والزندقة والشرك، كلها تُهم تؤجج الكراهية وتحض على القتل، بلغت في التراث الذي خلّفه ابن تيمية رقما مهولا يجعلنا نقف في حيرة من أمرنا، أهذا حقًّا دين!؟ أهذا حقًّا موروث إنساني يجب المحافظة عليه!؟ أهذا حقًّا إنسان سويّ!؟ أم شخص (...)
هناك في الحي اللاتيني بعاصمة النور باريس في قلب أوروبا، تقع أعظم وأعرق جامعة تخصصت في مجال العلوم الإنسانية والآداب والعلوم الاجتماعية، وكعادة أي مكان يبزغ فيه النور والحضارة والمدنية، يفد إليه من يحمل في بين جنباته نفسًا تتوق إلى التقدّم (...)
تأتي الدراسة التي أعدّها الأستاذ الدكتور مجاهد الجندي بعنوان "الجامع الأحمدي شقيق الجامع الأزهر" من أهم الدراسات التي أبرزت مكانة وتاريخ الحركة العملية والثقافية والتراثية في الجامع الأحمدي، بجانب الدراسة التي سطّرها المرحوم محمد عبد الجواد في كتابه (...)
لايكاد ينفك الناس من أزمة فكرية تتبعها بالضرورة استباحة لأموالهم وأعراضهم؛ إلا وتتجدد أزمة أخرى ليست بأقل من سابقتها.
هذه الأزمات التي ربما عانت منها شعوبنا العربية وخاصة الإسلامية منها حتى تمّ تصدير مثل هذه الأزمات إلى غير العرب من الشعوب، فقتل (...)
في عام 1882م كانت قيادة مصر بيد الخديوي توفيق أحد حكام العائلة العلوية، ومما لا يمكن إنكاره ما أثمرت به هذه الأسرة لمصر من خيرات وفضائل، وما أنبتته في مصر من نبت خبيث كاد يذهب بكل ثمرة طيبة.
كان هذا حال الخديوي توفيق وما أحدثع في فترة حكمه، كما هو (...)
منذ ما يزيد عن مائة عام، كانت للديار المصرية، مفتيًا عامًّا كعامة المُفتين يبتّ فيما يطرأ للناس من حوادث، ويُرجع إليه فيما يُستصعب من النوازل، كان هذا المفتي هو الأستاذ الإمام محمد عبده، الذي حمل على عاتقه، وكذا تلاميذه من بعده، مهمة التجديد (...)
تعدّدت الدراسات التي تهتمّ بالجانب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمعات فيما عُرِفَ بعد ذلك ب"أدب الرحلات"، إلا أنّ التجرِبة الرائدة للرحّالة العظيم ابن بطوطة مثّلت الوجه الأمثل والأوثق –في نظر كثير من النقّاد- من بين تلك الدراسات المتعدّدة.
فقد (...)
في إطار التفكير العام لدى المسلمين نشأت منهجيّات تؤصّل لفكرة التوصّل إلى معرفة مراد الله من الحكم الشرعي، أو بالأحرى معرفة الطريق الموصلة لذلك، وفي سبيل ذلك برز علماء أجلّاء رسموا المنهج لأنفسهم، ولمن بعدهم، سبيلهم في ذلك التدقيق والتركيزعلى عدم (...)
في إطار محاولات التقريب بين المذاهب المتعددة التي دعا إليها أكثر مفكري ودعاة الإصلاح في العالم، سجلت التجربة الرائدة للإمام محمود شلتوت شيخ الأزهر [1893م: 1963م] انتشار وصدى واسع في العالم الإسلامي بأكمله.
تولى الشيخ شلتوت مشيخة الأزهر 1958م. ولمدة (...)
في واحدة من أهم القضايا التي تُثارُ بين الفينة والأخرى وتتناول "صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان" تعلو الأصواتُ رافضة ومدافعة، رغم ذلك لا يصل طرفي النزاع إلى حلّ يعالج المسألة، وينهي النزاع.
وحول هذا الموضوع كتب الصديق العزيز هيثم أبو زيد (...)
"قضيتُ 44 عامًا مع رجل يعمل في مكتبهِ حتى الرابعة صباحًا يوميًّا بلا انقطاع وكان غارقًا في التأليف يستنشق الأوراق مثلما يستنشق النسيم، وقد اعتبرها فرحة غامرة تَرْكهُ للوزارة لأنه سيعود مرة أخرى للتأليف".كلماتٌ نطقت بها «أمينة عثمان شاكر» زوجة (...)
''الأزهر والقاهرة صنوان لا يفترقان لأنهما خُلقا رمز تاريخ مصر وعنوانا لهذا التاريخ، فالقاهرة بأزهرها قلعة الخلود وقمة المجد وعظمة لا تدانيها عظمة في الوجود؛ لأن الأزهر يعتبر بحق جامعة الشرق الكبرى وحصنا للثقافة به طوال عشرة قرون عاصرها، كان أمينا (...)
وأنت منحدرٌ بقدميك قاصدا كوبري "قصر النيل" بالقاهرة، تجد يسارك يافطة مكتوب عليها احتفال "المركز القومي للترجمة" بأول مترجم مصري في العصر الحديث، ثم تلتفت تسأل مِن عن يمينك أو عن يسارك هل من أحد يعرف سفير التنوير الأول ورائد الترجمة صاحب باكورة تراجم (...)
من الوَحدة إلى التمزق، هكذا حال المجتمعات التي يدخلها أي فكر يُفرق بين أبناء هذا المجتمع على أساس العرق أو الاختيار المذهبي.
عدت مصر قلعة من قِلاع العلم التي يقصدها جميع الطالبين للارتقاء الفكري والحضاري، في الفترة التي اتسمت بالخصوبة الفكرية ما (...)
''خلقتُ مغرما بالعجائب الكونية، معجبا بالبدائع الطبيعية، مشوقا إلى ما في السماء من جمال، وما في الأرض من بهاء وكمال، آيات بينات، وغرائب باهرات، شمس تدور، وبدر يسير، ونجم يضيء، وسحاب يذهب ويجيء، وبرق يتألق، وكهرباء تخترق، ومعدن بهيّ، ونبات سنيّ، وطير (...)