اقتل أخاك ففي النار متسع لك، لن تضيق بك، ولن تضجر بوجودك، هناك موضعك ينتظرك أيها القاتل الأثيم، لتذوق حينها ألم القتل، ومرارة إهدار روح أخيك، وستعرف حينها حجم جريمتك، وبشاعتها، وسترى حرمة دم أخيك.
اقتله واشرب دمه، فلم يعد فيك قلب يرحم، أو نفس يفزعها (...)
روى الإمام البيهقي في «شعب الإيمان» (9062) بإسناده عن أبي علي الروذباري، قال: «أضيق السجون: معاشرة الأضداد».
وهي كلمة بليغة، وقاعدة أصيلة في النظر لكل المتشاكسين المختلفين، وما يخلفه التنافر والتضاد في النفوس من ضيق ومشقة، تتغير معها الدنيا، وتضيق (...)
إذا كانت الدول تقوم على الشعب والأرض والنظام الحاكم لهذا الشعب، فإن أي نظام لا تحوطه الأخلاق فهو نظام فاشل، لا يطول أمده، ولا يحقق غايته.
وقد كان أحمد شوقي ملهمًا حين قال:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقد كرر شوقي هذا (...)
روى البخارى (2685) من حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، قال: «يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذى أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدثُ الأخبار بالله، تقرأونه لم يُشَبْ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا (...)
كانت وفاة النبي، عليه السلام، لحظة موجعة لأصحابه، وجدوا ألمها شديدًا عليهم، حتى قال أنس بن مالك: «لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أضاء من المدينة كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أظلم (...)
طالما كتبتُ عن الصحابة الكرام، رضي الله عنهم، وفي كل مرة يزداد يقيني بعجز أمثالنا عن الإحاطة بفرائد ومحاسن هذا الجيل الفذّ، الذي لم يأتِ له مثيل على طول البشرية، منذ خلق الله آدم وإلى يومنا هذا.
وقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا (...)
الذين يخوفونك من نفسك؛ إنما يخافون منك، يخافون قومتك، حين تكتشف الحقيقة، وتطالع الأمور كما هي في واقعها، لا كما زيفوها أمامك، حينها ستقف وقفتك المنتظرة، تحاسب الذين غرروا بك وخدعوا جيلك بأكمله، فزوّروا التاريخ، وغيروا لك الواقع، فلم تسمع أو تقرأ إلا (...)
التدافع بين الحق والباطل سنة من السنن التي لا يمكن لأحد أن ينكرها، وهي دائمة باقية ما بقي الليل والنهار، أقول هذا حتى لا ينكر علينا أحد كلامنا عن المؤامرة على الأمة، فهي مؤامرة حقيقية لها أبعادها وأشكالها التي تحتاج لقراءة صحيحة وواضحة، حتى لا يختلط (...)
بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في جزيرةٍ عربية تموج بالفتن، وطلب الفخر والشرف والمكانة، وكان أهل الكتاب آنذاك يترقبون ظهور نبيٍّ، وينتظرونه منهم، فلما بعثه سبحانه عربيًا؛ غصت نفوسُ يهود خاصة، وأهل الكتاب والمشركين عامة، واتحد أعداء الأمس ضد النبي (...)
يعتبر الخميني أبو الشيعة في العصر الحديث، ومؤسس دولتهم القائمة على نظريته في ولاية الفقيه، وللخميني كلام كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم، سأختصر على بعضه لبيان موقفه من النبي عليه السلام.
وخلاصة اعتقاد الخميني
أولًا: أن الإمامة الشيعية الفارسية (...)
طالما تكلمنا وسنتكلم عن مخاطر التقارب المصرى الإيرانى الشيعي، ونخصص هذه المرة للحديث عن أضرار هذا التقارب على الاقتصاد المصري.
فإذا علمنا أن قرابة نصف الشعب الإيرانى (تقدرها بعض التقارير 40%)، يعيش تحت خط الفقر، وأن إيران تعتمد فى حياتها واقتصادها (...)
لما قُتل الرئيس المصرى الأسبق محمد أنور السادات، لم تُخف إيران فرحتها بمقتله، وبدأ فصلٌ آخر من العلاقات المصرية الإيرانية، مما دفع بكثير من الناس إلى التساؤل عن سرِّ الفرحة الإيرانية بمقتل الرئيس المصري، وفسرها بعضهم برفضها لاتفاقية السلام، بينما (...)
لما حانت لحظة الفصل، واستبان الحق مِن الباطل، ركب نبي الله نوح - عليه السلام - في السفينة، ومَن آمن معه، وتخلف ابنٌ له، فناداه نوحٌ عليه السلام والسفينة تجري بهم في موجٍ كالجبال؛ كما قال تعالى: «وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالجِبَالِ وَنَادَى (...)
الأمة التى لا تملك قرارها ليست أمة مستقلة، والأمة التى تعتمد على أموال الآخرين ليست أمة تستحق الحياة، والأمة التى تستجدى الآخرين أموالهم هى أمة متسولة متسكعة، تنتظر مائدة الآخرين متى توضع، فإذا رفع الآخرون موائدهم ماتت فى مكانها، وقتلها الجوع، ولا (...)
لا أدرى كيف يكون الحديث عن أمير المؤمنين أبى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فهو أعلى من الكلمات، وأجل من العبارات، فهو أكبر من هذا كله.
وليأذن لى أبو حفص بالحديث عن جانب من جوانبه، ذلك الجانب الإداري، فقد كان عجبًا فى إدارة الدولة، مضى بها فعبرت (...)
اشتهرت بعض الكلمات لدى الناس، وصارت تعبيرًا لازمًا جاريًا على ألسنة كثيرين، مثل الانفتاح والانبطاح، وبين الكلمتين عموم وخصوص، أو اشتراك في بعض المراد منهما لدى مستخدمي الكلمتين، فالانفتاح يُراد به تقارب بعض الناس مع غيره، وتنازله عن بعض ما كان (...)
الشخصية الشيعية دموية بطبيعة النصوص التى تحضها على الدموية والانتقام والثأر من كل ما هو عربى، فلهم مع العرب ثارات منذ قام العرب بفتح بلاد فارس، ولم ينس الفرس للعرب هذا أبدًا، وبات هذا واضحًا فى أطروحاتهم وعقائدهم، بل فرق القوم بين أولاد على بن أبى (...)
يترتب الولاء والانتماء بناءً على الغرض الأول لتأسيس أى مذهب أو حركة، ولما كان الغرض الأول لتأسيس الحركة الشيعية القديمة هو الانتقام والثأر من الدولة المسلمة الوليدة التى قضت على أحلام إمبراطورية مجوس الفرس، وفتحت أبوابها أمام الإسلام؛ فقد ظل ولاء (...)
يُعد «مصحف فاطمة» المزعوم لدى الشيعة؛ أحد أجنحة دعايتهم المضللة، بغية الوصول لهدفهم الحقيقى المتمثل فى الانتقام من المسلمين العرب، وإعادة دولتهم الفارسية كما كانت قبل أن يفتحها المسلمون.
والمسألة ليست خلافًا دينيًا، أو مذهبًا إسلاميًا، وإنما هى فى (...)
طالما قلنا بأن الأمم تبنيها عقيدتها، التي يحملها أبناؤها المخلصون لها، وتسهر على نهضتها عقول وسواعد رجال يضعون مصلحة دينهم وأمتهم نصب أعينهم.
والأمم كالزوجات الضرائر، اللاتي يشتركن في رجل واحد، يكون بينهم الحسد والغيرة والضغائن وغيرها، وإن اتفقت في (...)
قيل للحسن البصري رحمه الله: «حُبُّ أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما سُنّة؟ قال: لا؛ فريضة» [«أصول الاعتقاد» للالكائي (2321)، «الحجة» للأصبهاني (2/360)].
وهذا يمثل في حقيقته خلاصة عقيدة أهل السنة وموقفهم من الصحابة جميعًا، وعليه تدل أدلة الشريعة والنظر (...)
تطاول أحدهم فكتب كلامًا فجًّا في جناب الإمام السيد ذي النورين والصحابي الجليل العفيف عثمان بن عفان رضوان الله عليه، ذاك الجبل الأشم، والنجم العالي، طاهر الجناب، نقي النفس، الزاهد، الوَرِع، أو كما يصفه أبو نعيم الأصبهاني: «ذو النورينِ، والخائف ذو (...)
العداء للصحابة والتطاول عليهم قضية قديمة جديدة، يُقصد من ورائها الطعن فى الإسلام؛ لارتكازه فى نقله وتفسيره على هذا الجيل العظيم فى صفاته وأخلاقه، والطعن فى الناقل طعنٌ فى المنقول الذى وصلنا عن طريقه.
وفى هذا يقول الإمام النسائي: «إنما الإسلام كدار (...)
الدول كالأشخاص متى أمسكت بزمام نفسها استمرت ومضت مسيرتها، ومتى قامت على غيرها ذهبت وتفكَّكت؛ لأن المتسلِّق الطفيلى لا يملك القوة على البقاء طويلًا، وإنما يظهر ساعة ثم يتلاشى، بخلاف الراسخ فى الأرض الذى يعتمد فى قيامه على نفسه.
وهذا البناء الذاتى (...)
التاريخ المصرى عميق فى إنجازاته وبطولاته، وكانت ولا تزال مصر صخرة صلبة تتحطم عليها أطماع الحاقدين، تضعف وتمرض لكن لا تموت، فلنكن على ثقة ويقين من انتصارها فى معركتها الحالية، رغم كثرة أعداء الداخل والخارج، ما بين طامح طامع فى سلطة، وفاسد يريد (...)