لما قُتل الرئيس المصرى الأسبق محمد أنور السادات، لم تُخف إيران فرحتها بمقتله، وبدأ فصلٌ آخر من العلاقات المصرية الإيرانية، مما دفع بكثير من الناس إلى التساؤل عن سرِّ الفرحة الإيرانية بمقتل الرئيس المصري، وفسرها بعضهم برفضها لاتفاقية السلام، بينما وقف بعضهم حائرا لا يجد جوابا مقنعًا، خاصة مع انكشاف العلاقات الخفية بين إيران وإسرائيل. والحقيقة أن كثيرا من المسائل المتعلقة بإيران لا يمكن فهمها بعيدا عن عقائد الشيعة الإيرانيين، ومنها قضية السادات؛ لأنهم ينطلقون فى أفعالهم وكتاباتهم من خلال عقائدهم. وقد اخترتُ بيان ذلك من خلال كتاب «عصر الظهور» لعلى الكوراني، أحد علماء الشيعة المعاصرين، وكتابه دراسة عن عصر ظهور المهدى المنتظر عندهم، وقد خصص لمصر جزءًا من كتابه، تحت عنوان: «مصر وأحداثها فى عصر الظهور»، وقال الكورانى (ص/123): «وتختلط أحداث ظهور المهدى بأحداث إقامة الدولة الفاطمية فى مصادر الملاحم؛ لأن أحاديث المهدى تتضمن أيضًا دخول الجيش المغربى إلى مصر»، ورأى أنه تبقى «عدة أحاديث ذكرت أحداثًا فى مصر من المؤكد أنها من أحداث عصر ظهور المهدى أو من المرجح أنها منها؛ منها: أحاديث عن (قتل أهل مصر أميرهم)، وقد ورد هذا الحديث بعنوان إحدى علامات ظهور المهدى، كما فى (بشارة الإسلام) ص175، ويوجد تعبير آخر كثر تذاكره على ألسنة الناس فى عصرنا يقول: (وقتل أهل مصر ساداتهم، وغلبة العبيد على بلاد السادات) (بشارة الإسلام ص176)، على أساس أنه ينطبق على قتل أنور السادات، ولكنه اشتباه لأن السادات فى هذه النصوص بمعنى الرؤساء وليس اسم علم، ولأن أمير مصر الذى يكون قتله علامة لظهور المهدى يتبعه كما يذكر الحديث دخول جيش أو أكثر إلى مصر، وقد يكون هو الجيش الغربى أو المغربى الذى سنذكره، بل تذكر بعض الروايات أن قتله يترافق مع قتل أهل الشام حاكمهم» أه، إلى أن قال الكوراني: «وعلى أى حال؛ فإن هذه الأحاديث تدل بمجموعها على قيام تحرك فى مصر وحركة إسلامية ممهدة لظهور المهدي، أو فى الأقل على وجود حالة إسلامية متفاقمة، وأنه يحدث فى مصر تغيير داخلى يرتبط بوضع خارجى من الحرب والسلم» أه. ويذكر من العلامات: «حديث غلبة القبط على أطراف مصر» أه. إلى أن يقول (ص/125): «والحاصل من ذلك أن أقباط مصر يثيرون فتنة فيها ويسيطرون بشكل وآخر على بعض أطرافها، فيسبب ذلك ضعفا فى وضع مصر الأمنى والاقتصادي» أه. يقول الكوراني: «ومنها حديث دخول القوات المغربية إلى مصر»، يقول: «والعديد منها ينطبق بوضوح على دخول قوات المغاربة إلى مصر فى الثورة الفاطمية» أه. يقول: «ومنها أن المهدى يجعل مصر منبرًا» أه. يقول: «ومنها أن للمهدى فى هرمى مصر كنوزًا وذخائر من العلوم وغيرها» أه. فالشيعة يترقبون دخول جيش الغرب أو المغرب إلى مصر، كما يترقبون أن تقتل مصر أميرها أو رئيسها، كعلامة على اقتراب ظهور المهدى الشيعي، الذى ينتظرونه، ويفرحون بكل ما يقربهم من ظهوره، ومن ذلك قتل الرئيس الراحل أنور السادات، حيث تحقق لهم فى ظنهم إحدى علامات ظهور المهدي، وهى قتل مصر لأميرها أو رئيسها، بغض النظر عن اسمه الذى تشابه مع لفظ الرواية، لكن المهم أنه قد تحققت لهم علامة من علامات عصر ظهور المهدي، ولهذا السبب أصابتهم الفرحة العارمة لاقتراب ظهور المهدى بظنهم. والآن طال الزمن وجاء مبارك ثم مرسي، ومضت ثلاثون سنة على مقتل الرئيس السادات ولم يخرج المهدى الشيعي، ليتبيّن لهم أن الرئيس السادات لم يكن هو المقصود، وأن ثمة أمير أو رئيس آخر لابد وأن يصيبه القتل بشرط أن يقوم بقتله أهل مصر، لا غيرهم، ولهذا الشرط الوارد فى روايتهم المزعومة؛ يسعى الشيعة إلى نشر التشيع فى مصر، لتقوم خلاياهم المصرية بأداء المهمة وتقريب عصر ظهور المهدي؛ لأنه لو قتله غير مصرى لم يتحقق الشرط المذكور فى الرواية الشيعية. وأنا أضع عقيدة الشيعة هذه أمام أعين أولياء الأمور فى مصر المحروسة، فالأمر يتعلق بعقيدة شيعية تسعى للفساد والقتل والتدمير لمصر رئيسا وشعبا، لتهيئة الأجواء لمهدى شيعى مزعوم، لم يولد بعدُ، والشيعة تحركهم عقيدتهم، وتتحكم فيهم أحقادهم وأطماعهم، حمى الله بلاد المسلمين من شرورهم. [email protected]