يترتب الولاء والانتماء بناءً على الغرض الأول لتأسيس أى مذهب أو حركة، ولما كان الغرض الأول لتأسيس الحركة الشيعية القديمة هو الانتقام والثأر من الدولة المسلمة الوليدة التى قضت على أحلام إمبراطورية مجوس الفرس، وفتحت أبوابها أمام الإسلام؛ فقد ظل ولاء الشيعة دائمًا لهذه الحركة الشيعية الانتقامية. وظهر هذا الولاء الثأرى الانتقامى فى مراحل التاريخ المختلفة، بداية من تجرأ المجوسى على قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -، وهو يؤم المسلمين فى صلاة الفجر، ومرورًا بابن العلقمى وخيانته للخلافة الإسلامية، وانتهاءً بالعراق وأفغانستان، التى افتخر بعض سادة الشيعة بأنه لولا إيران ما استطاعت أمريكا دخول العراق ولا أفغانستان. ولا يمكن أن نغفل جانب الصورة الأهم، أو خنجر إيران المسموم الذى نفذت به كل ما أرادت، وساعدت به حلفاءها، وهو الخلايا الشيعية الموجودة داخل هذه الدول أو غيرها. فهذه الخلايا تدين بالولاء والانتماء الروحى والمادى لراعية مذهبهم وهى إيران. ثم هؤلاء جميعًا من فرط عداوتهم للمسلمين تراهم يقفون دائمًا مع أعداء المسلمين. ولنستمع إلى الإمام ابن تيمية قبل قرون وهو يقول للناس: «هذا دأب الرافضة دائمًا يتجاوزون عن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين فى الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك، فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين؟.. وليس المنافقون فى طائفة أكثر منهم فى الرافضة، حتى أنه ليس فى الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق... ولهذا هم عند جماهير المسلمين نوع آخر، حتى أن المسلمين لما قاتلوهم بالجبل الذى كانوا عاصين فيه بساحل الشام يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ويقطعون الطريق استحلالًا لذلك وتدينا به، فقاتلهم صنف من التركمان فصاروا يقولون: نحن مسلمون، فيقولون: لا أنتم جنس آخر، فهم بسلامة قلوبهم علموا أنهم جنس آخر خارجون عن المسلمين لامتيازهم عنهم... وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من مودته للمسلمين؛ ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها، كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين، ووزير بغداد المعروف بالعلقمى هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام، كانت الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائمًا يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم» [«منهاج السنة» لابن تيمية 3/374 – 378]. وما ذكره ابن تيمية قبل قرون هو ما أُعيد إنتاجه مرة أخرى فى عصرنا، وفى عدد من المناطق التى ذكرها ابن تيمية. إننا أمام شخصية شيعية انتقامية، تدين بالولاء لسادتها فى "قم"، تسمع لهم وتطيع، وتخون لأجلهم الأوطان، بل وترى هذه الخيانة دينًا وشرفًا وتقربًا إلى ملاليهم. ولم تعد إيران وأحبابها بحاجة إلى جواسيس على المسلمين مع وجود هذه الخلايا الكثيرة، التى ظهر أثرها جليّا فى احتلال العراق وتدميره. وعلى الدول الإسلامية أن تعى حقائق وآثار هذه الخلايا كخنجر مسموم فى قلبها عند أى مواجهة حربية أو فكرية ضد أى عدو خارجى، والسهم إذا خرج من داخلك نفذ إلى قلبك. وعلى الخلايا الشيعية العربية أن تراجع مواقفها وولائها لإيران، وتتعظ من شيعة أذربيجان التى وقفت إيران ضدهم لصالح الأرمن النصارى، وشيعة الأحواز العرب ومعاناتهم، فالفارسية المجوسية تأخذ التشيع ستارًا تخفى وراءه مطامعها وثاراتها ودمويتها ضد كل ما هو عربى أو إسلامى، وستذبح هذه الخلايا مع بقية الشعوب إذا ما تمكنت إيران من احتلالها. وقد قال أحد مراجع الشيعة العراقيين وهو المرجع الشيعى حسين المؤيد، خلال ندوة نظمها نادى خريجى الجامعات والمعاهد العراقية فى عمان: إن إيران «أكثر خطرًا على الدول العربية من أمريكا وإسرائيل»، وأضاف أن لديها مشروعًا قوميًا يهدف إلى السيطرة على المنطقة. وهذا الكلام موجود فى موقع المرجع المذكور، ومنه نقلته الآن. فهل تعتبر بلادنا بهذا كله؟ أم تكون الأخرى؟ نسأل الله العافية لبلادنا وسائر بلاد المسلمين. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]