كشف محمد لويزي، الناشط السابق في حركات إسلامية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في حوار أجرته معه الإذاعة الألمانية، عن إستراتيجية الإخوان ورغبتهم في الانتشار في أوروبا. وقال لويزي، العضو السابق في حركة التوحيد والإصلاح المغربية، وحزب العدالة والتنمية، واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، ورئيس الطلاب المسلمين في فرنسا سابقًا في حواره مع الإذاعة الألمانية، بأن الإخوان يروون العالم العربي كدار الإسلام حيث يتبع الإخوان المسلمون مخططًا استراتيجيًا يسمى "خطة التمكين" - السرية - الهادفة إلى الوصول إلى سدة الحكم عبر آليات الفعل الاجتماعي والثقافي والمشاركة السياسية، خطوة خطوة، من أجل فرض ما يسمونه "أحكام الشريعة" في الحكم والقضاء والتشريع والتعليم والاقتصاد والعلاقات الدولية. وأشار لويزي إلى أن تلك الخطة الإخوانية قد لخصها حسن البنا في رسائله في ثلاث مراحل: وهى مرحلة التعريف بالإسلام والدعوة إليه، ثم مرحلة الاصطفاء والتكوين ثم مرحلة التنفيذ والوصول إلى أفق التمكين لكن الأمر مختلف في الدول الغربية. وأضاف لويزى أنه إذا كان هدف الإخوان من "التمكين" كهدف مشترك مع باقي أطراف الأخطبوط الإخواني العالمي، لكن يسبقه هدف آخر وهو "التوطين"، لافتًا إلى إن العالم الغربي في عرف الإخوان ليس "دار إسلام" وليس "دار استجابة" فهو "دار حرب" بالنسبة لبعض فصائلهم فيما يكون "دار عهد" و"دار دعوة" بالنسبة لآخرين. وتابع لويزى أن هدف "التوطين" يسعى لتحويل "الدار الغربية" من مستوى لآخر وتكريس الإسلام، كما يفهمونه، وبلورته في مؤسسات مرئية على المجال المادي حتى تتم صناعة "الكتلة المسلمة"، وتوحيدها خلف مطالب الإخوان ومشروعهم. وأوضح لويزى بأن نظريًا عدد الإخوان بالدول الغربية، وبالمقارنة مع هدفهم وما يتطلبه ذلك من طاقات بشرية جمة، يبقى عدد الإخوان المسلمين الذي أدوا قسم البيعة الشرعية للجماعة ضئيلا جدًا مشيرًا إلى أنهم يحاولون التنكر لانتمائهم، ما يساعدهم على اختراق تنظيمات سياسية واجتماعية أكثر قدرة على التأثير. وألمح لويزي إلى أن الإخوان يجعلون المساجد فى فرنسا التي يحتلها الإخوان مراكزهم السياسية للأسف الشديد واصفا إياهم بأن الإخوان المسلمون كالماء الجاري تمامًا لما تعترض صخرة مجرى الماء لا يقف الماء دونها بل يسعى للمرور بجانبها وربما من فوقها. وأكد الناشط الإسلامي السابق إلى إن الإخوان يستغلون فضاء الديمقراطية والحرية للدعوة والتوسع والانتشار مع الحرص الدائم على سلوك "التقية" والالتواء وعدم الإفصاح عن حقيقة تصوراتهم ونواياهم لكل ما يعتبرونه مخالفاً للدين كما يتصورونه ملمحًا إلى إن الإخوان لا يعتبرون ذلك تناقضًا بل تكتيكًا ذكيًا يقع في شباكه بعض "السذج" من أنصارهم من غير المسلمين. وأضاف لويزي إلى إن الإخوان المسلمين الفرنسيين يزرعون بذور الفرقة وكراهية الآخرين في الرؤوس ويستدلون على ذلك بنصوص دينية ويوظفون العديد من القضايا في إحداث القطيعة بين المسلمين وواقعهم وأوطانهم كما يستغلون القضية الفلسطينية والصراع السوري وغيرهما من القضايا على حد قوله.