استقرار أسعار الذهب محليًا بعد ارتفاع عالمي 36 دولارًا    ننشر أسعار الأسماك والخضروات والدواجن.. الأحد 24 أغسطس    45 دقيقة تأخرًا في حركة قطارات «طنطا - دمياط».. الأحد 24 أغسطس    الضرائب العقارية تجمع 1.5 مليار جنيه حصيلة ملاهي الحفلات خلال عام    فأغشيناهم فهم لا يبصرون، حصيلة مرعبة لقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي ب"نيران صديقة"    الرئيس الفنلندي: صبر ترامب بدأ ينفد بشأن التسوية الأوكرانية    تفوقت على زوجة ميسي وبيكهام، رقم لا يصدق في عدد متابعي جورجينا بعد خطبتها من رونالدو (صور)    ضبط كيان تعليمي بدون ترخيص للنصب والاحتيال على المواطنين بالجيزة    خلافات مالية وراء اعتداء صيدلى على عامل خلال مشاجرة فى أبو النمرس    حظك اليوم الأحد 24 أغسطس وتوقعات الأبراج    "سيد الثقلين".. سر اللقب الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده    في ذكرى المولد النبوي.. أفضل الأعمال للتقرب من الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم    لقطة انسانية.. تامر حسني يحرص على الغناء لطفلة مصابة في حفله بمهرجان مراسي (فيديو)    "في الظهور الأول لوسام".. كولومبوس يتلقى الهزيمة من نيو إنجلاند بالدوري الأمريكي    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. كليات التجارة و التربية ومعاهد الفني الصحي المتاحة تجاري 3 سنوت (قائمة كاملة)    تحذير خطير من تأثير الملح على الدماغ وعلاقته بالموت المفاجئ    مصر تنافس بقوة في جوائز LMGI العالمية عبر فيلم "Fountain of Youth" للمخرج جاي ريتشي    إعلام فلسطيني: سماع دوي انفجارات ضخمة جراء تفجير روبوتات مفخخة في مدينة غزة    سعر اليورو اليوم الأحد 24 أغسطس 2025.. العملة الأوروبية بكام الآن؟    «روحي سميتها بيروت».. محمد رمضان يفاجئ جمهوره بأغنية عن لبنان (فيديو)    انتشال جثمان طفلة من أسفل أنقاض منزل بسمنود بعد انهياره الجزئي    شديد الحرارة ورياح.. بيان من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم    دعاء الفجر | اللهم يسّر أمورنا واشرح صدورنا وارزقنا القبول    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارة جنوب مخيم المغازي وسط قطاع غزة    ملف يلا كورة.. تغريم الزمالك.. صفقة كهربا.. وأزمة السوبر السعودي    شيكابالا يتحدث عن.. احتياجات الزمالك.. العودة لدوري الأبطال.. ومركز السعيد    الاحتلال الإسرائيلى يقتحم بلدتين بالخليل ومدينة قلقيلية    حكام مباريات يوم الإثنين فى الجولة الرابعة للدورى الممتاز    في 12 مقاطعة ب موسكو.. الدفاع الروسية تُسقط 57 مسيرة أوكرانية    تنسيق المرحلة الثالثة، الأخطاء الشائعة عند تسجيل الرغبات وتحذير من الرقم السري    «عقلي هيجراله حاجة».. حسام داغر يكشف سبب وفاة الممثل الشاب بهاء الخطيب    مروة ناجي تتألق في أولى مشاركاتها بمهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية    محمد رمضان يحيي حفلًا غنائيًا بالساحل الشمالي في هذا الموعد    وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى اندثار بعض الوظائف.. والحل التوجه لمهن جديدة    تصل كييف خلال 6 أسابيع.. إدارة ترامب توافق على بيع 3350 صاروخا بعيد المدى ل أوكرانيا    خسوف القمر الكلي.. مصر على موعد مع ظاهرة فلكية بارزة في 7 سبتمبر.. فيديو    انقلاب سيارة محملة بالزيت على الطريق الدولي ومحافظ كفر الشيخ يوجه بتأمين الطريق    شاب بريطاني لم يغمض له جفن منذ عامين- ما القصة؟    وزير الصحة: نضمن تقديم الخدمات الصحية لجميع المقيمين على رض مصر دون تمييز    خلال اشتباكات مع قوات الأمن.. مقتل تاجر مخدرات شديد الخطورة في الأقصر    مصرع طفل وإصابة 2 آخرين في انهيار حائط بسوهاج    في المباراة ال 600 للمدرب.. ويسلي يفتتح مسيرته مع روما بحسم الفوز على بولونيا    رسميًا.. موعد المولد النبوي 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة للقطاع العام والخاص والبنوك    لا صحة لوقوع خطأ طبي.. محمود سعد يوضح تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام    تاليا تامر حسني: التنمّر ليس مزحة.. إنه ألم حقيقي يدمّر الثقة بالنفس (فيديو)    «المصري اليوم» في جولة داخل أنفاق المرحلة الأولى للخط الرابع ل«المترو»    مستثمرون يابانيون: مصر جاذبة للاستثمار ولديها موارد تؤهلها للعالمية    وزير الإسكان يتابع موقف عدد من المشروعات بمطروح    برشلونة يقلب تأخره لفوز أمام ليفانتي بالدوري الاسباني    «قولتله نبيع زيزو».. شيكابالا يكشف تفاصيل جلسته مع حسين لبيب    محافظ شمال سيناء يوجه بتشغيل قسم الغسيل الكلوي للأطفال بمستشفى العريش العام    إحالة المتغيبين في مستشفى الشيخ زويد المركزى إلى التحقيق العاجل    «أوقاف المنيا» تعلن بدء احتفال المولد النبوي غدًا الأحد 24 أغسطس    تعرف على استعدادات تعليم كفر الشيخ للعام الدراسي الجديد    كيف تدرب قلبك على الرضا بما قسمه الله لك؟.. يسري جبر يجيب    الجندي يشدد على ضرورة تطوير أساليب إعداد وإخراج المحتوى العلمي لمجمع البحوث الإسلاميَّة    حصاد الأسبوع    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخابرات البريطانية تكشف خطة إخوانية للسيطرة على العالم
نشر في الصباح يوم 27 - 04 - 2014

- أجهزة الاستخبارات الكبرى فى العالم اضطرت إلى تخصيص أفرع خاصة لمكافحة الإخوان منذ الأربعينيات لخطورة أنشطتها على السلام العالمى
- بوش الأب يعترف علناً بوجود عملاء أمريكيين داخل جماعة الإخوان.. والأب الروحى للموساد يوصى جواسيسه بأن يكونوا إخواناً قلباً وقالباً
- CIA تنظم دورات دراسية سنوية يحضرها العشرات لدراسة الشريعة الإسلامية واللغة العربية لتأهيل العملاء للالتحاق بأقسام مكافحة الإخوان
- الهدف الإستراتيجى العام للجماعة انكشف بداية من عام 2013.. والخطة نفسها تطبقها «الإخوان» حالياً فى دول المنفى
- مفاجأة: الجماعة تحرر وثائقها السرية للغاية بتواريخ قديمة بفارق 22 عاما كاملة عن التاريخ الصحيح.. لأن حسن البنا كان يتفاءل برقم 22
- الإخوان مطمئنون لوجود اتفاقيات سرية تمنع بريطانيا وألمانيا وتركيا وأمريكا وكندا من التعامل مع الجماعة باعتبارها «غير شرعية»
- الجماعة تستهدف تحريض شعوب دول الخليج على الثورة ضد حكامها.. والتخطيط لإقامة دولة إسلامية عالمية عاصمتها مصر
- الخطة تتضمن استيعاب الحركات الإسلامية بأنواعها حول العالم والتعاون مع كل التنظيمات والجماعات الدينية المتشددة بما فيهم «القاعدة»
«عملية خريف الإخوان» خطة «سرية للغاية» كشفها جهاز الاستخبارات البريطانية MI6 فى لندن تنفذ فيها جماعة الإخوان المسلمين المصرية وتنظيمها الدولى أربعة عمليات إستراتيجية متوازية قصيرة وبعيدة المدى.
الأولى تهدف لإقامة الدولة الإسلامية العالمية، والثانية تجرى على قدم وساق لتوطين قيادات الجماعة البارزين فى المنفى، والثالثة لجمع شمل التنظيمات الدينية المتطرفة تحت قيادة الإخوان، والرابعة لإنقاذ أعضاء الجماعة فى مصر من خطر الفناء كمحاولة أخيرة يائسة لاستعادة حكم مصر.
كشف العملية دفع الدول المستهدفة لاتخاذ إجراءات استثنائية غير مسبوقة بدأت بإجراءات مصرية عنيفة إلى تحقيقات صريحة فى أنشطة الإخوان فى بريطانيا إلى عملية إعادة تقييم شاملة لأفكارهم فى كندا نهاية بتحقيقات هادئة بمجلس الشيوخ فى واشنطن لكشف تورط الإدارة الأمريكية مع جماعة الإخوان.
بداية مثيرة سجلتها ديباجة ملف «عملية خريف الإخوان» المصنف تحت بند «سرى للغاية» اعترف محررها المصرى الجنسية المقيم الآن بين العاصمة البريطانية لندن والكندية أوتاوا الذى ذكر بأحرف اسمه الأولى «M.A» بتعرض جماعة الإخوان المسلمين المصرية وذراعها الخارجية المعروفة باسم التنظيم الدولى لملاحقات وتحقيقات من قبل أفرع مكافحة الإخوان فى أجهزة استخبارات دولية متعددة حول العالم.
فى السياق نفسه عرض الملف تأريخا موثقا لعمل أفرع مكافحة أفكار جماعة الإخوان المسلمين المصرية وأنشطتها العدائية فى أجهزة الاستخبارات البريطانية والإسرائيلية والأمريكية سبقت الفرع المصرى فى رصد خطر الجماعة على المجتمعات المدنية.
حيث سجلت المعلومات إنشاء أول تلك الأقسام فى ديسمبر 1941 بجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية Military Intelligence، Section 6 المعروف بالاسم المختصر MI6، مع التأكيد على أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سارت على ذات النهج فأسست فى بداية عام 1948 أول قسم لمكافحة جماعة الإخوان المسلمين على الأراضى الأمريكية.
وفى توقيت متزامن شكل جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية هو الآخر فرعا خاصا بمكافحة جماعة الإخوان.
للتوثيق استنادا على معلومات ملف عملية خريف الإخوان انضمت إلى أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية بعدها مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة المعروفة باسم جهاز الموساد التى تأسست بتاريخ 13 ديسمبر 1949 حيث شكلت عام 1949 مع جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى المعروف باسم الشين بيت أو الشاباك أقساما سرية خاصة لمكافحة أفكار جماعة الإخوان المسلمين المصرية.
ثم كون جهاز الاستخبارات الحربية الإسرائيلية المعروف بالاختصار «أمان» قسمه الخاص بمكافحة أنشطة وأفكار الجماعة المصرية فى يناير 1954.
توثيق دقيق يثبت أن أجهزة استخبارات كبرى بينها المصرية اضطرت إلى تخصيص أفرع لمكافحة الأنشطة السرية لجماعة الإخوان المسلمين المصرية وتنظيمها الدولى لخطورتها على السلم الإقليمى والعالمى.
أكثر من هذا تنظم تلك الأفرع المتخصصة فى أجهزة استخبارات الولايات المتحدة الأمريكية دورات دراسية سنوية يحضرها العشرات لدراسة الشريعة الإسلامية واللغة العربية لمدد تتراوح من عام حتى ثلاثة تؤهل الدارس للالتحاق بأفرع وأقسام مكافحة جماعة الإخوان المسلمين المصرية فى بلده.
المثير أن ملف عملية خريف الإخوان أشار إلى تدريب مجموعات من المنتمين للأجهزة المصرية المعنية بالملف الأمنى بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من عام 1981 حتى 2011 ضمن تلك الدورات، وأن معظم الدارسين من الضباط المصريين عادوا إلى القاهرة والتحقوا بأفرع مكافحة الإرهاب.
لم يكتف ملف عملية خريف الإخوان بسرد ذلك التوثيق فحسب، بل ساق عدة أدلة على استمرار عمل أقسام مكافحة جماعة الإخوان المسلمين، منها حديث على لسان «جورج بوش» الأب.
والواقعة حدثت أثناء زيارة بوش الشرفية إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بتاريخ 18 سبتمبر 2007 عقب دعوته للاحتفال مع الوكالة بعيدها الستين بصفته مديرا سابقا لها خلال الفترة من 30 يناير 1976 حتى 20 يناير 1977.
وقد سألهم جورج بوش الأب يومها فى خطابه الشخصى مستعلما عن التطوير الذى شهدته CIA منذ رحيله، قائلا: «سمعت أن لديكم عناصر من جماعة الإخوان المسلمين المصرية؟ أين هم الآن؟».
عندها ضجت قاعة الاستقبالات الرسمية بالضحك والتصفيق الحاد فى مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى ضاحية لانجلى بولاية فيرجينيا المجاورة للعاصمة الأمريكية واشنطن.
كان بوش الأب المدير المخضرم الأسبق للوكالة يسأل ضمنيا العالمين بالسر فى CIA عن عناصر الضباط الجدد التى تخرجت حديثا فى قسم مكافحة جماعة الإخوان المسلمين.
حادثة مشابهة نقلت عن سجلات أرشيف جهاز الموساد الإسرائيلى من عام 1952 وأثناء حفل توديع رئيس الجهاز الأول «رؤوفين شيلواح» الذى شغل مهام منصبه خلال الفترة من 13 ديسمبر 1949 حتى 22 سبتمبر 1952، توجه شيلواح الأب الروحى للموساد برسالة خاصة قرأها على ضباط الجهاز الأوائل من بين المؤسسين الذين تجمعوا مع شباب الجهاز لوداعه تضمنت وصيته المهنية قال فيها: «أوصيكم الاهتمام الخاص بقسم مكافحة جماعة الإخوان المسلمين المصرية الجديد الذى أقمناه معا من أجل دولة إسرائيل. نريد ممن يتخرج فيه أن يكون إخوانيا كاملا لكن ولاءه الوحيد لإسرائيل».
انتهى التأريخ الرسمى فى ملف عملية خريف الإخوان لإنشاء أفرع مكافحة أفكار ونشاط الجماعة المصرية وتنظيمها الدولى حول العالم، وما زلنا مع وثائقها عالية التصنيف تحت بند «سرى للغاية» تحصلت عليها مؤخرا الاستخبارات البريطانية MI6 تكشفت خطة الهدف الإستراتيجى العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية وتنظيمها الدولى بداية من عام 2013 وهى خطة تطبقها الجماعة حاليا فى دول المنفى.
فى الواقع يثير الانتباه بين المئات من وثائق ملف عملية خريف الإخوان مذكرة تفسيرية مكونة من 32 صفحة ختمت بالرقم التعريفى ISE-SW-1B10/0000413 فضحت الهدف الإستراتيجى العام لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولى فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة أمريكا الشمالية.
هذه الخطة تطبقها جماعة الإخوان المسلمين حاليا انطلاقا من العاصمة البريطانية لندن اعتمدت على أربعة محاور رئيسية سرية للغاية أكشفها موثقة بعدما نجحت الاستخبارات البريطانية MI6 مؤخرا فى الحصول على ملفها.
بدأت المذكرة التفسيرية بديباجة عامة شرحت حالة الجماعة الفعلية وأنها على وشك الانهيار ثم تعرضت لشرح مفهوم التوطين خارج مصر حتى تنكسر موجة تصميم النظام المصرى على اجتثاث الجماعة من مصر.
ثم انتقلت المذكرة لشرح آليات عملية توطين قيادات الجماعة وكوادرها حتى الجيل الرابع خارج مصر فى دول أوربية تحتضن الجماعة على حد المعلومات الواردة من خمسينيات القرن المنصرم، بينها المملكة المتحدة وألمانيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
وفى المحور الأخير كشفت المذكرة التفسيرية للهدف الإستراتيجى العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية وذراعها الدولية نشاط مؤسسات التوطين التى تستند عليها الجماعة.
المثير فيما أكشفه حصريا لأول مرة أن مكاتبات إرشاد جماعة الإخوان المسلمين المصرية الأصلية المصنفة تحت بند «سرى للغاية» وبند «طوارئ» يختلف نظام تأريخها عن النظام المتعارف عليه من حيث الالتزام بتاريخ اليوم والشهر والعام المحرر به المكاتبة، حيث نطالع على المستندات والوثائق التى كشفتها الاستخبارات البريطانية MI6 المفترض أنها صادرة منذ أسابيع قليلة ظاهرة غريبة ربما مثيرة فى ذات التوقيت تكشف أن الجماعة تحرر وثائقها السرية للغاية بتواريخ قديمة بفارق اثنين وعشرين عاما كاملة.
بمعنى أبسط أن وثائق الجماعة السرية للغاية المحررة مثلا بتاريخ 22 مايو 1991 تعنى أن الوثيقة نفسها حررت بتاريخ 22 مايو 2013، والسر وراء تلك الطريقة الغريبة فى تأريخ مستندات ووثائق ومكاتبات جماعة الإخوان المسلمين المصرية وتنظيمها الدولى أن الشيخ «حسن البنا» مؤسسها ومرشدها العام الأول تفاءل دائما بالرقم 22 بل استخدمه عدة مرات كشيفرة سرية، والأهم فى القانون المصرى أن تصبح الوثائق منعدمة جنائيا حال ضبطها ولا قيمة ثبوتية لها لقدم التاريخ ولسقوط التهمة عنها بمرور عشرين عاما.
والحقيقة.. وقع جهاز الاستخبارات البريطانية MI6 فى حيرة التواريخ المغلوطة وأصاب الإحباط ضباطه بعد أن نجحوا فى نسخ الوثائق من خزانة تشارك سرها شخصيات أعدت على أصابع اليد الواحدة من قيادات الجماعة فى لندن.
وقد أصر السير «روبرت جون ساويرس» مدير جهاز الاستخبارات البريطانية MI6 على حل لغز تواريخ وثائق الإخوان، وعكف عليها خبراء التشفير فى الجهاز البريطانى الكبير حتى تم فك الطلاسم بين السطور، واتضح أن المحررات التى حمل معظمها تاريخ عام 1991 تخص عام 2013، وأن الاختلاف جاء فى العام دون اليوم وشهر تحرير الوثائق، والدليل أنها وصفت أحداثا سياسية سبقت عزل «محمد مرسى» فى مصر عام 2013.
تبدأ المذكرة بديباجة كلمة إلى المرشد العام الإقليمى دون تحديد أسماء وشخصيات ثم إلى أمين مجلس شورى الجماعة فى دول المملكة المتحدة وألمانيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ثم بتوجه إلى أعضاء مجلس شورى جماعة الإخوان فى المنفى حاليا.
سجل محرر المذكرة القيادى بالجماعة المدعو M.A بعدها مدخلا جاء فيه: «هذه مذكرة تفسيرية لمتطلبات قيادة جماعة الإخوان المسلمين فى المنفى، وهى بارقة أمل وإشراقة خير تؤكد أننا دخلنا مرحلة جديدة من مراحل الجهاد فى الدول المذكورة، والأوراق بين أيديكم ليست خيالا بل تحديات لخطة قصيرة المدى وأخرى بعيدة».
«مع الإشارة أننا وضعنا التصور الأولى بناء على خطة الطوارئ الأصلية للجماعة من عام 1987 المتفق عليها فى المؤتمر الدولى السرى المعروف فى بريطانيا والولايات المتحدة، علنا نستكمل معا ما بدأناه وصولا إلى حلم الدولة الإسلامية الكبرى وعاصمتها مصر».
بعدها ذكر المحرر أن الخطة الأصلية التى اعتمدت عليها مذكرته أفشلت مساعى الرئيس المصرى الأسبق «محمد حسنى السيد مبارك» عام 1985 لدى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية عندما حاول وضع جماعة الإخوان المسلمين على قوائم المنظمات الإرهابية.
ثم لفت المحرر بعبارات صريحة الانتباه لعدم التهويل من قرار أى دولة أجنبية إعادة فحص ملفات الإخوان لديها مشيرا لوجود اتفاقيات إستراتيجية سياسية سرية تمنع على حد تعبيره المملكة المتحدة وألمانيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا من التعامل مع الجماعة على أساس أنها غير شرعية.
أنتقل إلى التفاصيل الحصرية لنفاجأ فى الصفحة التاسعة عشرة من المذكرة بأول هدف للجماعة وتنظيمها الدولى من تلك المصنفة كبعيدة المدى وأنقل منها دون أدنى تدخل: «الهدف الإستراتيجى العام للجماعة طبقا لخطتنا من عام 1987 هو تمكين الإسلام فى المملكة المتحدة وألمانيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وإيجاد تنظيم إسلامى فعال ومستقر يقود تلك الدول تحت قيادة الإخوان المسلمين مع العمل على توسيع القاعدة وطرح الإسلام كبديل حضارى وصولا للدولة الإسلامية العالمية وعاصمتها مصر».
جاء الهدف الثانى كالتالى وأنقله دون تدخل: «الأولوية السياسية المعتمدة من قبل مجلس إرشاد الجماعة وما وصل إلينا من قياداتنا داخل السجون المصرية حددت مبدأ التوطين فى المنفى وتطويع الحاضر السيئ لوضع الجماعة فى مصر ليستجيب مع احتياجات المستقبل الجهادى».
ثم أوردت المذكرة الهدف الثالث: «تطوير العلاقة الإيجابية مع سائر الإخوة فى دائرة الحلقة الإسلامية حتى المتشدد منها فى محاولة إلى الوصول إلى الوحدة الاندماجية فى الفكر الجهادى للدفاع عن حق الجماعة فى الشرعية المصرية».
الحقيقة شكلت تلك الأهداف طبقا لتقديرات الخبراء ومحللى المعلومات المتخصصين فى جهاز الاستخبارات البريطانية MI6 كارثة إستراتيجية حذرت من تبنى الجماعة أساليب العنف والعلميات الإرهابية ضد خصومها والدول المؤيدة لخارطة الطريق المصرية، ما أوجب على MI6 ترجمة مذكرة خطة جماعة الإخوان المسلمين المصرية ثم رفعها إلى الحكومة البريطانية، وهو ما تسبب مباشرة فى القرار الذى أصدره «دافيد كاميرون» رئيس الوزراء البريطانى بتكليف جهاز الاستخبارات البريطانية MI6 بفتح تحقيق شامل لرصد التغيرات التى طرأت على جماعة الإخوان المسلمين المصرية وتنظيمها الدولى فى بريطانيا منذ 30 يونيو 2013، خاصة أن المذكرة التفسيرية التى تحصلت عليها MI6 بشأن خطة الهدف الإستراتيجى العام لجماعة الإخوان المسلمين فى المنفى لعام 2013 هددت مصالح الدول الغربية والأمريكية دون تمييز.
وأنقل من واقع الصفحة 19 من مذكرة جماعة الإخوان الأصلية فقرة أبرزتها الاستخبارات البريطانية MI6 فى مذكرتها التحذيرية إلى الحكومة البريطانية وفيها ما يلى: «على جماعة الإخوان المسلمين التعلم من أخطاء عام حكمها فى مصر والسعى لتطوير الحركة الإسلامية لتبنى قضايا المسلمين محليا وإقليميا وعالميا، ومساندة شعوب الدول العربية الخليجية حتى تنتفض على أنظمة الحكم الملكية، مع توسيع القاعدة الإسلامية الملتزمة فى تلك الدول، وتوحيد وتوجيه جهود المسلمين تحت قيادة جماعة الإخوان، مع طرح الإسلام كبديل حضارى والتخطيط لدعم إقامة دولة الإسلام العالمية وعاصمتها مصر».
هدد محتوى المذكرة التفسيرية لخطة الهدف الإستراتيجى العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية لعام 2013 دولا أوربية وغربية كبرى على رأسها بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
روعت المذكرة التفسيرية دولا رئيسية فى منطقة الخليج العربى والشرق الأوسط عندما كشفت فى صفحتها العشرين عن مخطط للتوطين فى المنفى لإنقاذ الجماعة من الفناء مع إعادة تنظيم الجماعات الدينية المتشددة تحت قيادة جماعة الإخوان كى تكون اليد الباطشة ضد ظلم الأنظمة العربية، ما تسبب فى الهجمة الغربية الأوربية الأخيرة على الإخوان التى أخطأ البعض فهم نواياها ومقاصدها الخفية وتضاربت الأقوال حولها بينما كمنت الحقيقة فى حصول الاستخبارات البريطانية MI6 على نسخة المذكرة التفسيرية التى تطالعون محتواها الآن.
انتقلت المذكرة التفسيرية للهدف الإستراتيجى العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية لعام 2013 بعدها فى صفحتها العشرين إلى تفسير معنى خطة التوطين، وأكد محررها أن التوطين يعنى التمكين للجماعة فى دول المنفى.
وشدد على أن الخطة العامة الإستراتيجية لجماعة الإخوان تسعى لفرض الإسلام حتى يصبح جزءا من الوطن الذى يعيش فيه حتى يصبح أصيلا وليس طارئا أى متجذرا على حد كلماته فى كل البقاع التى يتواجد فيها الإخوان.
الحقيقة لا يرفض مسلم رفعة الإسلام وربما تمكينه، غير أننا بصدد أفكار ومخططات جماعة تهدد كل كيان تتواجد فيه وتتعايش معه وهو ما حدث فى بريطانيا وكندا وأمريكا.
وفى العام اليتيم الذى حكم فيه الإخوان رفض البعض تصديق مصطلح «أخونة الدولة» كمرادف لمخططات جماعة الإخوان فى السيطرة على مفاصل الدولة المصرية كاملة.
والمطالع لنص المذكرة التفسيرية للهدف الإستراتيجى العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية لعام 2013 فى صفحتها العشرين سيجد أن الموضوع حقيقى بل هو خطة إستراتيجية عامة:
«ولكى يكون الإسلام جزءا من الوطن متمكنا من حياة مجتمعه وله المؤسسات ثابتة الأركان لا بد أن تخطط الجماعة وتجاهد لامتلاك مفاتيح أدوات إنجاز المهمة الجهادية العظيمة بالسيطرة على أركان السلطات وهى مهمة تقع على عاتق جماعة الإخوان المسلمين فى هذه البلاد».
الخطة واضحة دون رتوش والسبب أن محررها لم يتوقع من الأساس أن تصل إليها يد الاستخبارات البريطانية MI6. البعض يجد أن الخطة تحوى أهدافا مرعبة تطبقها الجماعة وقت كتابة تلك السطور فى بريطانيا وكل دول العالم التى تأوى قادة الإخوان الذين هربوا من مصر، بينما يرى آخرون أن وصفها بالأهداف المرعبة غير كاف استنادا على ما ورد بالصفحة رقم 21 من نص المذكرة:
«يجب علينا إحداث نقلة نوعية فى منهجية تفكيرنا لتتناسب مع تحديات الوضع الراهن للجماعة، وعليه يجب الانتقال من عقلية التفكير الجزئى إلى عقلية التفكير الشمولى ومن عقلية الحذر والتحفظ إلى عقلية المجازفة والهجوم ومن عقلية تنظيم النخبة إلى عقلية التنظيم الشعبى ومن عقلية أحادية الرأى إلى عقلية تعددية الرأى».
ثم يكمل محرر المذكرة التفسيرية واضعا الخطوط الرئيسية لخطة تحول الجماعة قائلا: «كما يجب علينا الانتقال من عقلية التصادم مع المجتمع إلى عقلية الاستيعاب ومن عقلية الجماعة المنغلقة إلى عقلية الفريق ومن عقلية الترقب إلى عقلية المبادرة ومن عقلية التردد إلى عقلية الحسم ومن عقلية المبادئ إلى عقلية البرامج والخطط».
ولا تنتهى الصفحة رقم 22 من نص المذكرة التفسيرية للهدف الإستراتيجى العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية لعام 2013 دون استهداف مباشر لدول المنفى التى تعيش فيها قيادات الجماعة الهاربة حاليا.
وأنقل من النص دون تدخل مقاطع ركز عليها جهاز الاستخبارات البريطانية MI6 فى مذكرته التحذيرية إلى الحكومة البريطانية: «توطين أفكار جماعة الإخوان المسلمين وحركتها السياسية فى تلك البلاد نجاح للحركة الإسلامية العالمية وخطوة حقيقية فى اتجاه الدولة الإسلامية الشاملة المنشودة بإذن الله تعالى مع الاعتراف أن الحركة العالمية لم تنجح بعد فى توزيع الأدوار على فروعها».
ومن ذات المقطع كشفت المذكرة أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية فشلت فى قيادة ما يسمى بالحركة الإسلامية العالمية لأنها أخفقت فى توزيع الأدوار السياسية على فروعها الخارجية.
ملامح خطة الإخوان الإستراتيجية فى العالم واضحة بالمذكرة تكشفت بجلاء أن الخطة الإستراتيجية العامة تدار حاليا من فرع الجماعة وتنظيمها الدولى فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ربما أخطر تلك الملامح التى أقلقت الاستخبارات البريطانية MI6 ما ورد فى نفس الصفحة بشأن خطة الجماعة استيعاب الحركات الإسلامية بأنواعها بالعالم ما يثبت أن الإخوان يتعاونون مع كافة التنظيمات والجماعات الدينية المتشددة بما فيهم تنظيم القاعدة.
والأدهى أن المعلومات تثبت أن الجماعة أصدرت الأوامر لفروعها بالعالم للتحول إلى سياسة الهجوم وطبقا لتقديرات MI6 يعتبر ما ورد فى المذكرة أول إثبات رسمى منذ خمسينيات القرن الماضى بأن لجماعة الإخوان سياسة هجومية تفعلها وقت الطوارئ.
ومما ورد بالصفحة رقم 23 أنقل التالى دون تدخل: «نحتاج لتجديد فقه التعامل مع الآخرين وأن نأخذ من الكل أفضل ما لديهم بما يحقق الهدف الإستراتيجى العام مع عملية التوطين، والتحدى الأكبر يكمن فى كيفية ربط العالم فى فلك خطتنا لتحقيق مصالحنا، ولا خيار لنا إلا بالتحالف مع من يرغب فى ملتنا ويرضى بمذهبنا والساحة الغربية والأمريكية مليئة بهؤلاء وحينها لو طلبنا المال سيأتى طائلا ولو طلبنا الرجال لجاءوا صفوفا، مع العلم أن بداية الغيث قطرة».

فى الحلقة القادمة:
أسرار النشاط الحالى للتنظيم الدولى للإخوان فى الولايات المتحدة
حصرياً: اتفاقيات دولية سرية لتوطين جماعة الإخوان خارج مصر
تحالفات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان مع تنظيم القاعدة

خدعة أوامر تنظيم الجهاد الدولى للسلفيين بمهاجمة الإخوان بشراسة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.