سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيلم «المشروع» يكشف وثيقة سرية إخوانية عمرها 21 سنة (2-2) عضو الجماعة فى أمريكا: عمل الإخوان فى أمريكا «جهاد عظيم» لهدم الحضارة الغربية من داخلها و«تخريب» بيوتها
«لا بد أن يستوعب الإخوان أن عملهم فى أمريكا هو نوع من أنواع الجهاد العظيم فى إزالة وهدم المدنية أو الحضارة الغربية من داخلها وتخريب بيوتها الشقيّة بأيديهم وأيدى المؤمنين، كى يتم جلاؤهم ويظهر دين الله على الدين كله، وإذا لم نستوعب ذلك سنظل أقل قدرة على مواجهة هذا التحدى وغير مستعدين للجهاد بعد، فقدر المسلم أن يجاهد ويعمل، حيثما كان وحيثما حلّ حتى قيام الساعة، ولا مفرّ من هذا القدر إلا لمن اختار القعود، ولكن هل يستوى القاعدون والمجاهدون؟». هذا أحد مقاطع وثيقة ثانية، اعتمد عليها صناع الفيلم الوثائقى «المشروع»، الذى يعرض عددا من الوثائق يعتبرها دليلا على وجود «مخطط إخوانى» لاختراق الغرب ودمجه تدريجيا تحت مظلة دولة الخلافة، الوثيقة التى جاءت بعنوان «مذكرة تفسيرية للهدف الاستراتيجى للجماعة فى أمريكا الشمالية»، قدمها عضو بالجماعة يحمل اسم «محمد أكرم» بتاريخ 22 مايو 1991، قبل أن تتسرب إلى أجهزة الأمن وصناع فيلم «المشروع»، وجاء نصها كالآتى: «الأخ الحبيب: فضيلة المسئول العام حفظه الله، الأخ الحبيب: أمين عام مجلس الشورى حفظه الله، الإخوة الأحبة: أعضاء مجلس الشورى حفظهم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أتمنى على الله تعالى أن تكونوا وأهليكم ومن تحبون ممن حولكم، على أحسن حال ترضيه عز وجل، أتوجه إليكم بخطابى هذا راجياً أن يحظى باهتمامكم وينال حسن رعايتكم، فأنتم أهل المسئولية وأصحاب الأمانة. بين أيديكم «مذكرة تفسيرية» اجتهدت فى تدوينها حتى لا تبقى حبيسة الصدر والعقل، ولكى أشارككم جزءاً من المسئولية الملقاة على عواتقنا فى قيادة الجماعة فى هذه البلاد -الولاياتالمتحدة- ولعل الذى شجعنى على أن أتقدم بالمذكرة فى هذا الوقت بالذات إحساسى «ببارقة أمل» وإشراقة خير تبشر أننا بدأنا ندخل مرحلة جديدة من مراحل العمل الإسلامى فى هذه القارة. وطلبى من إخوانى، أن يقرأوا المذكرة ويكتبوا ما شاءوا من تعليقات وتصويبات، مع العلم أن الذى بين أيديكم ليس غريباً أو طرحاً جديداً منبتّا لا أصل له، وإنما هو محاولة لتفسير وشرح بعض ما جاء فى الخطة بعيدة المدى، التى اعتمدناها وأقررناها فى مجلسنا ومؤتمرنا عام 1987». ويقدم أكرم تصورا تفصيليا لخطة عمل الجماعة، كما يراها، فى قارة أمريكا الشمالية؛ خصوصا الولاياتالمتحدة، مركزا على فكرتين أساسيتين؛ أولهما التوطين، وثانيهما تحويل عمل الجماعة من محاولات فردية إلى جهود مؤسسية. ويوضح أكرم فى مذكرته -وعدد صفحاتها 13 صفحة- أن الهدف الاستراتيجى العام لجماعة الإخوان فى أمريكا، والمعتمد من قبل مجلس الشورى والمؤتمر التنظيمى لعام 1987، هو تمكين الإسلام فى أمريكا الشمالية، وإيجاد حركة إسلامية فعالة ومستقرة بقيادة الإخوان المسلمين، تتبنى قضايا المسلمين محلياً وعالمياً، وتدعم الدولة الإسلامية العالمية أينما كانت. والتوطين، كما يشرح أكرم، هو أن يكون الإسلام وحركته جزءا من الوطن الذى يحيا فيه، ولتحقيق هذا الهدف على المدى البعيد يتعين العمل خلال خطوات محددة؛ تحتاج جهودا عظيمة ومضنية، ولن يستطيع الإخوان -حسب أكرم- بإمكاناتهم ومواردهم البشرية والمالية والعلمية، أن يفعلوها بمفردهم أو بمعزل عن الناس، قائلا: «من يعتقد هذا فهو مخطئ، والله أعلم، أما دور الإخوان فهو المبادرة والريادة والقيادة ورفع الراية ودفع الناس بهذا الاتجاه، ثم يعملون على توظيف وتوجيه وتوحيد جهود وقوى المسلمين لهذه العملية، ومن أجل ذلك لا بد أن يتعمق عندنا فقه التحالفات وفن الاستيعاب وأدب التعاون». ويشدد أكرم على أهمية بناء مركز إسلامى فى كل مدينة لتحقيق عملية التوطين، قائلا: «المركز الذى نسعى له، يمثل محور حركتنا ومحيط دائرة عملنا، ونقطة ارتكازنا، وقاعدة انطلاقنا و«دار أرقمنا» لتربيتنا وإعدادنا وإنفاذ سرايانا بالإضافة إلى أنه محراب عبادتنا». ويستبعد عضو الجماعة -الذى حرص ألا يذكر أيا من أسماء من يخاطبهم- أن يؤدى تركيز عملهم فى محاولة توطين الإسلام فى هذه البلاد إلى تقصيرهم فى «أداء واجبنا تجاه الحركة الإسلامية العالمية فى دعم مشروعها فى قيام الدولة الإسلامية العالمية لسببين؛ الأول: أن نجاح الحركة فى أمريكا بإقامة قاعدة إسلامية ملتزمة وقوية سيكون خير عون ودعم لمشروع الحركة العالمية، والثانى: الحركة العالمية لم تنجح بعد فى توزيع الأدوار فى فروعها فتحدد لهم المطلوب منهم كأحد المشاركين أو المساهمين فى مشروع قيام الدولة الإسلامية العالمية، ويوم أن يجرى هذا فسيكون لأبناء فرع الإخوان الأمريكى أيادٍ ومواقف بيضاء يفخر بها الآباء». ويستفيض أكرم فى الشرح لمجلس شورى الجماعة عن أهمية العمل المؤسسى فى أمريكا التى لا تحترم إلا المؤسسات، وقال إنه من أجل أن تجرى عملية التوطين، لا بد من التخطيط والعمل على تهيئة وإعداد أنفسهم وإخوانهم وأجهزتهم وأقسامهم ولجانهم، لكى تتحول إلى مؤسسات شاملة بشكل متدرج ومتوازن ومتواكب مع الحاجة والواقع، مضيفا: «الذى يشجعنا على ذلك أننا نملك «أنوية» لكل مؤسسة من المؤسسات التى ننادى بوجودها، وكل الذى نحتاجه هو تنسيق عملهم وجمع عناصرهم وتوحيد جهودهم مع غيرهم، ثم نصلهم بالخطة الشاملة التى نسعى لها». ويعدد أكرم أمثلة للأنشطة التابعة لهم والقادرة على أن تتحول إلى مؤسسات، ومنها مؤسسة الدكتور جمال بدوى، والمركز الذى يديره حامد الغزالى، ومركز الدعوة، فضلا عن الجهود الدعوية، وأشار إلى أن هذه المؤسسات المختلفة الصغيرة تصلح نواة لمؤسسة دعوية تربوية شاملة، فضلا عن 18 لجنة وقسما يمكن أن تتحول إلى مؤسسات إخوانية كبيرة، ثم يلحق أكرم قائمة تضم 29 مؤسسة إسلامية فى أمريكا يصفها ب«مؤسساتنا ومؤسسات أصدقائنا»، مضيفا بين قوسين: «تخيل لو أن كلها تسير وفق خطة واحدة!». وبخلاف هذه الوثيقة، والوثيقة التى أشرنا إليها -التى عثرت عليها السلطات السويسرية فى بيت قيادى إخوانى عام 2001، وعُرفت لاحقا باسم «المشروع»- اعتمد صناع فيلم «المشروع» على عدد آخر من الوثائق الخاصة بقضية «مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية» الشهيرة. وحسب جلين بيك، وفريق عمله، فإن الوثائق التى أُفرج عنها حتى الآن تدعم ادعاءاتهم الخاصة بخطر الإخوان على المجتمع الغربى، لكن الأخطر -حسب زعمهم- أن الحكومة الأمريكية تحجب جزءا أكبر من الوثائق تحتوى على معلومات خطيرة تعرفها الحكومة، ولا ترغب فى كشفها للشعب الأمريكى. وتعود قصة «مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية» إلى عام 1988، حين تأسست فى مدينة ريتشاردسون بولاية تكساس الأمريكية، وخلال السنوات التالية توسعت وتضخمت لتصبح واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية الإسلامية فى الولاياتالمتحدة، وتركزت أنشطتها فى تقديم المعونات للاجئين الفلسطينيين فى الأردن ولبنان والمناطق الفلسطينية، كما وفرت دعماً لضحايا الكوارث والحروب فى البوسنة وكوسوفو وتركيا والولاياتالمتحدة فى فيضانات أيوا، وأعاصير تكساس، وتفجيرات مدينة أوكلاهوما. وشارك فى تأسيس المنظمة كل من شكرى أبوبكر، شقيق ممثل حماس السابق فى اليمن، وهو مديرها التنفيذى، ومحمد المزين، ابن عم القيادى فى حماس موسى أبومرزوق، وكان رئيس مجلس إدارتها، وغسان العشى، زوج أخت أبومرزوق، وكان الرئيس السابق لمجلس أمنائها، ولكن فجأة قررت الحكومة الأمريكية إغلاق المؤسسة عام 2001، بعد اتهامها بدعم وتمويل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التى تصنفها الولاياتالمتحدة منذ عام 1995 على أنها منظمة إرهابية. وكما تكشف لاحقا، فإن السلطات الأمريكية كانت تراقب أنشطة المؤسسة منذ عام 1996 وحتى سبتمبر 2001، حين داهمت الشرطة مقر شركة إنفوكوم التى تدير الموقع الرسمى للمؤسسة، بزعم أنه كان يجمع الأموال ويجند أنصارا لحركة حماس. وفى يوليو 2004، ألقت السلطات الاتحادية القبض على مؤسسى «الأرض المقدسة»، وبدأت محاكمة المتهمين يوم 23 يوليو 2007، وفى 2008 وجهت هيئة المحلفين الاتهام ل5 من مسئولى المؤسسة السابقين، وهم أبوبكر والعشى والمزين ومفيد عبدالقادر وعبدالرحمن عودة، وتتركز جميعها حول التآمر بتمويل ودعم منظمة إرهابية، وفى 27 مايو 2009 أصدرت محكمة أمريكية فى ولاية تكساس حكمها بسجن المتهمين الخمسة بمدد تتراوح بين 15 و65 عاماً.