كل الذى نشهده من تكثيف لجرعات التحريض وزيادة فى حجم الأكاذيب واتساع وتنوع مساحات الخيال فى نسج وصناعات الشائعات ضد مصر هذه الأيام، ليس له سوى دلالة واحدة أننا نسير على الطريق الصحيح بخطوات متسارعة وأن الآخرين من الكارهين والناقمين والحاقدين على هذا الوطن مازالوا أسرى فى أغلال الأوهام الضبابية المترسبة من سحب الماضى التى غطت سماوات المنطقة بكثافة قبل نحو 8 سنوات مضت! إن تلك الفلول الشاردة والمتخندقة فى بعض ملاذات الخارج بدأت فى الخروج عن صوابها بعد أن أدركت أن سير الحوادث لم يعد يعطى أى مؤشرات لصالحها، وإنما على العكس من ذلك فإن كل المؤشرات داخل مصر وفى المحيط الإقليمى والأفق الدولى تؤكد أن اتجاهات الريح السياسية والاقتصادية تواصل تحولها لصالح السياسة المصرية. بل إننى أستطيع أن أقول: إن ثمة معلومات وتقارير من جهات دولية محايدة تشير إلى أن القوى الكارهة لمصر الراعية والممولة لكل هذه الشاشات التحريضية تقترب من الاقتناع التام بعدم جدوى مواصلة العداء مع الدولة المصرية ومع الشعب المصرى، تمهيدا لبدء تقليل أو وقف صندوق الدعم الهائل لماكينة التحريض بالدرجة التى تؤدى إلى فقدان هذه الماكينة قوة اندفاعها، وبالتالى هبوط وتراجع معدل الحماس للأبواق التى نفد رصيدها فى قياسات التأثير على الرأى العام فى أرض الواقع. وليست الحملات الصبيانية التى تدار من أجل استجداء بعض الصفافير والمزامير سوى إشارة لا تخطئها العين فى أن هذه الحملات تعبر عن إحساس القائمين عليها بأن المعركة باتت أمرا ميؤسا منه، وأن أقصى أمانيهم الآن هو طلب مهلة جديدة لكسب الوقت والتقاط الأنفاس والبحث عن مخارج جديدة لاستعادة القوة واستئناف مخطط إشغال مصر وتعويق تقدمها.. وظنى أنهم واهمون! لقد كان توقعهم أن الكلفة الاجتماعية الباهظة للإصلاح المالى والاقتصادى سوف تكون مدخلا لثغرة اختراق للجبهة الداخلية، ولكن وعى المصريين خيب ظنهم بل إن أحلامهم المريضة ذهبت إلى الرهان على ما شهدته الجزائر والسودان من حراك، ولكن ما أبعد الفارق فى المسافات وفى المعطيات ..بل وفى بلاهة الاستنتاجات التى تثير الضحك بمثل ما تثير الأسى على بعض من كنا نحسبهم ولو بشهادة الميلاد إخوة وأشقاء! إن عصابة الارتزاق فى ملاذات الخارج وعلى شاشات الفتنة والتحريض يرقصون حاليا رقصة الموت الأخيرة! خير الكلام: إننا لن نحول عن عهد مصر.. أو ترونا فى الترب عظما رميما! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله