علينا ألا نستغرب هذا التصاعد المحموم فى حملات التحريض ضد مصر منذ أن بدأ الحديث عن الشروع فى بدء السير على طريق الإصلاح السياسى هذا العام بعد أن أنجزنا الجزء الأكبر والأهم والأصعب من مسيرة الإصلاح الاقتصادى ومن ثم ليس غريبا ولا مفاجئا أن تستنفر قوى الشر والظلام كل قواها التحريضية والتشكيكية للتشويش على التعديلات الدستورية التى تمثل ميلادا جديدا للدولة المستقرة التى نجحت بعون الله فى التخفف من أعباء وأحمال ورزايا أجواء الفوضى للسنوات العجاف. نحن أمام تحالف كريه وكاره لشعب مصر يعانى صدمة الحقيقة وهو يشهد انهيار حلم الخلافة المزعومة وتفكيك الدولة الوطنية، ومن ثم فلم يعد أمامهم من سبيل سوى التخبط يمنة ويسرة بغية تحطيم كل شىء تطاله أيديهم وتكثيف جرعات التحريض والأكاذيب والشائعات لإثارة الفتن لعل ذلك يحيى فى صدور أتباعهم أحلام عودة طوفان الفوضى، والذى قال عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى صراحة «إن ما حدث لن يتكرر مرة أخرى»! نحن أمام أناس أمرهم غريب وسلوكهم عجيب، فالدنيا كلها تتغير ولكن حلف الشر والكراهية جامد لا يتغير ولا يتطور، بل إنهم باتوا أعداء لذاتهم وهم يفضحون عمق كراهيتهم لمصر وللمصريين بأن يجعلوا من مناسبة حزينة فى كارثة جرار الإهمال فى محطة مصر مهرجانا للصفافير والمزامير والدعوة إلى الطرق على الأوانى وكل ما يخطر على البال من أدوات الفرحة والابتهاج. ولأن الشارع المصرى لم يكتف فقط بتجاهلهم وازدرائهم ومارس بأدبياته الساخرة ما هو حق ومشروع لتحطيم ما تبقى فى النفوس الشريرة من عقد ورواسب جاء الهروب إلى اللعبة المكشوفة فى ساحة الفضاء الإلكترونى تأكيدا لعمق شعورهم بأنهم لم يعد لهم مكان فى أى ميدان أو شارع أو زقاق على أرض مصر. والحياة علمتنا أن البقاء والانتصار مرادف طبيعى للبناء وعشق الحياة أما الفناء فهو المصير الحتمى لواضعى القنابل وزارعى الألغام! خير الكلام: كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله