[email protected] في مقالي (والدور على مين) الذي نشرته على صفحات "فيتو" في 14 أغسطس 2012 كتبت تحذيرا في نهاية المقال ذكرت فيه: إن ما يحدث الآن هو مؤامرة على الجيش المصري.. الجيش الوطني لمحاولة تفكيكه على غرار جيوش دول مجاورة لنا: العراق وليبيا وسوريا في الطريق.. لقد كتبت هذا الكلام لعدة أسباب، هي: أولاً: إن الجيش المصري قد أثبت منذ 25 يناير 2011 وإلى الآن.. حرصه على استقرار البلد بأقل الخسائر الممكنة. وقد حرص في سبيل ذلك على الانتقال من حكم الرئيس السابق حسني مبارك بدون أي مخاطر حسبما كان متوقعا من جميع أطراف العملية السياسية المصرية. ثانياً: حرص الجيش المصري على عقد جميع الانتخابات وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية، وفوز الرئيس محمد مرسي كأول رئيس مدني منتخب من الشعب المصري تأكيداً لشرعية صندوق الانتخاب لإقرار حالة سياسية جديدة على المجتمع المصري. ثالثاً: حرص الجيش المصري على عدم استدراجه منذ البداية للصدام مع المتظاهرين، والدخول في نفق الصدام بين الجيش والشارع وهو ما جنب الشعب المصري تبعات كثيرة سلبية لثأر الدم كانت ستحدث لمن تم قتلهم على غرار ما يحدث في سوريا الآن. رابعاً: إن جميع المحاولات لافتعال واستدراج الجيش المصري للدخول في مواجهة أو صدام مع الشارع المصري قد فشلت على مدار سنة ونصف السنة إن ما سبق، يعني ببساطة أن الجيش المصري قد نجح فيما فشلت فيه جيوش دول مجاورة للدرجة التي أصبح فيها الجيش الوطني في تلك الدول يقوم بقتل أبنائه وقصفهم بالمدافع وصواريخ الطائرات. ومن هنا تأتي الخطة البديلة، وهي محاولات تفكيك الجيش المصري طالما أنه عبر فوق الفخ الأول بالحديث عن مراقبة موازنة الجيش وشفافية مصروفاته.. وهو ما يتعارض مع فكرة (السرية) في الحفاظ على كيان القوات المسلحة وقوتها وقدرتها. أعود مرة ثانية للتحذير الذي بدأت به المقال لأني أعتقد أن هناك العديد من الدول الكبرى والمجاورة التي تضع في أولوياتها تحييد مصر، وخروجها كلاعب رئيسي من اللعبة السياسية في منطقة الشرق الأوسط لصالح دول أخرى من جهة، ولإعادة صياغة المنطقة بشكل جديد فيما يخص العلاقات العربية الإسرائيلية وفي قلبها القضية الفلسطينية من جهة أخرى. وهو ما يعود بنا إلى ما حدث بعد عام 1956 مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. أحذروا احذروا.. تفكيك الجيش المصري.