[email protected] عندما اتصل بي الصديق عصام كامل (رئيس تحرير جريدة فيتو) لكي أشارك بالكتابة بمقال أسبوعي بالجريدة الجديدة التي يتولى رئاسة تحريرها.. حاولت الهروب منه لعدة أسباب سأذكرها لاحقاً.. ولم أستطع الهروب خاصة بعد معرفتي باسم الجريدة الجديدة «فيتو» التي لا تحتاج إلى شرح معناها بقدر ما تحتاج إلى إثبات رؤيتها وتوضيح موقفها، وبسبب تأكيد عصام كامل على أن «فيتو» ليس بها أي خطوط حمراء سوى المساس بهذا الوطن .. واتفقت معه على الكتابة بالفعل. ورغم ذلك قصدت أن يكون مقالي الأول عن (الطموح الأمريكى والإسلاميين)، وهو مقال يتناول العلاقة الوطيدة والحميمة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين، وقد حمل العديد من الأفكار الصدامية التي كنت أشك في أن تتحملها الجريدة الجديدة، لأني ببساطة أطرح في هذا المقال ما يفيد أن تلك العلاقة هي التي ستمرر صياغة ملامح خريطة المنطقة العربية خلال الفترة المقبلة تحت الحديث عن مفهوم الخلافة الذي لا يهتم بالأرض بقدر ما يهتم بالعقيدة (الإسلامية) والبشر (المسلمين) بغض النظر عن الجنسية، وهو ما يمرر فكرة مركز بيجن-السادات بتوطين الفلسطينيين في سيناء، للتأمين الكامل للحدود الإسرائيلية، وهو طرح لا يمكن تنفيذه إلا من خلال تيارات الإسلام السياسي، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، وجاء العدد الأول من «فيتو» لأجد المقال منشورا كما أرسلته.. وتلك كانت هي البداية مع «فيتو».. مع مطلع عام 2012. ومنذ ذاك الحين، وأنا حريص جداً على الكتابة لفيتو.. وهو حرص زاد تراكمياً مع كل عدد بسبب تلك الجريدة «فيتو» التي بدأت عددها الأول بتحدي الواقع ليس فقط بين جرائد اسبوعية عديدة؛ بل على مستوى المضمون حيث رسخت اتجاهها منذ اللحظة الأولى مع الدولة الوطنية المصرية باستيعاب جميع الاتجاهات والآراء لصالح هذا الوطن. أذكر هنا موقفا شخصيا حيث أنني كنت قد آثرت التوقف عن الكتابة بعد استمراري في كتابة عمود يومي بجريدة «روزاليوسف» لحوالي 5 سنوات، فضلاً عن كتابة مقالات متفرقة بمجلتي «آخر ساعة»، و»المصور»، وجريدة «الحياة» اللندنية، وهي محاولة للهروب من الواقع المتناقض والمتباين .. لعدة أسباب منها: إن الكتابة في مثل هذه الأيام هي بدون جدوى في التأثير على الرأي العام.. حيث أصبحت السمة العامة للحالة الإعلامية المصرية هي الصخب والتجاوزات والشائعات.. واصبحنا لا نعرف ما الذي يحدث؟ ولماذا تلك التحولات؟ ولماذا وصلنا إلى ما هو عليه؟ ولكن رغم ذلك فقداقتنعت بما ذكره عصام كامل من أن الكتابة في مثل هذه الأيام هي كتابة لإثبات موقف أمام التاريخ الذي لن يرحم الصامتين والمتلونين.. وهم كثرة هذه الأيام. وبدأت مع «فيتو».. وظلت «فيتو» تسير عكس الاتجاه الغالب.. ولكنه اتجاه الوطنية المصرية.