بدأ العد التنازلي لاتمام استفتاء جنوب السودان الذي تؤكد كل الشواهد انه سيكرس انفصال الجنوب عن شماله واقامة دولة جنوبية لطالما اكدت تصريحات وتلميحات المسئولين عن الادارة الامريكية ان الانفصال قادم لامحالة بعد الضغوط المتواصلة علي حكومة الرئيس السوداني عمر البشير ومطاردته من قبل المحكمة الدولية وهو ما يؤكد ان هناك مصالح امريكية عليا في تقسيم السودان. ومن المؤكد ان الحماس منقطع النظير من قبل ادارة الرئيس السابق بوش والحالي اوباما يدل علي ان قرار الانفصال قد تم في واشنطن قبل ان يتخذ اهل الجنوب قرارهم من خلال صناديق الاستفتاء. ويبدو ان الهزائم المتلاحقة التي منيت بها السياسة الامريكية في مناطق متعددة من العالم جعلتها تصر علي تقسيم السودان من خلال تأجيج الصراعات والدعم المستتر للحركات المسلحة لاثارة القلاقل وتقسيم هذا البلد العربي الي دويلات صغيرة بحثا عن النفط. ولعل الفشل الذريع لامريكا في العراق ثم في افغانستان علي يد جماعة طالبان التي اجبرت القطب الأوحد في العالم وحلفاءه علي التفكير في تنفيذ قرار الانسحاب من المستنقع الافغاني بعد تصاعد الخسائرفي الإرواح جعلها تبحث عن تعويضات للنفقات الاقتصادية الباهظة لغزواتها الفاشلة بتنفيذ فكرة تقسيم السودان. ورغم ان قادة الدول العربية وساساتها يعلمون ان انفصال جنوب السودان سيكون له مردود سلبي علي الدول العربية بصفة عامة وعلي مصر بصفة خاصة لكونه يهدد مصالحها الا انهم لم يستطيعوا القيام بأي عمل يساهم في حماية السودان من مخاطر التقسيم الذي تسعي الادارة الامريكية لتنفيذه لكونه يخدم مصالحها ومصالح اسرائيل. ومن المؤكد ان السودان الجديد بدون الجنوب سيصبح دولة فقيرة بدون النفط وسيعمل البنتاجون الامريكي علي بناء قواعد عسكرية امريكية واسرائيلية في جنوب السودان بعد انفصاله للسيطرة علي افريقيا. وكان وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم حسين قد حذر من ان نجاح الانفصال في السودان سيؤدي لفتح شهية الانفصاليين في الدول العربية.. مشيرا الي مخاطر التقسيم في العراق والمغرب واليمن والتأثير السلبي لذلك علي الدول العربية عامة. Ezatshahin1951*yahoo.com