أسعار الفاكهة في سوق العبور ثاني أيام عيد الأضحى المبارك 2025    أسعار اللحوم الحمراء بالأسواق ثاني أيام عيد الأضحى المبارك    مجانًا خلال العيد.. 13 مجزرًا حكوميًا بأسوان تواصل ذبح الأضاحي    الأسهم الأمريكية ترتفع بدعم من بيانات الوظائف وصعود «تسلا»    هل ترتفع اسعار اللحوم بعد العيد ..؟    5 مشروعات تنموية جديدة فى الأقصر بالتعاون مع هيئة تنمية الصعيد.. صور    17 شهيدا جراء هجمات الاحتلال على محافظتي خان يونس ورفح الفلسطينية    وزير العمل يهنئ فلسطين بمنحها "عضو مراقب" بمنظمة العمل الدولية    اليابان: لا اتفاق بعد مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب بابوا غينيا الجديدة    الشناوي: الأهلي يُحارب لعدم التتويج بثلاثية الأبطال تواليًا.. ونهائي الوداد علامة استفهام    محمد الشناوي: كنا نتمنى حصد دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي    رسميًا.. جون إدوارد مديرًا رياضيًا لنادي الزمالك    ثاني أيام عيد الأضحى.. مقتل شاب بطلق ناري في نجع حمادي    إجابات النماذج الاسترشادية للصف الثالث الثانوي 2025.. مادة الأحياء (فيديو)    محافظ أسيوط يشارك المواطنين احتفالات عيد الأضحى بنادي العاملين بالمحافظ    في ثاني أيام العيد.. إصابة 4 أبناء عمومة خلال مشاجرة في سوهاج    «الداخلية»: ضبط 363 قضية مخدرات و160 قطعة سلاح وتنفيذ 85690 حكما قضائيا خلال 24 ساعة    ننشر أسماء 7 مصابين بانقلاب ميكروباص ببنى سويف    القبض على المتهم بقتل والدته وإصابة والده وشقيقته بالشرقية    أسما شريف منير: اخترت زوج قريب من ربنا    إيرادات ضخمة ل فيلم «ريستارت» في أول أيام عيد الأضحى (تفاصيل)    أواخر يونيو الجاري.. شيرين تحيي حفلًا غنائيًا في مهرجان موازين بالمغرب    دار الإفتاء تكشف آخر موعد يجوز فيه ذبح الأضاحي    الأزهر للفتوى يوضح أعمال يوم الحادي عشر من ذي الحجة.. أول أيام التشريق    "البحوث الإسلامية": عيد الأضحى مناسبة إيمانية عظيمة تتجلى فيها معاني التضحية    الطبطبة على الذات.. فن ترميم النفس بوعى    الصحة: أكثر من 1.4 مليون قرار علاج على نفقة الدولة في 5 أشهر    10 نصائح لتجنب الشعور بالتخمة بعد أكلات عيد الأضحى الدسمة    الصحة تنظم المؤتمر الدولي «Cairo Valves 2025» بأكاديمية قلب مبرة مصر القديمة    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    أسعار الحديد اليوم في مصر السبت 7-6-2025    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 7-6-2025 في مصر بعد آخر ارتفاع    محافظ الإسماعيلية يوجه بفتح الأندية لنزلاء دور الرعاية والمسنين (صور)    بعد خلافه مع ترامب.. إيلون ماسك يدعو إلى تأسيس حزب سياسي جديد    صدام ترامب ونتنياهو بسبب إيران.. فرصة تاريخية لدى رئيس أمريكا لتحقيق فوز سياسي    بعد تصدرها الترند بسبب انهيارها .. معلومات عن شيماء سعيد (تفاصيل)    "مش جايين نسرق".. تفاصيل اقتحام 3 أشخاص شقة سيدة بأكتوبر    إيلون ماسك يخسر 35 مليار دولار من ثروته بعد خروجه من الحكومة الأمريكية    محمد هانى: نعيش لحظات استثنائية.. والأهلي جاهز لكأس العالم للأندية (فيديو)    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    مباحثات مصرية كينية لتعزيز التعاون النقابي المشترك    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    «المشكلة في ريبيرو».. وليد صلاح الدين يكشف تخوفه قبل مواجهة إنتر ميامي    مبالغ خيالية.. إبراهيم المنيسي يكشف مكاسب الأهلي من إعلان زيزو.. وتفاصيل التعاقد مع تركي آل الشيخ    المطران فراس دردر يعلن عن انطلاق راديو «مارن» في البصرة والخليج    زيزو: جيرارد تحدث معي للانضمام للاتفاق.. ومجلس الزمالك لم يقابل مفوض النادي    البابا تواضروس يهاتف بابا الفاتيكان لتهنئته بالمسؤولية الجديدة    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    سالى شاهين: كان نفسى أكون مخرجة سينما مش مذيعة.. وجاسمين طه رفضت التمثيل    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية تُعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الأراضي المقدسة    ترامب يأمر بدعم تطوير الطيران فوق الصوتي وتوسيع إنتاج المسيرات الجوية    تفشي الحصبة ينحسر في أميركا.. وميشيغان وبنسلفانيا خاليتان رسميًا من المرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«گنباوية مصر».. يحسمون معرگة الرئاسة
نشر في المسائية يوم 25 - 05 - 2014

گل الحرگات التى أعلنت مقاطعتها للانتخابات لايزيد عدد أعضائها عن بضعة ألاف
عنف الإخوان ليس موجها إلى رجال الشرطة والجيش بل رسالة لترويع «كنباوية» مصر حتى لايشاركوا فى التصويت
«الگنباوى» هو البطل الحقيقى لمشهد 30 يونيه ومابعده..ووجد دعما قويا من قواته المسلحة
محمد القصبى
هل يمكن أن يتسرب اليأس لأوصال جماعة الإخوان؟..ليس فقط مع الضربات المتلاحقة التي تتلقاها من الأجهزة الأمنية..ومع رضوخ العواصم الغربية على ضفتي الأطلنطي لإرادة الشعب المصري التي تجسدها خارطة المستقبل..بل لتأهب عشرات الملايين من الكنباوية للخروج إلى لجان الاقتراع لتحقيق الإنجاز الثاني في خارطة الطريق؟
ولايغيب هذا عن بال الإخوان..إدراكهم أن
حربهم في الأساس مع كنباوية مصر..لأن هؤلاء الكنباوية هم الذين أضفوا على خلع مرسي الشرعية بتدفقهم الهائل وغير المسبوق على ميادين وشوارع مصر في 30 يونيه و3 و26يوليو 2013...ثم منحهم نعم قوية لدستور 2014 خلال يناير الماضي..الاستحقاق الأول في خارطة المستقبل..
الإخوان يدركون أن المشير عبد الفتاح السيسي يكتسب قوته ليس من المؤسسة العسكرية كما يشيع إعلامهم..بل من ولع ملايين الكنباوية به..زعيما قرأ جيدا طموحات أهل بلده ورغبتهم في الإطاحة بنظام مكتب الإرشاد..فأجاد وباقتدار لعبة التضفير ما بين إرادة الشارع وقواته المسلحة ليحقق طموحات الشعب ! المشير عبد الفتاح السيسي قرأ المشهد في الشهور السابقة ل30 يونيه 2013 ليس فقط بوعي القائد العسكري الذي يملك عينا مجهرية ترى من المخاطر ما لايراه غيره..بل وما لايقل أهمية عين المواطن المؤرق بهموم وطنه..
لم يكن ضيق الأفق
ولنسأل أنفسنا: ماذا لو تأخر السيسي؟ ماذا لو أغلق مكتبه عليه مزنزنا نفسه في نهج أي وزير دفاع ضيق الأفق لايرى سوى مايحدث على حدود بلاده..متجاهلا مخاطر الداخل التي تهدد ثوابت الوطن من جغرافية وديموغرافيا ومواطنة وتاريخ ومؤسسات؟
ماذا لو كان السيسي هذا النوع من الضباط ضيقي الأفق؟
مدخل للإجابة يأتينا على لسان اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية في الجيش الليبي وقائد معركة الكرامة التي تستهدف تطهير ليبيا من الإرهابيين..
قال حفتر في اتصال هاتفي مع قناة العربية الحدث يوم 22مايو الحالي.
إن الإخوان المسلمين في ليبيا شكلوا جماعات كبيرة جدًا من الإسلاميين المتطرفين، ومنحوهم جوازات سفرمما شكل خطرا كبيرا على الدولة.. حفتر قال أيضا.
إنه عندما انفجرت هذه القضية في مصر..تفتحت عيون الليبيين، وعرفوا حقيقة الإخوان المسلمين..
وإذا كانت عيون الليبيين قد تفتحت متأخرا..فالمصريون أدركوا -لاأقول مبكرا بل قبل فوات الأوان - خطورة ما يجري أمام عيونهم.. لقد منح مرسي خلال عام من حكمه الجنسية ل 8 آلاف فلسطيني..وأصدر عفوا عن 755سجينًا منهم 8 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، كانوا متهمين في القضية المعروفة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، و55 من أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد من بينهم 3 أدينوا باغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1981 خلال عرض عسكري بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر.
و من بين المعفي عنهم إرهابيون ومتطرفون مثل غريب الشحات الجوهرى، حسن خليفة، شعبان هريدى، أحمد عبد القادر، والقيادى البارز فى تنظيم الجهاد أحمد سلامة مبروك، الصادر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة فى قضية طلائع الفتح، فضلاً عن كوادر الجهاد محمد حسن، ومحمد مصطفى، وجمال عبد العال يسرى عبد المنعم، ومحمد عبد المنعم، الدكتور وجدى غنيم، والداعية السعودي عوض القرني، وإبراهيم منير، القيادي الإخوان المقيم في لندن، ويوسف ندا، مفوض العلاقات الخارجية السابق في الجماعة، وإبراهيم فاروق محمد الزيات، رجل الأعمال الإخوانى المقيم في ألمانيا، والدكتور توفيق الواعي، القيادي الإخوانى، والداعية فتحي أحمد الخولى متوفى، والمهندس على غالب محمود همت سوري الجنسية.
وهؤلاء وغيرهم ممن تم العفو عنهم أعضاء في كيانات وتنظيمات رفعت شعارات تكفيرية في فترات سابقة، ونسب إليهم ارتكاب حوادث عنف.
ويتردد أن الرئيس المعزول حرص على الإفراج عن الكثير من هؤلاء والمتهمون فى تكوين جماعات إرهابية وتجار السلاح بسيناء بهدف معاونته في التصدى للمظاهرات التى كانت تخرج ضده بعد فشله فى إدارة شئون البلاد.. واستمر هؤلاء في دعمهم لمرسي حتى بعد عزله..حيث ارتكبوا عشرات من الجرائم الإرهابية، خاصة عقب فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، بعدما طالبتهم قيادات الجماعة برد الجميل للرئيس المعزول محمد مرسى.
وتنوه صحيفة »وورلد تربيون الأمريكية« في تقرير نشرته في 26مارس الماضي إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسي قد منح الألاف من أعضاء حركة حماس الجنسية المصرية.
وأن الأجهزة المصرية بدعم من القوات المسلحة تقوم بجمع بيانات متعلقة بهؤلاء ممن تم منحهم الجنسية المصرية خلال العامين الماضيين في عهد مرسي
لقد رأى »الكنباوية« بلادهم.. وقد أصبحت مرتعا للإرهابيين..بل ورموزهم وقادتهم يحيطون بالدكتور مرسي في احتفال ذكرى الانتصار في معركة6 أكتوبر باستاد القاهرة..المعركة التي قادها الرئيس السادات وقتلوه.... »كنباوية« مصر كانوا يتابعون الإرهابيين وهم يلوحون بأعلام القاعدة عيني عينك في سيمون بوليفار والتحرير..وهم لايصدقون أن هذا يجري في ميادين القاهرة وليس قندهار..ا
والآن يدرك عشرات الملايين من الكنباوية أن العمليات الإرهابية الأخيرة سواء تلك التي ارتكبها الإخوان وأعوانهم أمام جامعة الأزهر وفي العريش وسيناء..إن كان المستهدف بها إخواننامن جنود وضباط الشرطة والجيش..فالأهم أنها رسالة لهم..للكنباوية..تحذير بألا يتوجهوا إلى لجان الاستفتاء وإلا واجهوا الموت..لكن الكنباوية ليسوا بجبناء مثلما خرجوا في ثورتي 25 يناير و30 يونيه..ومثلما خرجوا في استفتاء 2014 سيخرجون الآن..ليقولوا نعم..لرجل الدولة القوي الذي سيعيد لمصر هيبتها داخليا وخارجيا ويحقق الوفرة الاقتصادية لشعبها.
مواجهة المهمرمنين
وكنباوية مصر ليسوا فقط في مواجهة مع الإرهابيين والمتطرفين..بل أيضا مع حركات تروج لنفسها على أنها من فجرت الثورة..أعضاؤها يملأون الدنيا ضجيجا..ويقدمون أنفسهم على أنهم يمثلون..بل يقودون ملايين الشباب....وفي الحقيقة هم لايمثلون سوى أنفسهم..بضعة ألاف لايزيدون ذلك..مبعثرون في مائة ائتلاف وحركة وجماعة.. 6أبريل و3شوال و8أمشير..وناشطون لاأحد يعرف من ينفق على أنشطتهم..!
لقد تمت هرمنة تلك الحركات التي في الحقيقة لاترى بالعين المجردة من قبل الفضائيات..فكاميرات التليفزيون بدت مثل حقن الهرمون التي تعطى للدجاج ليتضخم ويزداد وزنه.. كاميرات الفضائيات بحسن نية أو سوئها تلهث خلف هؤلاء..ترصد وقفة احتجاجية من بضعة مئات من الشباب يمارسون خلالها أعمال الفوضى والعنف..لتتصدر نشرات الأخبار وبعناوين تهويلية مليونية أمام وزارة الداخلية..مظاهرات حاشدة أمام مجلس الوزراء.. ولقد أحصيت واحدة من تلك المظاهرات التي وصفتها الفضائيات بالحاشدة الحاشدة في ميدان سيمون بوليفار..فلم يتجاوز العدد ثلثمائة شاب وطفل من أولاد الشوارع !..
..وقبل انتقال جريدة المسائية من مقرها القديم بجوار السفارة الأمريكية في شارع عبد القادر حمزة الممتد ما بين شارع قصر العيني وميدان سيمون بوليفار كنا نراهم يوميا وعلى مدار أكثر من عام وهم يقذفون قوات الشرطة بالحجارة والمولوتوف..,وحين نسأل المعتصمين في ميدان التحرير لماذا أنتم معتصمون؟ كانت الإجابات تختلف من يوم ليوم..مرة يقولون :حق الشهداء..! ومرة يقولون لأن أهداف الثورة لم تتحقق..! وصبي في الثالثة عشرة كان صريحا معي وقال : ماليش بيت..جوز أمي طردني !...وأولاد الشوارع مثل هذا الصبي كانوا سلعة رخيصة في أيدي قوى مجهولة زجت بهم في المشهد المأساوي..في مقابل وجبة طعام وبضعة جنيهات.. كنا ورجال الأمن في الجريدة نرأهم وهم يوزعون النقود على الأطفال وبعض الشباب..والإخوان فعلوا نفس الشيء..في اعتصاماتهم..العديد من الأفراد من قريتي كان يتم استئجارهم للاعتصام في رابعة..وقد مات أحدهم..شاب في مطلع العشرينيات من عمره..مختل عقليا..أمضى فترة في مصحة بمدينة طلخا..زج به أحد أقاربه في اعتصام بالمنصورة..وحين مات..قام الإخوان في قريتي بدفنه في هدوء فجرا..ولقد اتصلت بضابط مباحث مركز بلقاس لسؤاله عن قصة هذا الشاب فأخبرني أنه لاعلم لديه..وقال : للتحقيق في القضية على أحد أبويه أن يتقدم ببلاغ..وهذا ما أخبرني به أيضا رئيس نيابة بلقاس.. ناشدت والدته ووالده أن يتقدموا ببلاغ لتحديد المسئولية عن أسباب وفاة ابنهم..ومن زج به وهو مريض نفسيا في الاعتصام..فاستجابا وحددت موعدا مع رئيس النيابة..لكنهما لم يذهبا !!
الحنين لمبارك !
كنباوية مصر وهم سوادها الأعظم..لايشعرون بالحنين أبدا لهذه الأيام.. التي اشتعلت ببلطجة الإخوان في رابعة والنهضة وقبلها بلطجة 6أبريل والاشتراكيين الثوريين وممن يسمون أنفسهم بالناشطين السياسيين..بل إزاء موجات العنف والاعتصامات والاحتجاجات سواء من قبل الناشطين والجماعات التي تسمي نفسها بحركات شباب الثورة أو جماعة الإخوان والتيارات الدينية المتشددة..انتابني إحساس بالخوف من أن تدفع هذه الفوضى المصريين للحنين إلى مؤسسة مبارك..وهذا ما نبهت له منذ عامين في مقالة بجريدة القاهرة وندوة في قاعة مصطفى أمين تحت عنوان هل يشعر المصريون بالحنين إلى مبارك؟ وفي تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية نشر في يناير الماضي قالت الصحيفة البريطانية أن المصريين تم استنفاد قواهم خلال ثلاث سنوات من إراقة الدماء والاضطرابات السياسية وأن الحنين لزعيم قوي قادر علي استعادة الشعور بالاستقرار يتزايد بشكل كبير..
..وبالطبع جاءت ثورة 30 يونيه ودعم القوات المسلحة لها ليس فقط لوأد أي شعور للمصريين بالحنين لما قبل 25 يناير بل وإشاعة الشعور بالأمل بأن مصر في ظل قيادة قوية..واعية باحتياجات المصريين الحقيقية..من أمن واستقرار..ووفرة اقتصادية..وحضور مصري قوي في الإقليم بمكوناته العربية والأفروأسيوية.. وخارج الإقليم عبر القارات الست..ومنذ يونيه 2013 تأكد لكنباوية مصر أن هذه القيادة موجودة بالفعل..وقادرة على تحقيق طموحات الوطن..
وألح أننا - كنباوية مصر - حين ننشد الأمن والاستقرار..فلا يعني هذا أننا ضد ثورة 25 يناير..لقد كنا وأبناؤنا وقود هذه الثورة..عشرات الملايين الذين تدفقوا في شوارع وميادين مدن مصر وقراها في 25 يناير..من الكنباوية..وملايين الشباب الذي شاركوا في الثورة من أبناء الكنباوية..وهؤلاء على وعي كامل بهموم مصر وطموحاتها..ويدركون جيدا متى ينزلون إلى الشوارع..ومتى يلزمون بيوتهم....فإن رأوا أن لديهم ما ينبغي أن يقال زحفوا إلى الميادين بالملايين..بل بعشرات الملايين..فتكون كلمتهم هي الفيصل..ليغادروا عائدين إلى بيوتهم دون أن يخلفوا وراءهم قطرة دماء واحدة..وكثيرا ما ألح المرشح عبد الفتاح السيسي على هذه النقطة.. إنه لا عودة لما قبل ثورة 25 يناير.
وكنباوية مصر ليسوا هواة أحزاب ومنصات ومظاهرات ووقفات احتجاجية..لكنهم على وعي كامل يفوق وعي النخبويين وفرسان المنصات بمقتضيات المواطنة..حين شعروا بأن بلادهم في خطرمن قبل جماعة الإخوان تدفقوا بالملايين في الشوارع ليقولوا لا وليجدوا سندا قويا من قواتهم المسلحة..ولو كان على رأس المؤسسة العسكرية وزير دفاع ضيق الأفق..لأصبحنا الآن مثل سوريا أو ليبيا..يرتع في مدن وقرى وصحاري مصر عشرات الآلاف من الإرهابيين..ألفان يتبعان القاعدة..وألفا تتبع أنصار الشريعة..و300 تتبع داعش..و200 تتبع بوكو حرام....كل يرفع في يساره المصحف وفي يمينه البندقية..ولأنهم مؤمنون..فهذا مدعاة لاطمئناننا لأنهم لن يمارسون الذبح إلا طبقا للشريعة الإسلامية !..
الكنباوية في مصر كانوا على وعي بهذا المصير ربما أكثر من قادة الأحزاب والنخبويين.. لذا تدفقوا طوفانا غير مسبوق على الشوارع والميادين يوم 30 يونيه..ثم 3 و26يوليو..
فإن كان الكنباوية..يجلسون في بيوتهم كل مساء يتابعون تنظيرات جنرالات الفضائيات.. وأخبار جبهةالإنقاذ والتيار الشعبي والتيار الوطني وائتلافات شباب الثورة الألف..وتحالفات ضد الانقلاب.. فهم يتابعون كل هذا بضجر أحيانا..سرعان ما يتخلصون منه بالبحث عن فيلم لعبد السلام النابلسي أو اسماعيل ياسين أو أحمد حلمي..ليس هروبا من مشاكلهم..لكن إيمانا بأنهم على وعي أكثر من منظري الفضائيات..وعلى قدر من الوطنية أكثر من فرسان الشارع.. وأن الكلمة الفيصل هي كلمتهم.. لذايستقبلون بيانات بعض الحركات ك 6 ابريل و الاشتراكيين الثوريين وجبهة طريق الثورة بمقاطعة الانتخابات بابتسامات ساخرة..لأن كل أعضاء هذه الحركات ومن يتعاطفون معهم لايزيد على بضعة آلاف..ولن يكون لهم تأثير على نتائج الانتخابات سواء شاركوا أو قاطعوا..
خطأ حمدين
ويخطيء المرشح حمدين صباحي حين يغازل هؤلاء عندما يبذل الوعود بالإفراج عن المعتقلين من ناشطي الحركات الشبابية..وبإلغاء قانون تنظيم التظاهر..وحين يردد أن مبارك سيصوت لصالح منافسه المرشح عبد الفتاح السيسي..لو قرأ صباحي خريطة القوة الفاعلة في مصر جيدا لأدرك أن هؤلاء لو تم تجميعهم أمام لجنة انتخابية فلن يشغلوا أكثر من طابور أو طابورين..وأن الكلمة العليا في اللجان مثلما هي في الشارع..للكنباوية....وهؤلاء بوعي يروقهم ما قاله السيسي عن أن قانون التظاهر يتعلق بتنظيم الحق فى التظاهر.. وهو لا يمنع التظاهر وإنما يتضمن آلية يجب احترامها. فمن يرد تنظيم مظاهرة فعليه أن يحدد المكان والموعد ولن يرفض أحد طلبه..
وجماعة الإخوان تدرك هذا جيدا..تدرك أن مقاليد الأمور في مصر في يد الكنباوية..لذا بدأت ترفع من وتيرة العنف.. في أكثر من مكان..وهذه الرسالة موجهة للكنباوية..تحذير لهم حتى يلتزموا بيوتهم..ولايخرجوا إلى لجان الاقتراع..
إرهاب الكنباوية
الإخوان يظنون أن الكنباوية لو لزموا بيوتهم..سيجد عدوهم اللدود..المشير عبد الفتاح السيسي نفسه وحيدا عاريا من أية حماية شعبية ! لهذا نشط القطبيون في الجماعة والتي آلت إليهم مقاليد الأمور..وكثفوا من عنفهم في الشارع..ليبثوا الرعب في قلوب كنباوية مصر فلا يغادرون بيوتهم..
لكن كنباوية مصر سيخرجون بعشرات الملايين..ليقولوا نعم للمرشح الذين يدركون بفطرتهم الوطنية أنه رجل الدولة الذي سيحقق لهم مايسعى إليه المصري عبر تاريخه..الأمن..ورغيف الخبز والكرامة..
ملايين الكنباوية سيقولون نعم لرجل الدولة القوي لأن لديهم من الوعي ما يجعلهم يدركون أن مصر في المرحلة القادمة لايصلح لقيادتها ثوريو الشوارع ومناضلو المنصات..بل زعيم قوي يستشعر آلام شعبه مع العنف والفقر والبطالة..ورجل الدولة هذا موجود..حاضر بقوة في المشهد..ليس بطلا للمشهد..فالبطولة للكنباوي..بل داعما ومساندا وحاميا له..
ويبلغ التناغم بين المرشح رجل الدولة وكنباوية مصر مستوى من الوعي غير مسبوق عبر التاريخ حين يطالب المصريين بالعمل والانتاج..وهو في أتون حملته الانتخابية..التي وطبقا للتقاليد الانتخابية لا حديث للمرشح إلا عما يقدمه..
المشير لم يكن فقط واقعيا في وعوده..ولم يتحدث عن أحلام على أنها ستصبح واقعا إن أصبح رئيسا..وهو يدرك أن إمكانيات الدولة لن تفي بتحقيقها..
بل كثيرا ما يلح على ضرورة أن يشارك المواطن في المسئولية..ويعمل ويضاعف من معدلات الانتاج..
لقد فعل ونستون تشرشل شيئا شبيها حين أتى به الإنجليز رئيسا للوزراء في مطلع أربعينيات القرن الماضي والإمبراطورية تئن تحت وطأة هدير المدافع الألمانية..حيث لم يخدرهم بوعود أنهار اللبن والعسل والخمر..بل
قال في جلاء أمام مجلس العموم لاأعدكم إلا بالعرق والدم والدموع ..لكن تشرشل قالها بعد أن فاز..أما السيسي فيطالب شعبه بتحمل مسئولياته..وهو مازال في خانة المرشح..ومع هذا تجاوب معه عشرات الملايين من المصريين ولم ينصرفوا عنه..وأظنهم سيؤكدون هذا اليوم وغدا
كنباوى قطر يتحدى فتوى القرضاوى
ووعي كنباوية مصر ليس سياسيا فقط..بل أيضا دينيا..إنهم يسخرون من فتوى الشيخ يوسف القرضاوي بتحريم المشاركة في انتخابات الرئاسة..وقد رد المصريون المقيمون في قطر عليه ردا بليغا..حيث منحت الأغلبية الساحقة أصواتها.. لعدوه اللدود المشير عبد الفتاح السياسي..فقد حصل السيسي على 19165 صوتا بنسبة 91.96 بالمئة من مجمل الأصوات (20839)، فيما حصل المرشح حمدين صباحي على 1674 صوتا، أي ما نسبته 8.04 بالمئة..
ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن أحد الكنباويين المصريين في قطر قوله إنه لا يهتم كثيرًا بالانتخابات، وإنه لم يصوت في انتخابات 2012، لكنه هذه المرة أصر على التصويت ليقول للإخوان والجزيرة إن المصريين في قطر لا يبيعون ذممهم، ولا تغريهم فبركة الأخبار ومزاعم الإخوان، وخاصة الشيخ القرضاوي..
ومثل كنباوي قطر عشرات الملايين من كنباوية مصر لن ترهبهم فتوى القرضاوي أو 150 فتوى أخرى صدرت من فقهاء الإخوان بتحريم المشاركة..ولن ترهبهم قنابلهم ورصاصهم..وسوف يزحفون اليوم وغدا إلى لجان الانتخابات ليقولوا كلمتهم الفاصلة التي ستحدد مصير مصر خلال السنوات الأربع المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.