يبدو أن المجتمع الأمريكي لا يتعرض فقط لحالة من الخلخلة السياسية.. وفقدان الرشد علي الساحة الدولية.. بل يتعرض لحالة خلخلة اجتماعية أيضا علي المستوي الداخلي.. لتزداد النظرة إلي أمريكا حيرة فوق حيرة.. إلي جانب ما هو موجود أصلا وراسخ علي مدي السنوات الأخيرة علي الأقل.. من التردد والحيرة بين سياسة البلطجة الدولية حينا.. وبين محاولات الخداع بالمباديء والقيم الأمريكية ونشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان والحريات الدينية. وهي أمور ثبت انها مجرد أوراق ضغط يتم التلاعب بها وتوظيفها سياسيا لتحقيق أكبر قدر من الإخضاع والإذلال والانطواء تحت السيطرة والتوجهات الأمريكية حتي ولو كانت معاكسة أو مضادة للقيم الوطنية والأعراف والقوانين الدولية وثوابتك الراسخة دينيا. دراسات نشرت في يوم واحد تقريبا من داخل أمريكا واحدة عن الرؤية والنظرة المستقبلية للزواج وتزايد عدد الأمريكيين الذين يعتقدون أن الزواج في طريقه إلي أن يصبح شيئا عفا عليه الزمن..والثانية عن معدلات الانتحار.. حيث فكر ثمانية ملايين أمريكي بشكل جاد في الانتحار العام الماضي. بالنسبة للزواج.. فقد أظهر تقرير جديد لمركز "بيو" للبحوث الأمريكي ومجلة "التايم" الأمريكية ان عددا متزايدا من الأمريكيين يعتقدون أن الزواج في طريقه إلي أن يصبح شيئا عفا عليه الزمن. أشار التقرير إلي أن حوالي 4 من بين كل 10 أمريكيين يشكلون نسبة حوالي 39% من الأمريكيين يعتقدون ان الزواج لم يعد ضروريا في مجتمع اليوم. وان الأمريكيين الأكثر فقرا أقل اقبالا علي الزواج من ذوي التعليم الجامعي والدخل الجيد. رغم ان معدلات الزواج آخذة في الانخفاض علي مستوي الولاياتالمتحدة في جميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية.. وقال الباحثون: ان تغير الموقف من الزواج اثر علي الأسر الأمريكية. حيث ان واحدا من كل ثلاثة أطفال تقريبا يعيشون مع أحد الوالدين أو مع الآباء أو الأمهات غير المتزوجين..!! والدراسة الثانية تكشف عن وجود ثمانية ملايين أمريكي فكروا بشكل جاد في الانتحار خلال العام الماضي لأسباب مختلفة.. ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الاخبارية الأمريكية عن هذه الدراسة ان واحدا من كل خمسة بالغين أمريكيين تعرضوا لنوبات مختلفة من المرض العقلي في العام الماضي..وأوضحت نتائج الدراسة ان أغلب من تعرضوا لأمراض عقلية في العام الماضي لم يتلقوا العلاج اللازم. وذلك طبقا لنتائج هذه الدراسة التي أجرتها ادارة خدمات المرض العقلي..وخلصت الدراسة إلي وجود صلة قوية بين الاصابة بنوبات المرض العقلي وتعاطي الكحوليات والمخدرات علاوة علي زيادة احتمالات التعرض لنوبات من المرض العقلي بين العاطلين عن العمل بالمقارنة بغيرهم من العاملين. انه نخر السوس الذي يحذر ويدق أجراس الانذار من خطر الانبهار والاستغراق في الحلم مع النموذج الأمريكي بحلوه ومره وخطر التوجه نحو الانسلاخ بشكل كامل عن الأصول أو التمرد علي الذات الأصيلة والذوبان في ذوات الآخرين بدون وعي أو إدراك..!! [email protected]