فتح باب التقدم لاختبارات الدبلومات والمعاهد الفنية لدخول كلية الحقوق والرابط الرسمي    نادية مصطفى لفيتو: احنا مش متطرفين ومصطفى كامل بيخاف على البلد (فيديو)    «زي النهارده» فى ‌‌30‌‌ يوليو ‌‌2011.. وفاة أول وزيرة مصرية    رغم إعلان حل الأزمة، استمرار انقطاع الكهرباء عن بعض مدن الجيزة لليوم الخامس على التوالي    العثور على "دقيقة مفقودة" قد تقلب الموازين في قضية جيفري إبستين    الاتحاد الإفريقي يصدم "الدعم السريع" بعد تشكيل حكومة موازية بالسودان ويوجه رسالة للمجتمع الدولي    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة، أبرزها ليفربول ضد يوكوهاما    ثروت سويلم: لن يتكرر إلغاء الهبوط في الدوري المصري.. وخصم 6 نقاط فوري للمنسحبين    انهيار جزئي لعقار مكون من 7 طوابق في الدقي    من "ترند" الألبومات إلى "ترند" التكت، أسعار تذاكر حفل عمرو دياب بالعلمين مقارنة بتامر حسني    طريقة عمل الأرز باللبن، تحلية سريعة التحضير ولذيذة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين الحكومي والخاص    جدول مباريات بيراميدز في الدوري المصري الممتاز الموسم الجديد 2025-2026    البنك العربى الإفريقى يقود إصدار سندات توريق ب 4.7 مليار جنيه ل«تساهيل»    عبداللطيف حجازي يكتب: الرهان المزدوج.. اتجاهات أردوغان لهندسة المشهد التركي عبر الأكراد والمعارضة    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    السيد أمين شلبي يقدم «كبسولة فكرية» في الأدب والسياسة    ليلى علوي تسترجع ذكريات «حب البنات» بصور من الكواليس: «كل الحب»    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    "البترول" تتلقى إخطارًا باندلاع حريق في غرفة ماكينات مركب الحاويات PUMBA    ترفع الرغبة الجنسية وتعزز المناعة.. 8 أطعمة ترفع هرمون الذكورة بشكل طبيعي    لا تتبع الوزارة.. البترول: السيطرة على حريق سفينة حاويات قرب منصة جنوب شرق الحمد    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    تنسيق الجامعات 2025| كل ما تريد معرفته عن بكالوريوس إدارة وتشغيل الفنادق "ماريوت"    4 أرغفة ب دينار.. تسعيرة الخبز الجديدة تغضب أصحاب المخابز في ليبيا    تنسيق الثانوية 2025.. ماذا تعرف عن دراسة "الأوتوترونكس" بجامعة حلوان التكنولوجية؟    إبراهيم ربيع: «مرتزقة الإخوان» يفبركون الفيديوهات لنشر الفوضى    وفاة طالب أثناء أداء امتحانات الدور الثاني بكلية التجارة بجامعة الفيوم    القانون يحدد شروط لوضع الإعلانات.. تعرف عليها    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    إخماد حريق في محول كهرباء في «أبو النمرس» بالجيزة    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    عاجل- ترمب: زوجتي ميلانيا شاهدت الصور المروعة من غزة والوضع هناك قاس ويجب إدخال المساعدات    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    الجنايني يتحدث عن مفاوضات عبد القادر.. وعرض نيوم "الكوبري" وصدمة الجفالي    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية    ناشط فلسطيني: دور مصر مشرف وإسرائيل تتحمل انتشار المجاعة في غزة.. فيديو    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 30 يوليو بعد الانخفاض بالصاغة    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مريم الصادق: الحرب واردة قبل الاستفتاء.. وليس بعده
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 24 - 11 - 2010

مشاهد مختلفة لحالة التوتر الذي يعيشه السودان حاليا شماله وجنوبه.. تنذر بعاصفة قد تتجدد معها المواجهات المسلحة التي تقترب.. وتقترب كلما اقتربنا من استفتاء تقرير المصير الذي يصوت من خلاله شعب الجنوب في يناير المقبل لخيار الوحدة.. أو الانفصال.. والمشاهد رصدناها من العاصمتين الخرطوم وجوبا بعدما أصبح هاجس توابع الانفصال كأنه يدق طبول الحرب بين الشمال والجنوب من جديد، ونجده واضحا في الاحتشاد والزحام بمطاري العاصمتين للنازحين من الجنوبيين الذين يعيشون بالشمال ويسارعون للعودة للديار تاركين اراضي الشمال، وحالة تأهب من القوي والحركات السياسية بالجانبين ببدء برامج تسلح مكثفة وكأن ساعة الصفر اقتربت.. وهو ما رصدناه في حوارات مسجلة مع قادة القوي السياسية المعارضة المختلفة الذين لم ينكروا هذا التسلح، هذا فضلا عن توتر صامت رصدناه في استطلاع للرأي جمع عينة من السودانيين من مختلف المستويات الاجتماعية والاعمار.. جبنا خلاله شوارع العاصمتين نسأل المارة.. من مع الوحدة؟ ومن مع الانفصال؟.. اخترقنا خلال جولتنا عالم أهل الغابة المعسكرين في قلب العاصمة الخرطوم، فاجأتنا مشاكل أيتام الحروب في الغابات، وتعاطفنا مع قصة الاطفال والأرامل، تعرفنا علي سر غزو الأموات للشوارع والميادين العامة، واكتشفنا قصة ديك النميري الذي حرم علي السودانيين التجول بشارع النيل الأزرق، وجبنا بجبل الأولياء بحثًا عن العجوز التي قهرت تماسيح النيل.. وقبل أن نغادر السودان تسلقنا الشجرة المصرية التي شيدت فوقها المدارس والمساكن والملاعب ولم يفوتنا المرور لشرب الجبنة علي رصيف المشاهير..
ومن أم درمان كان لنا لقاء مع المقاتلة الحديدية في صفوف جيش الأمة للتحرير والتي هزمت الرجال في كل أنواع إطلاق النار د. مريم الصادق مسئولة العلاقات الدولية ومساعد الأمين العام لحزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي ..
وتقول مريم عن نفسها ... أنا امرأة سودانية من حيث التكوين البيولوجي أجمع جينيا بين كل أطياف السودان من الشمال والجنوب والغرب والشرق والوسط ,وذلك لأن عائلتي تمثل خليطاً من جميع القبائل السودانية، فالإمام الصادق المهدي أبي رئيس حزب الأمة من الاشراف الذين استوطنوا الشمال وأسرته مرت بمصر، وتزوج العديد من مناطق السودان ومختلف القبائل عنده 4 زوجات وهناك العديد من السريات من قبائل مختلفة وهن الجواري.
أما والدتي هي سارة الفاضل أول امرأة سودانية تدرس في الجامعات الأمريكية ومن أوائل السياسيات في السودان وأول إمرأة سودانية وثاني عربية تعرضت لمحاكمة عسكرية، في عهد "النميري" وتدخلت دول من بينها السعودية لاستصدار عفو عنها لأن الأحكام كانت شديدة ومرت بأحوال صحية صعبة .
من 3 أعوام كنت مقاتلة في صفوف جيش الأمة للتحرير وكنت قائد ثاني الوحدة الطبية الموحدة لكل قوي التجمع الوطني آنذاك . ظروف نشأتي كان فيها أبي إما معتقل أو منفي وتعرفنا عليه وأخواتي بعد المصالحة الوطنية، كان بالنسبة لنا صورة معلقة في احتفالية وهو راكب حصان ,أمي أيضا كانت سياسية وكثيرا تغيب في المنافي والمعتقلات ,وأمي التي ربتني أعجمية من قبائل دارفور غير العربية . وللآن بتحدث إليها بلغتها .
كنت اسمعهم يطلقون علينا في المدرسة لفظ الحزبية الضيقة والطائفية البغيضة لم أكن أعرف المعني ولكن عندما أسمعها كنت أعرف أنهم يشيرون إلي عشيرتي من الأنصار .
بعتز بإنني سودانية لذلك يحزني الاستهانة به والتمريغ لسمعته أصبحنا الآن نتجه بالنسبة الأكبر للانفصال عن أهلنا في الجنوب وهناك تبرمات ونزاعات في كثير من أنحاء السودان الأخري . وفي دارفور تفجرت الأمور وأصبحت الكارثة الإنسانية الأكبر في العالم والتي محل اهتمام مجلس الأمن واصدر بشأنها عدة قرارات
. و للأسف هذا الجور والظلم والقهر والموت الذي يتعرض له أهل دارفور مؤلم بل والطامة الأكبر أن أول حادثة في العالم ترفع بالقضاء الدولي ويطالب فيها بالقبض علي رئيس دولة تكون السودان .
كيف تري المشهد السوداني الحالي ؟ وهل إلي الوحدة أم الانفصال؟
- السودان الآن يمر بمرحلة خيبة سياسية عاجزة عن إدارة المشاكل التي أدت بنا الي أننا غالبا قد ننفصل ,ولكن هذا لن يبطل فكرة السودان الواحد وناسه سيعودون مرة أخري عن اقتناع للوحدة لأنهم تربطهم روابط حقيقية، و لست بقلقة من أن يحدث انفصال الآن، ولكن قلقة من المشاكل التي تحيط حاليا بالاستفتاء والتي من شأنها أن تجدد النزاع وتعيدنا إلي الحرب، والانفصال بإرادة أهل الجنوب، كما كنا متفقين ممكنة جدا وكثير من المؤشرات تؤكد أن إخواننا في الجنوب يفضلون هذا الخيار الآن .
وبصراحة فعلا نحن بنوافق الجنوبيين في أنه حدث تهميش كبير لهم اقتصادي وسياسي واجتماعي، ونحن ايضا كقوي وحركات سياسية بشمال السودان كنا علي رأس المهمشين حزبنا " الأمة"رغم انه كان من الصعب تهميشه اجتماعيا لأن قبائلنا هي قبائل الفعل في هذا الوطن ألا أننا نعاني التهميش السياسي والاقتصادي ,وهذه السياسات منعت عن مناطقنا التنمية.
والكتاب الأسود لا يتحدث فقط عن ظلم لدارفور بل يتكلم عن ظلم لكردوفان .. والنيل الأبيض، و هي أماكن الوجود الأنصاري في السودان ورغم أن هذه المناطق الأغني في السودان ولذلك هي الأكثر كثافة بالسكان إلا أنها هي الأقل حظا في المشاريع التنموية والأقل حظا الخدمات والوجود في السلطة.
كنت ممن يحملن السلاح داخل حركات التحرير في شرق السودان من فترة 97 إلي 000 2 متي تعلمت حمل السلاح وأين؟
-دخلت الكلية الحربية الميدانية لأنني عندي إيمان بالعسكرية ونحن في البيت تربينا علي ذلك، وأنها ليست مهمة للرجال فقط وفي ثقافتنا حمل السلاح تمليه علينا ظروفنا ومربوطة بمبدأ المواطنة .
ولكن الثقافات العربية تتعامل مع المرأة كعبء وغير قادرة وبالتالي المسلمون العرب قعروا بمكانة المرأة الكبيرة التي وصي بها القرآن والرسول ,وهي واحدة من المشاكل ,والآن نجد الدولة العبرية الدخيلة علي منطقتنا رغم انه نظرتهم الدينية للمرآة ممتهنة من إنسانيتها فهي عندهم مدخل الشيطان ومركز النجاسة، ولكن الدولة احتاجت لها فاستعانت بالعسكريات بصورة كبيرة، وهناك تجارب مثل اللبنانية والجزائرية .
ونحن العرب مازلنا نروج لفكرة أن المرأة مسكينة رغم أنها أكثر مخلوق في الأرض يتعامل مع الدماء، لو في الحيض الشهري والولادة وغيره، المرأة معروف عندنا أنه في حالة وجود ديات وثأر وغيرها فالنساء أخطر تماما في القبول من الرجال مقولة النساء مسكينات أكذوبة فهن صاحبات فعل في الدنيا كيفما يتوجب والحرب بسلاح صحيح يحتاج للقوه لذلك كل الجيوش كانت تكل من الرجال لكن لا ننسي مشاركة الصحابيات في القتال ودفاعهن عن الرسول في غزوة أحد، وفي الثورة المهدية عندنا عدد من النساء استشهدن في حصار الخرطوم، وآخر رسالة مفتاحية أرسلها الإمام المهدي كانت عن طريق امرأة، ولم تكن مجرد حمام زاجل لأنه في حشية الرسالة قال له اشرح هذا الأمر مع الرسولة، وبالنسبة لي عند دخولي العمل العسكري شعرت انه النداء الأول وكنت آنذاك طفلة عمرها 13 شهراً، ولا أنكر أنني كنت عاهدت نفسي فور التخرج من كلية الطب أنني طبيبة مهنية فقط وعالم السياسة الذي أدخل أمي وأبي بكل هذه المشاكل أنا بموقف منه ولن أكون جزءا منه، ولكن بعد ما فهمت الصورة واستوجبت الامام أبي الحبيب يهاجر وغيره، اتضحت لي الحقيقة بأبشع صورها وأن فكرتي بأن أكون إنسانة مهنية متخصصة رفاهية عندما يؤثر الوطن كله بفكره ومهنية، فموقفي مجرد ادعاء وهروب من الواقع بنظرية النعامة، وشعرت أن الخراب مهما ابتعدت سيصل لي في المحاليل والحقن.
لذلك بعد 6 اعوام من الاصرار علي الابتعاد عن صفوف القتال، اقتربت من الفعل المسلح، تعلمت كل أنواع إطلاق النار، حتي أنني تفوقت علي الرجال .
شاهدت بعيني في المعارك المواطنين يتقطعون أربا في القصف وبفعل الألغام وتعرضت أكثر من مرة لكمين، ومع ذلك للآن لم اقتل سودانياً آخر لأني لم أكن يوما في الصفوف الأولي، وأذكر أنني في ضربة أم درمان هالني ما تعرضنا له من قصف،خاصة بعدما انقطعت إمداداتنا وطلعت للحرب واتصلت بأختي لأوصيها علي أولادي.
ما هي الأجواء الحالية التي تسبق الاستفتاء ؟ وما طبيعة عمل حزب الأمة في المرحلة الراهنة؟
- للأسف المجتمع الدولي غير معني بالأمن والسلام في السودان ومعني بالحفاظ علي توقيتات وبرامج وجداول وضعها هو في مراكزهم البحثية فقط ,ولكن نحن كقوي وطنية سودانية يهمنا التعاون والتعايش السلمي والتعاون حزب الأمة عنده مسئولية كبيرة لأن مناطق التماس والتمازج والتواصل بين الشمال والجنوب هي مكوناته ومناطق قواعده، لذلك عازفين من فترة علي عمل المؤتمرات القاعدية وتأمين وطمأنة الناس والزيارات لهذه المناطق وجودنا ممتد من حدود السودان في إثيوبيا وصولا لإفريقيا الوسطي وهو امتداد وجود قواعد حزب الأمة والأنصار.
هل أنت مع تعزيز مناطق التماس الحدودي بين الشمال والجنوب بجنود أمن دولية لمنع تجدد الاشتباكات؟
- علي العكس هذا لا يعكس إلا المشكلة الموجودة علي مستوي الشريكين وشركائهم الخارجيين، والأفضل أن نتعاون ككل الحكومة والقوي الوطنية وشركاء التفاوض ونحن قادرون علي أن نلعب دورا في طمأنة الأهل والحرص علي عدم تعريض الطرفين عليهم فقط أن يحاولوا استغلال فنحن لدينا قواعد في كل مناطق المواجهة .
وما هي تحديدا طبيعة القواعد الموجودة هناك ؟
-أهل القبائل متروكين لمخاوفهم ولذلك عرضة كبيرة للشائعات والتحريض وغيره مما يكدرهم بالمخاوف لأنها بالنسبة لهم مسألة حياة أهلنا العرب وهم قبائل البقارة الذين يعيشون في الشريط الحدودي بين الشمال والجنوب بيعيشوا في الجنوب 8 اشهر من ال12 شهراً لو حصل أي انفصال بعداوة هما الذين سيموتون لان وسيلة عيشهم ستنقطع، ولحمتهم التاريخية بين البلدين ستنقطع لذلك نسعي علي المستوي السياسي وعلي المستوي الاجتماعي والأهلي بأن نطمئن الناس ونطرح عليهم الوضع الحالي والبدائل، ونخلق حوارات بين القبائل التي تعيش في مناطق المواجهة، أيضا عمنا نداء مهم جدا نؤمن بعضنا البعض في ضوء تصريحات غير مسئولة من عدد من المسئولين الحكوميين تحدثوا عن إسقاط مواطنتهم وكلام كان له تبعات خطيرة، آخرين علي مستوي المسئولية تحدثوا عن الاستعداد للجهاد بالتالي عملنا علي إبطال هذا بكلام مطمئن من المسئولين انه لن نسمح بالتعدي علي حقوقهم وسنطلق حملة تعبئة للإجماع الوطني كله للتعايش السلمي والسلام الاجتماعي كل الناس نعمل عهد نداء والتزام، أن يلتزم كل منا بالمواطنة وينادي الآخرون معه بأن نؤمن بعضنا البعض وعقدنا اجتماعاً محورياً في حزب الأمة مع قوي الإجماع الوطني فيها الحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي والاتحاد الديمقراطي والحزب الشيوعي والناصري و3 من احزاب البعوث من أجل خطة تحرك تعمل علي إرساء هذه الأمور.
كيف تحالفتم وانتم أحزاب ذات مرجعية دينية إسلامية مع الأحزاب الشيوعية ؟
- واقع الامر نحن مختلفون سياسيا وهذا الاختلاف قائم للرؤية التي بها كيف نصلح الوطن وكيف نصلح سياساته لكن الآن الوطن نفسه في خطر فهذا غير مختلف عليه نحاول التواصل من أجل درء هذا الخطر عن الوطن.
هل التدخلات الخارجية كان لها دور في تأزيم الأوضاع الداخلية في السودان؟
- للأسف بدون الحديث عن النوايا والأجندات والمؤامرات نحن من أعطينا الأظافر للكل من أعدائنا حتي يضعوها في جلدنا وبالتالي أدمانا والجروح الآن مليئة بالغرغرينة والوضع خطير وهناك من التآمر الوطني حقيقة الذي يدعم التآمر الخارجي وبفضل التصدع الداخلي والاستقطابات الداخلية بيتمكن أي مخطط دولي من أن ينجح أو ينحصر في أماكن محددة وللأسف إخواننا في المؤتمر الوطني بدأوا يسمعون للعالم كله ولكن لا يستمعون لإخوانهم من القوي السياسية الوطنية في السودان .
وهناك من اللوبيات الكثيرة التي تتكاتف علينا لإضعاف علاقاتنا الدولية وأصبح هناك تخوف عالمي من السودان هذا البلد الكبير الذي غالبيته اسلامية والرابط الأقوي لمناطق بغرب وشرق إفريقيا وبالتالي هو محطة أيضا لأنظار ومطامع الكثير لثرائه بالخيرات والبترول . نعم التدخلات الدولية أضرت بالسودان وكان في أمل كبير نعمل منذ التسعينيات علي ما اسميناه بمحاولة التحفيز الحميد الكل عليه أن يعرف أن لدينا مصلحة مشتركة كسودانيين ومصلحة للعالم والأقاليم حولنا نحاول نوفق كل المصالح بحيث لا نخسر نحن أهل البلد لكن للأسف نحن الآن نعيش اشد الضنك والضيق فهناك انعدام وفساد، والبعد السياسي بيعمل علي إضعاف القوي السياسية السودانية، وكل هذا عمل خلخلة كبيرة جعل أن تقوم في دارفور حركات مسلحة هي أضعف سياسيا لكن أقوي عسكريا.
هل الفعل المسلح بالسودان أصبح هو المدخل الأقوي للفعل السياسي ؟
- نعم هذه حقيقة وواقع لأنه كلما تسلحت القوي أكثر كلما كان عندها صوت سياسي اكثر، وطبعا هذا هو الشكل الفعلي في طيلة السنوات التي مضت والطريقة التي عرفنا بها التهميش كانت السبب والحكومة واتفاقيات السلام وقفت علي أن تجعل القول العسكري المسلح العنيف هو القول الأجدي جاءت المجتمع الوطني بقصر نظر عالج صورة دارفور بشكل جعل الفعل السياسي هو الفعل الأجدي العنيف.
انهيار في البنيان السياسي عملية مسرحية الانتخابات التي لم يعتنوا حتي بأن يكون فيها بعض الذوق الحس أفسح المجال لأن تكون أمريكا هي صاحبة القول الأول في السودان نعم المجتمع الدولي له مصالح في السودان، والسودان قطر غني مهم ومطمع.
وهل أنتم مقبلون علي مرحلة حرب جديدة بين الشمال والجنوب خاصة ان الاستفتاء علي الأبواب ومازالت هناك عدد من أهم القضايا محل الخلاف لم يتم فيها شيء كترسيم الحدود وأزمة أبيي ؟
- بالتأكيد والأخطر من ذلك أن الكثير يتحدثون انه قد تكون الحرب احتمالاً بشكل كبير قبل الاستفتاء وليس بعده الآن في بداية تحركات جنوبا، والبقارة يستعدون، وقد يكون هذا مدخلاً لفتنة كبيرة جدا، والمشكلة الأخطر أن هناك من لهم مصالح في الايقاع وألا يتوصل الشركاء لحل وكثير من المؤشرات تشير للانفصال، والذي سينتج عنه اشكالية اقتصادية للشمال لأن 60 % من موارده تعتمد علي بترول الجنوب، ونتوقع مزيداً من الانعزال السياسي لأن الحل الوحيد الأسهل هو ان يخضعوا الناس بالقوة ويسيطروا عليهم بالحرب، وستكون سياسة جوع كلبك يتبعك هي السائدة.. ومع الأسف يتناسي الجميع المقومات التي يمكن أن يمدنا بها القطاع الزراعي السوداني التي سيبقي وسيظل فكرة سلة غذاء العالم العربي ومازال هناك اصرار علي الاعتماد علي البترول رغم انه يوظف فئة قليلة من الناس .
وما هو موقفكم كقوي معارضة في حالة الانفصال؟
- من سيتحمل عبء وزر الانفصال هو المؤتمر الوطني وحده، هم يتحملون وزر فصل السودان وهذا عبء سياسي قد لا يريدون أن يحتملوه ولكنه واقع حقيقي نحن مقبلون عليه ,لذلك نحن نحاول أن نمنحهم الفرصة لأن نشاركهم المسئولية، وتقدمنا بمقترح لعمل مجلس رئاسي يتكون من رئيس المؤتمر الوطني ونائبه ورئيس الحركة الشعبية ونائبه ورئيس حزب الأمة القومي ورئيس الحزب الوطني الاتحادي، ورئيس الحزب الشيوعي، ورئيس الشعبي، وممثلين للشرق ودارفور، من أجل اتخاذ القرارات السياسية الصعبة بحيث جميعنا نتحمل المسئولية لكن إلي الآن هم يريدون أن يتحملوا المسئولية وحدهم، ومبروك عليهم .
وكل ما نملكه هو أن نعمل ونظل نعمل علي تأمين السودان وضمان العيش السلمي والأمني.
وهل هذا التأمين للسودان من خلال التسلح ؟
- طبعا.
الكثير من الجنوبيين يحصرون مشكلتهم في الدين . انتم شمال مسلم وهم جنوب مسيحي ومتعدد الديانات الافريقية .. ما تعليقك ؟
- الشعب الجنوبي شديد التدين مسلموه ومسيحيوه و أصحاب الديانات الإفريقية شديدو التدين لكن اوافقهم نحن كانت لدينا مشكله في ادارة الكتل ومن اعطي المخول الاكبر للدعوة القويه وولدت كل القوي الجنوبية وبعدها كل القوي الشماليه معاه دعوة اخوان مصر بسبب سياسات هذا الانقلاب انقلاب الانقاذ الغير مسبوق لانه حصل تعدديه في السودان ده كله لصالح نظرة اسلاموية ضيقة.
وكيف يمكن أن تتحقق المواطنة وأنتم تؤسسون الأحزاب علي أساس ديني؟
- ما عندنا أي حزب بالسودان علي أساس ديني .. ونحن علي اقتناع بأن الاسلام الدولة فيه مدنية وليست دينية، ولكن حتي لا ندخل في تقولات نحن في القضايا المصيرية نجد أن العلمانية مسألة فلسفية اتضح انها صعبة التحقيق حتي في البلدان التي أسستها والآن فرنسا أقوي دوله عايشت العلمانية لم تقدر أن تنفي الدين عن الدولة ,ولذلك لديها من الصراعات اليومية أما أمريكا أصلا مسلمة تماما للدين لأنها مجرمة الدولة و الحزب الأكبر في ألمانيا هو الحزب المسيحي الحاكم إذن مسألة العلمانية الفلسفية الآن بالواقع السياسي المعايش الدول المتبنية العلمانية باتت تكبر عليها وعندها مشاكل عديدة وتركيا مثل ,ولنخرج من هذه النظرية العقيمة نحن الإسلام هو مرجعيتنا، لكن ضروري نتفق علي أسس نتواضع عليها قائمة علي المواطنة، وكيف نتصالح مع الآخر وهناك انقسامات بيننا كمسلمين بين أصحاب المذاهب المختلفة الحل ليس في استيراد العلمانية المواطنة هي أساس حقوق المواطنة أساس الحقوق والواجبات وتتمشي تماما مع الاجتهاد الإسلامي، ويتبقي علاقة الدين بالدولة ونحن نرفض أن نستغل الدين في السياسة ولابد الاعتراف بالمجتمع المدني
ونحن لا نستغل الدين في السياسة وهذا وفقا لما منصوص عليه في قانون الاحزاب ونعترف باننا متساوون في المواطنة بغض النظر عن اللون والدين، ولكن هذه المشكلة ذاتها سنقابلها في الدولة الوليدة لانه مازلنا مختلفين الانفصال حل مؤقت يعبر عن غضب من الشمال مازال مواجهين بذات القضايا في الجنوب المنفصل نواجهها بذات القضايا ولا ننكر أن هناك تغولاً باسم الدين الاسلامي علي المسلمين قبل المسيحيين بعنف لاستغلال الدين في السياسة.
ما ضمانات إتمام الاستفتاء بنزاهة ؟ ومادوركم كقوي سياسية سودانية معارضة؟ وما وضع قضية دارفور من الاستفتاء؟
-الضمانات تبدأ بالتطمين الشعبي وما لم يقدر بفعل سياسي ستكون هناك صعوبة وبالنسبة لنا كقوي سياسية .. لا وجود لنا، ليس لنا دور، مساعد الرئيس نافع علي نافع قال مؤخرا انه دفن القوي السياسية وماتت هم يعتقدون بأنهم حفروا لنا قبورنا ودفنونا . وهذا الوضع يتطلب أن يكون هناك تدخل من أشقائنا من دول الجوار كمصر لاقناع المؤتمر الوطني باشراكنا الآن لان الامر لو فلت من ايدينا في السودان ستكون العواقب وخيمة علي الكل.
وبالنسبة لدارفور ما يدور خطير علي مستوي الوضع الإنساني والأمني ولابد من إيجاد مخرج حقيقي ومرتبط بالاستفتاء لأن دارفور لو لم يتم حل ازمته قبل الاستفتاء ستكون القنبلة القادمة التي ستنفجر في وجوه الجميع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.