انتشرت ظاهرة خطيرة بين مزارعي الشرقية هي ري المحاصيل الحقلية بمياه الصرف غير المعالجة رغم قرار رئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة رقم 603 لسنة 2002 الذي يمنع استخدام هذه المياه في ري المحاصيل الحقلية بسبب الاضرار التي تلحق بهذه المحاصيل و بصحة الانسان والحيوان . في الوقت نفسه أكد المزارعون أنهم يقدمون علي تلك العملية منذ عدة سنوات ولم يدلهم أحد علي اضرار هذه المياه وأخطارها وبسبب النقص الشديد في مياه الري في بعض المناطق وعدم وجودها نهائيا في مناطق مثل صان الحجر ومراكز شمال المحافظة. قال" محمد عطية" مزارع ماذا نفعل امام مياه الري التي لا تتوافر علي الاطلاق بالترع والمساقي خاصة في نهايتها مما يضطرنا الي اللجوء لاستخدام مياه الصرف من المصارف غير المعالجة خوفا علي محصولنا من الهلاك بسبب شح المياه مطالبا الحكومة بضرورة توفيرها. اضاف" ابراهيم عبده" مزارع قمنا بدق مواسير ارتوازية لتوفير مياه الري النقية للمحاصيل ولزراعتنا خاصة محصول الارز الذي يحتاج الي كميات كبيرة من المياه و لكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فهي الاخري تجف المياه بها خاصة في فصل الصيف مما يضطرنا الي اللجوء الي مياه المصارف. قال "سعيد موسي" كل المزارعين عانوا الامرين بسبب عدم توفير مياه الري في الترع والمساقي خلال هذا العام و ان توفرت هذه المياه فإنها تتوافر بكمية قليلة جدا ولا تصل الي نهايات الترع او المساقي علي الاطلاق ووقعت معارك طاحنة بين المزارعين الذين تقع اراضيهم في نهايات الترع وغيرهم الذين تقع اراضيهم علي رأس الترع حيث لا يجدون مشقة في ري اراضيهم في حالة توافر مياه الري. قال "رضا محمد" مزارع إن جميع المساقي والترع تحولت الي امكان لتخزين المخلفات الزراعية والقاء القمامة بها لعدم وجود مياه بها في الوقت نفسه نجد هذه المصارف والرشاح التي تستقبل مياه صرف عشوائية تعج بالمياه. تساءل" محمد محمد الشيخ علي" أين دور المرشدين الزراعيين والمسئولين في الصحة والمراكز البحثية الزراعية من هذه القضية ولماذا لا يقومون بتنظيم دورات ارشادية واعلامية للفلاحين لشرح هذه الاضرار حيث تتسبب تلك العملية في اصابة الانسان بأمراض خطيرة. اكد ابراهيم العايدي نقيب فلاحي بلبيس ان الفلاح يلجأ الي هذا الموقف بسبب عدم التطهير الجيد للترع والمساقي وعدم انتظام نوبات المياه و عدم اتساع مأخذ الفتحات التي توصل المياه الي الترع والتي لم تشهد اتساعا منذ عشرات السنين مما يؤديي الي ارتفاع منسوب المياه في الترع الرئيسية في حين تشح في الترع الفرعية. يقول د.احمد انور شاهين رئيس قسم التحاليل الطبية والمناعة بطب الزقازبق تصبح التربة التي تلقي فيها مياه الصرف غير صالحة لزرعة المحاصيل والخضروات والفاكهة لأنه بمرور الزمن تحتوي هذه التربة علي تركيزات عالية من بعض المواد الخطرة الضارة مثل الفلزات الثقيلة ذات الاثر السام والتي تنتقل الي جسم الانسان اثناء تناوله هذه المحاصيل الزراعية كما انها تعمل علي زيادة نسبة الملوحة في التربة الي الحد الذي يجعلها غير صالحة للزراعة لكثرة تواجد الحمأة والنفايات الصلبة بالتربة. اضاف ان المياه النقية تؤدي الي خفض الوفيات عند الاطفال الرضع بنسبة 50%. اضاف ان هذه المياه تتحلل بها معظم الحيوانات النافقة بالأمراض التي يقوم الفلاح بإلقائها بالمصارف مما يؤدي الي انتقال الامراض الي المحاصيل التي تمتص هذه المياه بما فيها من بكتريا وامراض خلال عملية البناء كما ان معظم المزارعين يعتقدون انها تحقق انتاجية افضل. اكد الدكتور" ماجد الاهواني" الاستاذ بكلية علوم الزقازيق بان مياه الصرف غير المعالجة تحتوي عناصر سامة مثل النيكل والكوبالت والزئبق والرصاص والبكتيريا الضارة والطفيليات التي تتسبب في إصابة الإنسان بأمراض خطيرة منها القلب وأمراض الدم والتيفود وفقر الدم عند الأطفال بالإضافة الي انها تقوم بتغيير طبيعة التربة حيث تبقي بها هذه العناصر السامة سنوات عديدة حتي في حالة عدم اللجوء الي الري بهذه المياه يري أن حل هذه المشكلة يكمن في توفير مياه الري الصالحة للزراعة واستنباط اصناف جديدة من التقاوي تستخدم مياها قليلة لزراعتها.