أمام «قدرة الفول الساخنة» يبدأ يومه كما اعتاد على العربة القديمة المتهالكة تجاوره «قِدرة» البليلة الساخنة و«حلة السلطة»، بديع.. هكذا يختصرون اسمه منذ سنوات «عبدالبديع» اسمه القديم لم يعد يتذكره إلا أمام لجان الانتخابات، فهناك يظهر رقمه القومى واسمه كاملاً. يحمل المطعم اسم صاحبه القديم «فول رفاعى» مات الرجل وبقى «اسمه» علامة تميز المطعم عن غيره من المطاعم المجاورة للمشهد الحسينى، ليس لجودة الطعم فحسب، بل لأنه ساحة السياسة فى الحى القديم، المعركة المحسومة فى دائرة الجمالية لا يغيرها ذلك الرجل الخمسينى الذى يتناول إفطاره بيمينه، بينما تقلب شماله فى كتيب الدستور «هتنزل تصوت بإيه» قالها أحد زبائنه بصوت مرتفع، ليرد عليه بديع: «هقول لأ ليه كلنا نعم عشان البلد تمشى»، لا يعرف بديع إلى أين سيسير البلد ولكنه يعلم أنها فى يد أمينة، حسب قول عم صالح «طالما فيها ربنا يبقى مش هتغرق ومصر دى ربنا حافظها»، النقاش حول الدستور لا ينقطع رغم حسم الأمر لدى الجميع، ففى محل «رفاعى» لا صوت يعلو على صوت «نعم» ولكن كان لعمر بائع الخضار المجاور رأى آخر «إحنا كل مرة بنقول نعم مرة عشان الاستقرار ومرة عشان الجنة لا دخلنا الجنة ولا شفنا استقرار يبقى إيه اللى هيفيد بقى». عم «صالح» وعم «على»، رفاق «القدرة» مع عم بديع لن يكون خيارهم هذه المرة هو عدم التصويت كما حدث فى المرات السابقة، مفضلين «رزق اليوم» عن المشاركة فى التصويت فى الانتخابات «كل مرة ما كناش بنسيب رزق عيالنا ونروح البلد عشان ننتخب، لكن المرة دى الحكومة سهلتها علينا وهننتخب فى لجنة فى الموسكى».