يودع الأهالي شهر رمضان 2015 غدا الجمعة، ويستقبلون عيد الفطر المبارك وقد رجح أن يكون الجمعة المقبلة، ومع أيام شهر الصيام اختفت عادات وتقاليد كان يتبعها الأهالي في الأعوام السابقة، ترصدها البديل في هذا التقرير. مسحراتي القرية رصدت البديل اختفاء المسحراتي على غير المعتاد في عدد من قرى المحافظة، أبرزها قرية صفط الخمار مركز المنيا، لعوامل عدة، وبحسب تأكيدات الأهالي لم يدق المسحراتي الدف يوما واحدا منذ بداية شهر رمضان، مرجحين سبب غيابه إلى عدم تولى أحد أبنائه المهمة بعدما كبر مسحراتي القرية صاحب التاريخ الطويل والمعروف لدى الأهالي. وفي قرية الشيخ مسعود مركز العدوة اختفى مسحراتي منطقة غرب القرية، ولم يخرج سوى مسحراتي المنطقة الشرقية من القرية، وذلك بسبب مرض الأول بحسب الأهالي، وعدم تولي أيا من شباب ورجال القرية المهمة بدلا منه. وفسر الأهالي اختفاء المسحراتي من بعض القرى وعدم وجود البديل لأسباب أخرى أيضا أهمها اعتبار الأغلبية أن المهمة تقتصر على الفقراء ومن العيب أن يتولى أبناء العائلات تلك المهمة، حيث يجمع المسحراتي الأموال والأطعمة طوال الشهر وبخاصة في نهايته. الزينة الورق وغابت الزينة الورقة وقد كانت تصنع يدويا بواسطة الورق وتلصق بالعجين بعد تحويل الورق إلى أشكال مختلفة أهمها الفانوس والأهرام والدوائر المدببة، إلا أن معظم شوارع المنيا هذا العام غمرتها الزينة البلاستيكية الجاهزة. عدد من الشباب والصبية التقتهم البديل بمنطقة عزبة الخشابة في مدينة المنيا أوضحوا أنهم فضلوا جمع 5 جنيهات من كل منهم وشراء الزينة الحديثة وهي على شكل مثلثات لكونها توفر الوقت والجهد ولا تحتاج إلا مجهود بسيط لوضعها أعلى الشوارع.الفرقلة الفرقلة مظهر من مظاهر احتفال الأطفال والصبية بالشهر الكريم يتجدد طوال أيام رمضان، فيصنع بعض الأهالي ما يسمى بالفرقلة من الليف الخاص بالنخيل، وهي تشبه العصا وتأخذ شكل الثعبان في رأسها وذيلها يضربها بها الأطفال على الأرض لتصدر صوتا كالكرباج. واختفت الفرقلة هذا العام تماما لأسباب ذكرها الأهالي وتتمحور جميعها في الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، برغم كون الفرقلة غير مكلفة ولا يتعدى سعرها 20 جنيها. الصايمة واعتاد الأطفال والصبية في عدد كبير من قرى غرب المنيا التوجه قبل آذان المغرب إلي المساجد القريبة من منازلهم والضرب على الأرض بالفرقلة مرددين "أذن يا حماده- الصايمة تفطر- قول بسرعة الله أكبر"، ومع نطق المؤذن بأول كلمة يصيحون بصوت مرتفع "هاي هاي" ويهرولون إلى منازلهم. وفي هذا العام اختفت تلك العادة من قرى "صفط الخمار- صفط الشرقية- تله" تماما، ففي تله قال الأهالي إن سبب اختفاء العادة هو إعادة بناء المسجد الكبير بالقرية والكائن على الطريق العمومي، حيث المكان الوحيد الشاهد على تلك العادة، أما في صفط الخمار رجح الأهالي اختفاء العادة إلى عدول الأطفال عنها لغياب الفرقلة. ياميش رمضان وبحسب الأهالي خلت معظم المنازل طوال الشهر من ياميش رمضان لارتفاع سعره بصورة مبالغ فيها، وذكر محمود فارس عيد موظف بشركة المياه إن ارتفاع الأسعار عامة والياميش خاصة جعله يغض النظر ويحارب الغلاء بالاستغناء. اللحمة في أول فطور عدد من الأهالي بسؤالهم عن أهم عاداتهم في أول يوم إفطار قالوا إنهم اعتادوا شراء اللحوم البلدي وبسؤال آخرين قالوا إنهم لم يستطيعوا شراء اللحوم نتيجة ما يعانونه من تفشي الغلاء في كل السلع والمواد وفواتير المياه والكهرباء وإنهم اضطروا لشراء أجزاء الفراخ. وذكر قاطني عشش الحبشي إن الجمعيات الخيرية غابت عن تقديم اللحوم لهم في أول يوم من رمضان كعادتهم في السابق، وبالتالي اختلف فطورهم واعتمدوا على أطعمة أخرى.