يختلف استقبال شهر رمضان فى الفيوم عن باقى المحافظات، فهناك طقوس وعادات لا تتغير رغم ما يستجد من تطورات، فربما يبدأ رمضان فى الفيوم قبل أن يهل هلاله بأيام وذلك من خلال الاستعدادات له.. تبدأ هذه الاستعدادات بداية من الأطفال الذين يستعدون للشهر الكريم بعمل الزينات من قصاصات الورق وتعليقها أمام المنازل وفى الشوارع وأيضاً شراء فوانيس رمضان، ويكون حجم وإمكانات الفانوس حسب حالة أسرته الاقتصادية. وأما استعدادات السيدات فيكون بالنزول إلى الأسواق وشراء السلع والياميش لرمضان وازدحام المحلات التجارية ومحلات العطارين بهن وأيضاً بيع الطيور من أجل شراء سلع أخرى، خاصة أن أغلب سيدات الفيوم يحسن تربية الطيور بالمنازل ويبعنها من أجل الحصول على باقى مستلزماتهن، كما يقومن بشراء المانجو وتخزينها لتكون العصير الأساسى للإفطار فى رمضان وتنظيف المنازل. أما خبز العيش الفيومى الكبير فى القرى فهو شىء أساسى يصنعه السيدات قبل استقبال رمضان، فهم يقومن بعمل كمية كبيرة تكفيهن طوال شهر رمضان نظراً لعناء (الخبيز) أثناء الصوم. وعن رجال الفيوم فيكون استعدادهم لاستقبال شهر رمضان بشكل مختلف، عن طريق تجمع مجموعة من خيرة الرجال فى كل قرية وسعيهم للصلح وانتهاء الخلاف بين أى عائلتين بينهم خلاف أو بين زوج وزوجته أو صديقين تخاصما وحثهم على الصلح من أجل قدوم شهر رمضان. كما يقوم بعض رجال الأعمال بالقاهرة ممن هم أبناء قرى محافظة الفيوم بإرسال أظرف قبل شهر رمضان تحتوى على مساعدات مادية لأبناء قريتهم. وعن استعدادات القيادات فيكون بمجموعة من القرارات والترتيبات لاستقبال شهر رمضان، فقد أصدر الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ الفيوم قراره بإلغاء الموائد الرمضانية الحكومية وتقديمها فى صورة مساعدات عينية للفقراء أيضاً، قرر عمل 42 منفذاً موزعين على مستوى المحافظة من أجل بيع اللحوم والسلع بأسعار منخفضة. كما تقدمت القوات المسلحة ب 30 ألف كرتونة تحتوى على السلع الأساسية للأسر الفقيرة، هذا بالإضافة إلى استعدادات الجمعيات الأهلية والإدارات المختلفة لتنظيم المسابقات وعمل نشاطات خلال هذا الشهر الكريم. رؤية الهلال رؤية هلال شهر رمضان تختلف كثيراً فى الفيوم عن باقى المحافظات، ففى التاسع والعشرين من شهر شعبان، يغادر جميع أطفال وأهالى الفيوم المنازل ويأتى بعض الأهالى بالسيارات النقل والميكروباصات التى تحمل لافتة مدوناً عليها اسم الشخص الذى أحضر السيارة ويجمع فيها الأهالى والأطفال ويذهبون إلى المساجد الشهيرة مثل مسجد عبد الله وهبى بمدينة الفيوم أو مسجد مبارك بسنورس أو مسجد النصر بطامية أو المسجد الكبير باطسا أو مسجد الشيخ عبد العليم بابشواى أو المسجد الشرقى بيوسف الصديق، وبعد رؤية الهلال يجوبون الشوارع بأصوات عالية وهتافات الأطفال فرحة بقدوم شهر رمضان المبارك. السحور الفيومى والمسحراتى رمضان فى الفيوم يعنى الاستيقاظ فى آخر الليل والسحور، والسحور فى الفيوم يعنى المسحراتى. المسحراتى فى الفيوم هو جزء أساسى من طقوس رمضان بالفيوم فرغم اختفاء ظاهرة المسحراتى فى الكثير من المحافظات المصرية، إلا أنه متواجد بشكل أساسى فى رمضان بالفيوم، يتجول فى الشارع بعد الساعة الثانية صباحاً مصطحباً فى يده التى تصدر صوتاً والتى قد تكون (طبلة أو علبة من الصفيح)، ويبدأ فى النداء على كل شخص باسمه (يا حج فلان يا أستاذ فلان قوم اتسحر رمضان كريم). وعن السحور الفيومى، شهر رمضان موسم أساسى لبائعى الفول بالفيوم فبعد الثامنة مساء، تجد الشوارع امتلأت ببائعى الفول كل منهم يصطحب عربته ويجوب الشوارع منادياً (الفول للسحور)، فالفول هو وجبة أساسية فى السحور الفيومى والعيش الفيومى الكبير والجبن والزبادى، أما فى القرى فبجانب طبق الفول فى السحور، تجد منتجات الألبان المصنوعة فى المنازل، بالإضافة إلى البيض. أول مائدة إفطار تختلف أول مائدة إفطار رمضانى فى الفيوم عن أى مكان آخر، وذلك لأن أول أيام رمضان فى الفيوم يغادر 75% من الصائمين منازلهم من أجل الذهاب إلى ال 25% المتبقيين وتناول الإفطار عندهم، لأن ال 75%، هم الأبناء والأحفاد وال 25% هم الآباء والأجداد، فالكل يتناول الإفطار فى اليوم الأول فى (البيت الكبير) الذى قد يكون منزل الجد الذى يتجمع عنده جميع الأبناء والأحفاد أو منزل الأب الذى يتجمع عنده الأبناء أو منزل الأخ الأكبر الذى يتجمع عنده باقى الإخوة، وهذه العادة هى أجمل شىء فى رمضان بالفيوم، لأنها تصل الأرحام وتجدد العلاقات وتجمع الأهل على الخير والحب وتذيب الخلافات. أما طقوس الإفطار فى باقى الأيام فإنه مع أذان المغرب، يشترك الجيران فى المدن فى عمل مائدة رمضانية بسيطة، يقدم كل منهم إليها ما يستطيع من طعام من أجل إفطار عابر سبيل أو فقير. أما فى القرى قبل أذان المغرب يعد كل منزل طبقاً من البلح وعصير التمر، ويخرج به إلى الشارع لإعطاء المارة من أجل الإفطار. أشهر المأكولات والمشروبات أولاً أشهر المشروبات هو عصير المانجو والعرقسوس والتمر. وأشهر المأكولات فى الإفطار الفيومى هى المحاشى وخاصة الكرنب وورق العنب والكوسة، بالإضافة إلى أن الخضار طبق أساسى مثل الملوخية أو البطاطس أو البسلة، وبالنسبة للحوم فأكثر اللحوم الدارجة برمضان بالفيوم هذا العام هى لحوم البط والأسماك. أما أشهر الحلويات فهى الكنافة والقطايف. التراويح أما عن صلاة التراويح فى الفيوم، فالمساجد الكبرى بالمحافظة وخاصة مسجد المعلمين بالفيوم والنور المحمدى بطامية وموسى ميزار بيوسف الصديق والهداية بابشواى تشهد إقبال عدد كبير من المصليين لأداء صلاة التراويح، فأهالى الفيوم يحرصون على الالتزام بأداء صلاة التراويح فى المساجد طوال شهر رمضان، ويختلف إقبال المصلين على المساجد وفقاً لمدى إطالة المسجد فى الصلاة، فالكثير من المصليين يفضلون الذهاب إلى المساجد التى تطيل فى الصلاة، ومن أشهر هذه المساجد مسجد المعلمين بالفيوم والذى يتميز بالإطالة فى صلاة التراويح وقراءة كم كبير من القرآن الكريم ووجود مقاعد لكبار السن ووجود سقى للمياه، ولكن هناك بعض كبار السن الذين يفضلون الصلاة فى المساجد التى لا تطيل فى الصلاة حتى لا يشعرون بالتعب. فانوس رمضان من الطقوس الأساسية أيضاً فى رمضان بالفيوم، هو انتشار الأطفال بالشوارع يحملون الفوانيس ويرددون الأغانى والعبارات المعروفة مثل (وحوى ياوحوى، رمضان جانا غنوا معانا)، ولكن الفرق هو التطور فى كل عام فى شكل الفانوس، فقديماً كان الفانوس الذى يحتوى على شمعة ثم الفانوس الذى يضىء، والآن الفانوس الذى يغنى، والغريب أن الفوانيس التى تغنى كانت فى بدايتها تحتوى على أغانى رمضان المعتادة، أما الآن فظهرت فوانيس تحتوى على أغانى سعد الصغير، كما أن الفوانيس تعبر عن المستوى الاقتصادى للأطفال. الاختلاف فى هذا العام الاختلاف فى رمضان بالفيوم هذا العام يكمن فى الارتفاع الشديد للأسعار، فمثلاً على مستوى اللحوم كانت الفيوم تشتهر بالدواجن ولكن نظراً لارتفاع أسعارها تخلو منها مائدة الافطار هذا العام أيضاً ارتفاع أسعار اللحوم إلى 36 جنيهاً للكيلو الواحد وعلى الرغم من عمل 42 منفذاً من قبل المحافظة لبيع اللحوم بسعر 25 جنيهاً إلا أن هذه المنافذ لم تسد احتياجات المواطنين ولم تساهم فى ضبط أسعار اللحوم. الأنشطة الرمضانية يقوم فرع ثقافة الفيوم بعمل عروض لفرقة الموسيقى العربية والفنون الشعبية وعرب الفيوم البدوية وكورال أطفال الفيوم بقصر ثقافة الفيوم، كما تقوم مديرية الشباب والرياضة بالفيوم بعمل دورات رمضانية بين الإدارات الشبابية على مستوى المحافظة فى ألعاب (كرة القدم وتنس الطاولة والكرة الطائرة) بالإضافة إلى المسابقات الثقافية فى المعلومات العامة والعمل التطوعى المتمثل فى نظافة المساجد. بالإضافة إلى أحياء ليالى الشهر الكريم بإلقاء المحاضرات والدروس الدينية على مستوى الإدارات الرياضية ومراكز الشباب والأندية. سحورهم وإفطارهم فول لابد عندما نتحدث عن طقوس رمضان فى الفيوم، ألا ننسى طقوس الغلابة ممن يعيشون تحت خط الفقر، فوجبة السحور بالنسبة لهم تتكون من الفول، أما وجبة الإفطار تتكون من الفول بالإضافة إلى طبق سلطة، وعن اللحوم فتكون كل أسبوع إذا سمحت الظروف أو إذا ذبح أحد الأغنياء ووزع على الفقراء، وطبعاً لا ينكرون أن هذا أفضل كثيراً من باقى الشهور، فالفول متاح والأغنياء يشعرون بهم. وعن أطفالهم طبعاً لا يشترون الفوانيس، ولكنهم يخرجون إلى الشارع فى المساء، ويسعون خلف الأطفال حملة الفوانيس.