خيمت الأجواء الرمضانية علي المعرض الذي أقامته قاعة "جوجان" للفنون التشكيلية بالزمالك، ويستمر المعرض حتي نهاية شهر رمضان، بعنوان "رمضانيات" بمشاركة 13 فنانا وحيث شارك الفنان محسن شعلان وعصمت دواستاشي ومكرم حنين ومني حسن ويسري القويضي وجيهان ماهر وإيمان حكيم ووحيد القلش وعبد الفتاح البدري، ضم المعرض أعمالا تصويرية ترصد لقطات من الاحتفالات الشعبية الرمضانية، والمظاهر المصاحبة لهذا الشهر والمختزنة في ذاكرة كل فنان، وعبروا عنها بأساليب واتجاهات تشكيلية ومذاهب وتقنيات مختلفة، كما أقيمت جلسة رمضانية أدارتها الفنانة مني حسن مدير القاعة، حول ذكريات الفنانين في رمضان كمصدر إلهام لكثير من الفنانين. تحدث الفنان عصمت داوستاشي قائلا: شهر رمضان هو من أهم الشهور في حياتي الفنية، فقد أبدعت فيه أهم أعمالي الفنية، وأتفرغ فيه للعبادة والصوم والصلاة وللفن والرسم، وأشعر في هذا بحالة من الصفاء والراحة من عناء الحياة وكأني أعيد ترتيب ذاتي، فرمضان موضوع فني ثري لما فيه من رموز ومفردات، مثل جلسات الذكر والتصوف وأنوار المساجد والفوانيس والمسحراتي والمراجيح للأطفال والطقوس الشعبية الدينية، وقد أقمت معارض حول هذا الشهر منها: "رباعيات إسلامية" و"ثنائيات الزخرفية". ومن جانبها قالت الفنانة إيمان حكيم: تأثرت كثيرا في أعمالي بالموضوعات المرتبطة بالبيئة الشعبية، ورغم أنني لم أرسم رموز هذا الشهر مثل الفانوس أو الجوامع بشكل مباشر، فإنني رسمت رقصة التنورة الصوفية الشعبية التي نبعت من فلسفة خاصة، وعبرت عن حوار الحركة ولف الراقص علي إيقاعات الموسيقي، وأبهرتني الحركة الدائرية السريعة للراقص مع تداخل وانسجام ألوان أزيائه، التي تعكس ألوان الطيف أثناء دورانه، وجعلتني مهما رأيت هذه الرقصة في أي وقت آخر أنتظر شهر رمضان لرؤيتها بحس وشاركت الفنانة جيهان ماهر بلوحة تصويرية عن "بائع الفول" الذي يعد مظهرا من المظاهر الرمضانية في البيئة الشعبية، ينتمي العمل إلي الواقعية التعبيرية الإنسانية، مستخدمة الألوان الباردة مع الساخنة في مزيج متكامل مما أضاف علي العمل قيمة جمالية. والفنانة هدي مراد بمذهبها التأثيري شاركت بعمل فني تصويري ركزت فيه علي تأثير اللون وتبسيط في التفاصيل، استوحت الفكرة من الأحياء القديمة، ومن الآثار الفاطمية العريقة المشربيات والحواري والأزقة الضيقة، وبدت المآذن وكأنها قطع كريستالية تداعب السحاب، كما اختارت البساطة في الألوان والتركيز علي شفافية الأبيض وانعكاسه علي المباني بألوانه المائلة للصفرة، وبدت اللوحة كما لو كان الكون كله في رمضان مكون من المآذن المضاءة، وهو تعبير عن إحساس عام بالروحانية والتصوف في هذه الأيام الكريمة. تناول الفنانون في حوارهم شعبيات رمضان ومظاهره التي مازالت موجودة في الأحياء القديمة، بدءاً من أجواء انتظاره وليلة الرؤية والفرحة بالهلال والزينة والأنوار الشفافة التي تغمر كل المآذن وصولا للحظه انتظار مدفع الافطار