"الدف صحاك والعيدية رد جميل.. حياك الله لكل عام".. كلمات يرددها "المسحراتي" على نغمات الدف والطبل أثناء طوافه بشوارع مدينة المنيا بمختلف حاراتها ونجوعها وقراها في ليلة العيد، يجمع من خلالها الهدايا والنقود من المواطنين بعد رحلة شهر كامل من إيقاظهم بنكهة رمضانية راسخة ومتأصلة بوجدان الشعب المصري في ليالي رمضان. يخرج "المسحراتي" ليلة العيد برفقة أحد أبنائه أو ذويه ليساعده في جمع الهدايا التي يصعب عليه حملها وكذلك الأموال التي ينتظرها ك "عيدية" الأهالي له، كما يحملان جوالاً أو كيسًا قماشيًّا لوضع الهديا والأطعمة بداخله. يقول عم "ربيع" مسحراتي شارع ابن خصيب بمدينة المنيا ل "البديل" إن الأهالي يخصصون للمسحراتي في هذه الليلة جزءًا من زكاتهم سواء العينية أو المادية، في صور (أطعمة، ملابس، مقتنيات منزلية كساعة حائط وغيرها)، وهو ما جرت عليه العادة منذ سنوات عمله بالمهنة وما قبلها، وأضاف أن تلك الهدايا تعد حصاد المسحراتي ومكافأته على مجهوداته خلال شهر الصيام. وبسؤال عما إذا كانت مهنة المسحراتي تأخذ طريقها للاندثار أوضح أن المهنة لم تندثر بمرور الزمن؛ لكونها عادة رمضانية راسخة في وجدان الشعب المصري تبعث روحانيات خاصة داخل نفوس المواطنين وتضفي رونقًا وروحًا خاصة في ليالي رمضان، وأوضح أنه ومنذ عامين استدعت ظاهرة انقطاع التيار الكهربي تزايد أعداد المسحراتي. فيما أكد عم "محروس" مسحراتي قرية تلة بمركز المنيا أنه اعتاد في ليلة العيد جمع اللحوم والأطعمة ومحاصيل الزروع والملابس، مشيرًا إلى أن نصيب النقود مما يجمعه يكون محدودًا نظرًا لطبيعة القرية. يذكر أن المسحراتي مهنة موسمية يمتهنها الفقراء يجمعون على أثرها النفحات الرمضانية ونفحات ليلة العيد، ويتعرض ممتهن هذه المهنة إلي التراشق بالألفاظ بعض الشيء من بعض الصبية والأطفال، كما يظل لأكثر من ساعتين يوميًّا في مسيرة ليلية رمضانية بهدف إيقاظ الناس.