ساعات قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم الذي يتميز بعاداته وتقاليده المختلفة التي تجعل من شهر رمضان أفضل الشهور، حيث أن تلك العادات جعلت من شهر رمضان روح تميزه في مختلف الدول العربية. وقد قامت "الفجر" بمحاولة رصد العادات والتقاليد الرمضانية في مختلف الدول العربية. _ مصر نجد استقبال المصريين لرمضان له مذاق خاص وساحر، حيث أن الاستعدادات للشهر الكريم تبدأ من منتصف شهر شعبان حيث يقوم الأطفال والشباب والكبار وحتى الأمهات بتحضير زينة رمضان لتعليقها في الشوارع التي تزين بالأعلام والزينة والفوانيس. كما تستقبل ربات المنازل رمضان بتحضير اللحوم والياميش وقمر الدين، ونجد الأب يقوم بشراء الفوانيس لاولاده سواء كانوا أطفالا أو كبارا كعادة ضمن العادات الرمضانية، ويبدا منذ الليلة الأولى في رمضان ظهور المسحراتي الذي ينادي على المواطنين لينذرهم على قرب أذان الفجر حتى لا يفوتهم السحور، كما نجد عربات الفول تتجول الشوارع حيث أن الفول أشهر أكلة في وجبة السحور المصرية. كما نجد مع قرب المغرب موائد الرحمن مفروشة في الشوارع، ونجد أيضا الكثير من المواطنين المسلمين والمسيحيين يقومون بالوقوف لإفطار المتأخرين على لإفطار في بيوتهم، ونجد المساجد والساحات ممتلئة بالناس لإقامة صلاة التراويح. ومن أشهر المشروبات في شهر رمضان "التمر والصوبيا" وأشهر الحلويات "الكنافة والقطايف"، كما أننا نجد الأطفال بعد الفطار يتجولو الشوارع بفوانيسهم ويقومون بإطلاق الألعاب النارية. وفي الأيام الأخيرة من الشهر الكريم يستعد الجميع لاستقبال العيد فيقومون بشراء الملابس الجديدة وإحضار الكعك والبسكوت. _ المملكة العربية السعودية لشهر رمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني مميز يختلف عن أي مكان آخر حول العالم، حيث يبدأ الاستعداد لرمضان في أواخر شهر شعبان حيث يخصص يوم للاحتفال بقدوم رمضان يطلقون عليه إسم "شعبانيه" أو "شعبنه"، ليجتمع فيه الأهل والأصدقاء والجيران ويتم تقديم جميع الأكلات الشعبية والحلويات، وتمتلئ الشوارع والأسواق بلافتات ولوحات الترحيب برمضان، ويقبل الجميع على شراء أصناف الأطعمة الرمضانية استعداداً للشهر. ويبدأون شهر رمضان بإنتظار رؤية الهلال، ومن عداتهم أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويطلقون عليه "فك الريق" ثم يبدأون في تناول وجبة الإفطار التي تكون عادةً عبارة عن شوربة وسمبوسك وبف، وأصناف خفيفة مثل المعجنات إضافة إلى والعصائر الرمضانية. وبعد الانتهاء يشربون الشاي الأحمر مع الحلويات الرمضانية، ونجد وجبة السحور تشمل الكبسة باللحم أو الدجاج كطبق رئيسي وكذلك الصيادية والتي تتكون من السمك، والأطباق الأخرى الشعبية التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة. ومن أهم العادات الرمضانية في المملكة هي زيارات العائلات والجيران بعد صلاة العشاء، وهناك تقاليد لدى بعض العائلات أن يتم تخصيص إفطار كل يوم من أيام رمضان في منزل أحد أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بمنزل أكبر أفرادها، ويقوم البعض بتوزيع عينات من طعام الإفطار على الجيران، فيتبادل الجميع الأكلات في ما بينهم، هذا وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمي في المملكة، فتقل عدد ساعات العمل ساعة أو ساعتين. _ الجزائر ويتميز شعب الجزائر بسمة غريبة جدا في شهر رمضان، حيث أنهم يبدأون الشهر بطهارة أجسادهم ومنازلهم، حيث أننا نجد على الحمامات إقبالاً كبيراً من العائلات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان للتطهّر واستقبال رمضان للصيام والقيام بالشعائر الدينية. كما أنهم يقومون بطلاء المنازل وتطهير كل صغيرة وكبيرة فيه، وشراء أواني جديدة للمطبخ والتحضيرات الكثيرة لربات المنازل بشراء للتوابل وبعض الأطعمة الجافة للتخزين لاستقبال الشهر الكريم. _ تركيا وفي تركيا نجدهم مع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسميًا تضاء مآذن الجوامع في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر الكريم، وحينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة التراويح و صلاة التسابيح التي يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد، كما أنهم يهتمون اهتمام خاص بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية، إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية .
ومن العادات المتبعة في رمضان خلال موسم رمضان إقامة معرض للكتاب، وعن الأطعمة عادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن، قبل أن يتناولوا وجباتهم الرئيسة، ونجد الشوربة الطعام الأبرز للأتراك في شهر رمضان، والحلويات الشهيرة عندهم في شهر رمضان "الكنافة وللقطايف والبقلاوة والجلاش". كما أن تركيا تنتشر بها عادة الجهر بالفطر، حيث أن الكثير من الشباب عادة ما يفطرون ويصرحون بذلك. _ سلطنة عمان وفي سلطنة عمان شهر رمضان له عادات مختلفة عن باقي الشعوب العربية، حيث أن وجبة الإفطار تكون من أنواع الفاكهة المختلفة والتمور واللبن والعصائر المختلفة، وبعدها يذهبون لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح وعقب الصلاة يجتمع أبناء القرية وشبابها وشيوخها في حلقات يستمعون فيها إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية التي عادة ما تدور حول أفضال الشهر الكريم . ومع اقتراب الساعة من العاشرة مساء تبدأ وجبة العشاء التي تتكون من اللحوم والدواجن والثريد والهريس وأنواع مختلفة من الأطباق الرمضانية، بالإضافة إلى بعض أنواع الحلوى المحلية. كما أن رمضان في عمان يشتهر بالدورات الرياضية، حيث أن كل القرى العمانية تقوم بإعداد بعض الدورات الرياضية التي تشمل العديد من الألعاب الرياضية وحلقات السمر التي يشارك فيها شباب القرية أو المنطقة . _ المغرب وتونس نجد في الشقيقتين العربيتين عادات رمضانية متشابهة مثل باقي الدول العربية مثل الصلاة وقراءة القرأن وغيره، ولكن ما يميز هاتين الدولتين هي شوربة "الحريرة" التي تعد الوحبة الرمضانية التي لا يمكن الاستغناء عنها في الشهر الكريم. _ فلسطين ولا يختلف رمضان كثيراً في فلسطين عن باقي الدول العربية فبالرغم من الاحتلال الإسرائيلي فإن شهر رمضان له عاداته التي لم تتغير، من زيارات للأهل والصلاة في الساحات العامة وقراءة القرأن، ومن أشهر الأطعمة الفلسطينية المقلوبة، وتقدَّم كما هي مع اللبن "الزبادي" أو سلطة خضار. _ لبنان وفي لبنان يستقبل الناس شهر رمضان بالزينة المعلقة في الشوارع وزحام المساجد إقامة صلاة التراويح، ونجد الإفطار يحتوي الأكل الرئيسي فيه على الملوخية الورق مع الدجاج بالإضافة إلى الكبة المقلية، أما بالنسبة للحلويات فالشعيبيات والأرز بالحليب من أهم الأنواع المفضلة، ومن المشروبات المشهورة في لبنان شراب الحساء بجميع أنواعه والفتوش المؤلَّف من الخس والبندورة والخيار والحامض، والبطاطا المقلية والحمص بالطحينة المشهور لبنانياً. _ سوريا ففي سورية يستقبل شهر رمضان المبارك بتعليق لافتات في الشوارع، لتهنئة المسلمين بقدوم شهر رمضان، يكتب في بعضها أهلاً بك يا رمضان والبعض الآخر أحاديث نبوية عن فضل الشهر الكريم، مع تزيين الشوارع بالأنوار والمصابيح، وكذلك بعض مداخل البنايات، كما تطلق الألعاب النارية كمظهر من مظاهر الاحتفال. ومن أشهر أطعمة الفطار السورية نجد التبولة والبطاطا المقلية والفطائر بالسبانخ والكبة النيئة، بالإضافة إلى السنبوسة وحساء العدس المجروش، أما الأكلة الرئيسة ففتة المكدوس، وفي السحور فالطبق الناعم يؤكل عادة وهو عبارة عن رقاقات من العجين ترش عليها دبس العنب والحلويات فالقطايف العصافيري وهي عبارة عن عجينة دائرية تُحشى بالقشطة البلدي ويرش عليها القطر.