موائد إفطار جماعية.. مساجد مليئة بالمصلين.. أكلات رمضانية متنوعة.. تلك أبرز ملامح شهر رمضان فى الدول الآسيوية، وفى الحلقة الثالثة من سلسلة رمضان حول العالم نستعرض مظاهر شهر رمضان فى بعض الدول الآسيوية. البداية فى باكستان، التى تشهد طقوسا خاصة للاحتفال بهذا الشهر الكريم، حيث يتوافد على المساجد الرجال والنساء لأداء صلاة التراويح، ثم ينتشرون فى الأسواق لتجهيز سحور أول ليلة فى رمضان، ومع اقتراب موعد أذان المغرب تمتلئ ساحات المساجد بالمصلين الذين يبدأون إفطارهم بالماء والتمر واللبن، ثم يؤدون الصلاة ويعودون لبيوتهم لتناول الإفطار، فيما يفضل بعض الباكستانيين خاصة فى بعض القرى على الإفطار الجماعى، وعلى مائدة الإفطار الباكستانية نجد العديد من الأكلات المتنوعة أهمها « الباكورا» وهي أصناف من البطاطس والخضراوات المقلية بالزيت، و «سمبوسك» وهي رقائق العجين المحشي باللحم أو البطاطس والخضراوات ، والرقاق باللحم، أما بالنسبة للحلويات الباكستانية فأغلبها يصنع من اللبن الحليب والدقيق الفاخر ولها أسماء عديدة منها « الجلابكم، والكونجابو» وغيرها من الحلويات، إلى جانب الكنافة المعروفة والقطايف. وفى ماليزيا، يستقبل المسلمون شهر رمضان بسعادة شديدة، ويبدأون استعداداتهم لاستقبال الشهر الكريم مبكرا، حيث يقومون بشراء حاجتهم الغذائية، وتحضير المساجد لاستقبال المصلين، وتمتلئ المساجد الماليزية فى هذا الشهر بالمصلين فى جميع الصلوات، لاسيما فى صلاتى العشاء والفجر، ومن عادات مسلمى ماليزيا فى هذا الشهر الكريم، أنه عند اقتراب موعد أذان المغرب يتجمع الرجال والصغار فى المساجد القريبة من منازلهم، فى حين تقوم النساء بتحضير وتجهيز طعام الإفطار، ومع آذان المغرب، يفطر الرجال فى المساجد على مشروب محلى يعدونه مع بعض التمر، ثم يؤدون صلاة المغرب، ويعودون إلى بيوتهم لتناول طعام الإفطار مع عائلاتهم. وتشمل وجبة الإفطار الماليزية العديد من الأطباق المتنوعة، غير أن الأرز يبقى الطبق الأساسى والأهم بين تلك الأطباق، وهم يطهون الأرز بأشكال وأصناف كثيرة، ولكن من أشهر تلك الأطباق « الكتوف» وهو طبق الأرز المحشو داخل أوراق جوز الهند، ومن الأطباق الأخرى « وندنج» وهو طبق اللحم المطبوخ بالبهارات، أما عن الحلويات التى يفضلها مسلمو ماليزيا، فأهمها « آجار آجار» وتصنع من دقيق الأرز وسكر جوز الهند، ومن المشروبات المشهورة فى رمضان « الكولاك» وهو شراب يتناولونه بعد الانتهاء من طعام السحور، ويساعد على تحمل العطش. أما فى تايلاند، فعلى الرغم من الانفتاح الكبير، واختلاط الأجناس والأديان، إلا أن المسلمين هناك يحتفلون بقدوم شهر رمضان مبكرا منذ منتصف شهر شعبان، حيث يقومون بتوزيع الحلوى ومساعدة الفقراء، كما تضاء جميع المساجد بالأنوار، ويوضع عليها العديد من الزينات، ويشتهر مسلمو تايلاند بالعديد من الطقوس الرمضانية الخاصة أبرزها أن الذين يحفظون القرآن بأكمله يحملون على الأكتاف فى مظاهرات فرحة، ويطاف بهم فى الشوارع كقدوة لبقية المسلمين، وتشجيع الشباب على حفظ القرآن، ومن عاداتهم أيضا أنه فى اليوم الأول من شهر رمضان، لابد وأن تدع كل أسرة تايلاندية مسلمة ذبيحة احتفالا بشهر رمضان، حتى أن الأسر الفقيرة تكتفى بذبح أحد الطيور، المهم أن الذبح فى اليوم الأول للصوم عادة تايلاندية منذ سنوات طويلة، أما عندما يحين وقت الإفطار تقرع الطبول الكبيرة. ولا تختلف عادات مسلمى إندونيسيا فى رمضان كثيرا عن باقى الدول الآسيوية، حيث يتجمع المسلمون فى المساجد قبل أذان المغرب، وتأتى الأطعمة من المنازل، ويجلس الجميع بعد صلاة المغرب لتناول الإفطار جنبا إلى جنب، الأغنياء والفقراء، الصغار والكبار، وتنشط فى المساجد دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن، أما عن المائدة الرمضانية، فيوجد العديد من أنواع الأطعمة التى تزين موائد الإفطار، لكن الأرز هو الطعام الرئيسى – مثل ماليزيا- والذى يؤكل مسلوقا أو مقليا، ويمكن تقديمه مع اللحم أو السمك أو الخضار، أو مطعما بالتوابل الحارة فقط.