"تيسلا" مطالبة ب 242 مليون دولار كتعويض عن حادث مميت    "شبكات الكهرباء تحت المجهر".. كيف يصنع استقرار العمود الفقري للطاقة في مصر؟    7 توجيهات من محافظ الوادي الجديد للمسؤولين بعد لقائه عددا من المواطنين    بلومبرج: مكتب التحقيقات الفيدرالي أخفى اسم ترامب في وثائق قضية إبستين    فلسطين.. جيش الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية نحو مدينة قلقيلية من مدخلها الشرقي    سون هيونج يعلن رسميا رحيله عن توتنهام    مواعيد مباريات اليوم السبت 2 أغسطس 2025 والقنوات الناقلة    قفلوا الشارع وأصابوا 13 شخصا، لحظة مشاجرة عمال كافتريات على الزبائن في سوهاج (فيديو)    محافظ سوهاج يزور مصابي حريق مطعم ميدان الشبان بالمستشفى ويأمر المسؤولين برفع حالة الطوارئ (صور)    كسروا الشارع وأرعبوا المارة، قرار عاجل من محافظ سوهاج بعد مشاجرة عمال محال تجارية على الزبائن    الهضبة يوجه رسالة خاصة إلى عمرو مصطفى في حفله بالعلمين ومحمد لطفي يقتحم المسرح (فيديو)    وفاة والد معتمد جمال مدرب الزمالك السابق    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    «خدوا بالكم منه».. إعلان عودة معلول ل الصفاقسي يهز مشاعر جماهير الأهلي    بعد حمدي فتحي.. بيراميدز يصرف النظر عن صفقته الجديدة    أسعار الفراخ والبيض في أسواق وبورصة الشرقية اليوم السبت 2-8-2025    سعر الأرز الشعير والأبيض اليوم السبت 2-8-2025 في أسواق الشرقية    انتخابات مجلس الشيوخ 2025.. هل يوم الإثنين إجازة رسمية؟    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. قائمة الكليات المتاحة لعلمي علوم ورياضة ومؤشرات الحد الأدنى    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. رابط تسجيل اختبارات كليات الهندسة والحاسبات والتجارة والزراعة (المنهج)    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    تشميع محال وإحالة الواقعة للنيابة.. محافظ سوهاج يتخذ إجراءات رادعة بعد مشاجرة "حي شرق" – صور    بينهم طفل ..إصابة 3 من أسرة واحدة في حادث مروري بالوادي الجديد    إصابة 4 بينهم طفلان في تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    مسلّح يفتح النار داخل حانة بمونتانا ويقتل 4 أشخاص    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب أفغانستان    3 أرقام مقلقة من وديات الزمالك قبل أسبوع من انطلاق الدوري    تشيع جنازة عريس لحق بعروسه بعد ساعات من وفاتها بكفر الشيخ    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    يونس: محمد شحاتة قادر على التطور.. وأول 10 مباريات فاصلة للزمالك في الدوري    نجاح علاج انسداد الشريان الحرقفي بمستشفى شرق المدينة بالإسكندرية    ما هي واجبات أعضاء مجلس الشيوخ؟.. القانون يجيب    محافظ سوهاج يقرر غلق محلين بسبب مشاجرة بعض العاملين وتعطيل حركة المواطنين    وزير الزراعة: أسعار الدواجن في انخفاض مستمر.. والأعلاف تراجعت 2000 جنيه للطن    مصر ترفع رصيدها إلى 91 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    عبدالمنعم سعيد: الدمار الممنهج في غزة يكشف عن نية واضحة لتغيير هوية القطاع    كما كشف في الجول – النجم الساحلي يعلن عودة كريستو قادما من الأهلي    الإخوان : وقف نزيف الحرب على غزة لن يمر عبر تل أبيب    الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    عمرو دياب الأعلى استماعا خلال شهر يوليو على أنغامي (صور)    حدث بالفن| كارثة بسبب حفل محمد رمضان ومطرب يلغي حفله في الساحل حدادًا على المتوفي    روسيا ومدغشقر تبحثان إمكانية إطلاق رحلات جوية بمشاركة شركات طيران إقليمية    كواليس من محاكمة صدام حسين.. ممثل الدفاع: طلب جورج بوش وتوني بلير لهذا السبب    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    وصول دفعة أطباء جديدة من عدة محافظات إلى مستشفى العريش العام    ترامب: نشرنا غواصتين نوويتين عقب تصريحات ميدفيديف "لإنقاذ الناس"    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    الأسهم الأوروبية تتكبد خسائر أسبوعية بعد أسوأ جلسة منذ أبريل    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرزاق رمضان
نشر في المساء يوم 26 - 07 - 2013

شهر رمضان كريم فعلا. ففيه تظهر بعض المهن التي تدر أرباحا علي أصحابها. كما يزداد المكسب لبائعي بعض السلع الغذائية.
في رمضان يظهر باعة الفوانيس والمخللات والكنافة والقطايف.. ويزداد الإقبال علي شراء الليمون والبلح والنعناع.
أرزاق رمضان واسعة.. فليت كل الشهور "رمضان".
السوبيا مصدر للدخل.. بسوهاج
سوهاج - محمد حامد:
أكد الشيخ عزت قبيصي - أحد أشهر بائعي الفول أن طبق الفول وجبة أساسية للجميع وهو شيء مقدس ويزداد الإقبال عليه بصورة كبيرة في شهر رمضان ولهذا نعد لهذا الشهر قبلها بأسابيع. وقال أقوم منذ الصباح يوميا بتجهيز "قدرة" الفول. حيث أتركها علي النار لمدة ساعات حتي تنضج بشكل جيد ثم أحضرها إلي الشارع من خلال عربة صغيرة. مشيرا إلي أن الأهالي اعتادوا علي رؤيته في رمضان يجوب الشوارع من خلال تجهيز الأكياس للراغبين في الشراء لبيع كمية الفول التي يقوم بتصنيعها وأن بيع الفول في رمضان يتخلف عن بقية أيام السنة. ففي رمضان يكثر بيع الفول في أكياس صغيرة يباع أقلها بجنيه.
أضاف أحمد إبراهيم "خياط" أنه مع قدوم شهر رمضان يعد العدة للمبيت في المحل للضغط الشديد عليه من الزبائن حيث لا يجد وقتا أو راحة لكثرة الطلبات والإقبال الشديد من المواطنين علي تفصيل ملابسهم الجديدة. خاصة أن أحد أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر هو ارتداء الملابس الجديدة خاصة الجلباب البلدي الذي يشغل حيزا واهتماما كبيرا من مواطني سوهاج.
ويقول محمد صابر محمود "بائع كنافة": لاأبيع الكنافة إلا في شهر رمضان وهذه عادة سنوية أقوم فيها بنصب العدة لعمل الكنافة يوميا حيث يزداد الإقبال عليها من الزبائن لدرجة أنني أعمل فيها قبل الإفطار وحتي السحور. وهي من الوجبات التي يحرص كثير من المواطنين علي تناولها وتجد إقبالا كثيرا في هذا الشهر الكريم والكنافة من أشهر مأكولات رمضان لدي السوهاجيين.
ويستغل بعض أصحاب المحلات بسوهاج فرصة الشهر الكريم وبه في إحضار الفوانيس وبيعها. خاصة أن الكثيرين من المواطنين يعتبرون أن فوانيس رمضان مظهر من أهم مظاهر هذا الشهر الفضيل. يقول عنه أحمد "أحد بائعي فوانيس رمضان" إن شهر رمضان اعتبره موسما أبيع فيه الفوانيس والإقبال عليها يكون كثيرا وإن اختلفت أشكال الفوانيس وألوانها.
أوضح نجم الدين دياب "بائع مخللات طرشي" أنها تلقي رواجا شديدا في شهر رمضان. فتبدأ المحلات الخاصة ببيع الطرشي الاستعداد للشهرالكريم قبله ببضعة أشهر. لتخليل الأنواع التي تحتاج لوقت طويل. مثل الليمون والزيتون والبصل والجزر. مشيرا إلي أن هناك زحاما شديدا يصاحب عملية البيع وأنه يجلس في المحل وأمامه براميل المخللات بأنواعها. حيث يتسابق الصائمون علي شرائها لتكون علي موائدهم الرمضانية.
ويشير عبدالرحيم علي عطعوط إلي أنه ينتظر شهر رمضان بفارغ الصبر لبيع عصائر "السوبيا البوظا" التي تعود علي بيعها في شهر رمضان. وحرص الكثير من أهالي قرية الديابات علي تناولها يوميا عقب الإفطار مباشرة وهي مشروبات تجد إقبالا كبيرا عليها. بل إن بعض المواطنين يشددون عليه قبل شهر رمضان. بأن يحضر لهم كل يوم سواء السوبيا أو البوظا أو الاثنان معا. فشهر رمضان عنده فرصة مناسبة يستثمرها لبيع تلك العصائر ليدر عليه ربحا وفيرا.
أما أحمد توفيق "مسحراتي" يؤكد أن تلك المهنة التي لا تكون إلا في رمضان حيث الجملة المشهورة "اصحي يا نايم.. وحد الدايم.. رمضان كريم"وهي إحدي الطرق لإيقاظ المسلمين من نومهم لتناول السحور. إيذانا ببدء صيام يوم جديد. حيث يمسك بيده الطبلة وفي اليد الأخري العصا أو الخشبة يطبل بها في رمضان وقت السحور. وهناك من المواطنين من يخرج من بيته لإعطائه حلوي أو مبلغا ماليا وأحيانا ينادي هو علي أصحاب البيوت بأسمائها أو بأسماء أبنائها الأطفال الصغار.
تجارة البلح رابحة.. بالأقصر
الأقصر - عمر شوقي:
يقول محمد صلاح عبدالكريم ا الأقصر لا تختلف عن غيرها من المحافظات في المهن والأعمال التي تظهر في رمضان وتختفي بعد انتهاء الشهر. فتجار البلح والياميش وبائعو الكنافة والقطايف وأصحاب محال عقود الزينة والفوانيس وبائعو المشروبات والمرطبات وغيرها من المهن التي تنتشر في هذا الشهر ويكون الإقبال علي شراء منتجاتها متزايدا.
أضاف أن هناك مهنا تعيش أزهي أيامها في الشهر الفضل من حيث الإقبال عليها. فيما تعاني مهن أخري من الشلل بسبب ضعف نشاطها الاقتصادي كالمطاعم والكافتيريات وتتأرجح العديد من المهن خلال الشهر بين الانتعاش والرواج.
أوضح عبدالناصر أمين "تاجر بلح وتمور" أنهم كتجار ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر لما يكون فيه من إقبال علي شراء البلح والتمور بكثافة. مشيرا إلي استفادة ملايين المواطنين من تجارة البلح حيث يعمل أكثر من 40 عاملا خلف تاجر البلح منهم القطاع الذي يقوم "سباطة" البلح وتتراوح يوميته ما بين 150 إلي 200 جنيه. بالإضافة إلي العمال الذين يقومون بتصفية البلح وتنقيته وتتراوح يوميتهم ما بين 30 إلي 50 جنيها وأيضا عمال النقل والمشال وخفر حراسة البلح في الصحراء. فضلا عن كبار تجار وكالات البلح في مناطق العبور وطنطا والمنصورة والبائعون في مختلف أسواق مصر.
أضاف أن البلح ثلاثة أنواع منها الشعبي أو الشاميات متوسط سعر الكيلو منه 5 جنيهات. وأيضا البلح البريمو ويتراوح سعره من 8 إلي 10 جنيهات والسكوتي 10 جنيهات. مشيرا إلي أن عملية تخزين وتنقية البلح تتطلب مجهودا شاقا بداية من شراء النخلة من صاحبها بسعر يتراوح من 100 إلي 500 جنيه حسب كل نخلة مرورا بعملية القطع والتحميل والتنقية من السبائط وفرشه في الصحراء وتبخيره وأخيرا تعبئته داخل الأجولة وشحنه إلي وكالات البلح. وأنه يتم التخلص من البلح المسوس بحرقه أو استعماله كطعام للمواشي.
أشار حجاج مدكور "تاجر غلال" وصاحب محل عطارة. إلي أن شهر رمضان ينتشر خلاله عدد من المهن التي ينتظر أصحابها بفارغ الصبر حلول شهر الصيام من أجل جني بعض الأرباح المالية. من قبيل بيع الحلويات وأواني الخزف. غير أنه بالمقاب يضع أصحاب مهن أخري في عسرة من أمرهم. بسبب عدم رواج أنشطتهم. مثل المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية.
أكد أن أهم السلع التي يقبل عليها المواطنون لديه هي البلح ويتراوح سعر الكيلو منه من 8 إلي 20 جنيها وجوز الهند من 16 إلي 20 جنيها والفول المدمس من 6 إلي 8 جنيهات وأيضا التين المجفف "الخشاف" والفسدق والزبيب. بالإضافة إلي زيادة الطلب علي المشروبات كالتمر الهندي "العرديب" والعرقسوس والحلبة الناعمة.
أضاف عبدالعزيز أبوالمجد أن الأقصر تشتهر بمحلات الخياطة والحائكون المهرة للجلباب البلدي والأزياء الصعيدية التقليدية. وهذه المهنة تنتعش بشكل واضح خلال شهر رمضان. نظرا لإقبال المواطنين علي شراء الأقمشة لحياكة وتفصيل "الجلابية" البلدي التي يتم ارتداؤها يوم العيد. مشيرا إلي أن كل أصحاب المهن التي تنشط في رمضان يتمنون ألا ينقضي الشهر طيلة الدهر. بسبب ما يجنونه من مال في هذا الشهر تحديدا.
وإلي جانب تلك المهن تنتشر أعمال وحرف أخري في رمضان كبائع الطرشي والمخللات وصانع الزبادي وبائعو عصائر "العرقسوس والسوبيا" والحلويات كالكنافة والقطايف وغيرها.
ركود في سوق الزينة.. ببورسعيد
بورسعيد- طارق حسن:
تشتهر بورسعيد ببعض المهن التي يصبح أصحابها نجوماً خاصة في شهر رمضان الكريم ويزداد الطلب علي هذه المهن مثل الحلوانية وبائعي الفوانيس والزينة والعصائر بالاضافة الي صنايعي شي الأسماك التي تشتهر بها المدينة.
يقول حسن محمد الطنطاوي "حلواني": ورثت هذه المهنة عن والدي الذي كان يعمل عند أشهر حلواني في بورسعيد يسمي "حسن الغزل" عام 58 وكنت أعمل لديه صبياً أحصل علي جنيه في الشهر وشربت الصنعة وحبيتها وفي الهجرة فتحت محل حلواني في طنطا حتي أصبحت صنايعي شاطراً في عمل القطايف والكنافة وبلح الشام وشرب مني الصنعة أولادي فوقفوا معي في دكان الكويت الذي اشتريته ب 12 جنيها فقط بعد مجيئنا إلي بورسعيد من التهجير عام 75 بالصدفة عندما رأيت الناس واقفة في طابور طويل سألت احد الواقفين هي ايه الحكاية؟ فقال محلات الكويت فدخلت في الطابور ولم يكن معي سوي 12 جنيها واستلفت من أحد الواقفين نصف جنيه والحمدلله.
أضاف جمعة محمد علي "حلواني": هناك اقبال شديد من المواطنين علي شراء الحلويات وخاصة بلح الشام والقطايف وفي الايام العادية تشتهر بورسعيد بالسمنية والزلابية وطبعا هذه المهنة تحتاج عدداً كبيراً من الصنايعية وهم عادة من خارج بورسعيد.
أشار فؤاد عبدالسلام "بائع فوانيس" قائلاً: هذه المهنة نمارسها فقط شهر واحد في السنة هو شهر رمضان في بدايته وقبله بحوالي اسبوعين نبيع الفوانين بأنواعها وخاصة الفوانيس الصيني المستوردة بأشكال مختلفة وتتراوح أسعارها من 20 حتي 50 جنيها.
أحمد أحمد عبده مناع "صنايعي شي أسماك" أضاف: أصوف في رمضان رغم ان الصنعة شاقة جدا وخاصة في فصل الصيف و"الواقفة" أمام النار صعبة جدا وتحتاج إلي سوائل كتير لكن ربنا بيقدرني وإفطاري كله علي الميه والعصائر.
الفوانيس اليدوي تكسب.. في المنيا
المنيا- مصطفي عبيد:
الاحتفال بأيام وليالي شهر رمضان بمحافظة المنيا عروس الصعيد لها طابع خاص هذا ما أكده الحاج حسين ابراهيم محمد بالمعاش بان شهر رمضان يتميز ببعض المهن التي تزداد نشاطها مثل الطرشجي والمسحراتي وبائعي الفوانيس والعصائر والفول المدمس وكلها مهن يشتهر بها شهر رمضان ولكن هناك فرقا كبيرا بين رمضان زمان والحاضر من حيث الطعم والمظهر وأقول مضي الزمن الجميل بحلاوة رمضان.
ويقول حسن خميس بائع فول مدمس بحي غرب مدينة المنيا ان مائدة السحور بالصعيد لا يمكن ان تخلو من طبق الفول المدمس والزبادي وأكد انه يبدأ باستقبال الزبائن بعد صلاة التراويح حتي وقت السحور ويأتي الزبون ومعه الوعاء لأخذ الفول وخصوصاً في المناطق الشعية ويقول انه حزين جداً لارتفاع سعر الفول أخيراً الذي وصل 8 جنيهات لكيلو الفول البلدي والزبون يأخذ فول باثنين جنيه يكفي 3 أفراد.
أكد طه محمد صاحب محل عصائر ان شهر رمضان وخصوصاً هذا العام بسبب شدة الحرارة يحتاج الصائم الي كمية كبيرة من العصائر والاقبال عليها قبل موعد الافطار كبير وخصوصاً عصائر الاعشاب الطبيعية مثل العرقسوس والتمر هندي والخروب والدوم والكركديه وغيرها وصناعة العصائر تحتاج إلي خبرة وصنعة.
أكد فضل أحمد بائع الكنافة والقطايف ان عمل الكنافة والقطايف من أهم مظاهر الشهر الكريم وانه يقوم بصناعة الكنافة والقطايف ليس بغرض الرزق ولكن ليشعر بالجو الرمضاني من خلال هذه الصناعة وهي الكنافة الرش ويلقب عليها الكنافة البلدي والكنافة البلدي لها زبون والكنافة الآلي التي تباع في السوبر ماركت لها زبون.
أضاف محمود حسين أحمد بائع فوانيس قائلاً ان صناعة وبيع الفوانيس من المهن التي تلاقي رواجاً في الشهر الكريم ولكن هذا العام لاحظنا ارتفاع كبير في أسعار المواد الخام لتصنيع الفوانيس.
أكد ان الفانوس النحاس عاد من جديد هذا بالرغم من تواجد الفانوس الصيني الذي يردد "وحوي وحوي" وبعض الأغاني الرمضانية ولكن عاد الاقبال علي الفوانيس المصنوعة يدوياً من جديد.
قال الحاج محمود ان مظاهر الاحتفال برمضان تتم من خلال الاضاءة والانوار والزينة التي كانت تملأ شوارع المنيا لكنها قلت هذا العام بسبب الظروف الصعبة التي تشهدها مصر ولكن هناك اقبالاً من أهالي القري علي الفوانيس المصنوعة يدوياً.
أكد حمدان حسن "مسحراتي" ان مهنة المسحراتي اختفت من الاحياء الراقية هذا العام بسبب الظروف التي تعيشها مصر وغياب الامن ولكنها مازالت موجودة بالاحياء الشعبية وضرورية لانها تعتبر من عاداتهم وتقاليهم فهي من التراث الذي يميزها في شهر رمضان ومن خلال المسحراتي وطبلته.
أكد الحاج عاشور عبدالفتاح ان من المهن السيئة التي تزداد في شهر رمضان هي ظاهرة التسول التي تملأ شوارع المنيا وأمام المساجد والتي تتنوع في أساليبها في التسول والخداع مستخدمين عطف المواطنين وخصوصا في الشهر الكريم بمزاولة التسول بصورته السلبية وواضحة أمام المساجد وعلي الكباري والشوارع رغم الحملات المكثفة للحد من هذه الظاهرة.
الكنافة أفضل من الميري بأسوان
أسوان - عصمت توفيق:
يقول علي قناوي - بائع سوبيا - إن الصائمين يقبلون علي شراء مشروب السوبيا بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان. لأنه مريح للمعدة ويساعد علي الهضم. علاوة علي طعمه اللذيذ بالنسبة للكثيرين.
أضاف أنه يعمل في بيع السوبيا منذ حوالي 20 عاما لدرجة أن البعض يطلق عليه اسم "علي سوبيا" وخلال شهر رمضاني حقق مكسبا معقولا يساعده في الإنفاق علي أبنائه. موضحا أن بيع السوبيا يعتبر مصدرا للرزق بالنسبة للعديد من الشباب الذين يقومون ببيع السوبيا أو المشروبات الأخري مثل: الكركديه والتمر هندي في الأسواق والشوارع الرئيسية طوال شهر رمضان.
أوضح رجب عيد - موظف - أنه يمتلك فرنا لصناعة الكنافة. وحينما يأتي شهر رمضان يحصل علي إجازة من وظيفته لمدة شهر ويقوم بوضع هذه الفرن في أحد الشوارع الرئيسية ويبيع الكنافة للمارة. علاوة علي توزيعها بنظام الجملة علي محلات البقالة. مشيرا إلي أن المكاسب التي يحققها من بيع الكنافة والقطايف في شهر رمضان تعتبر أفضل بكثير من راتبه الشهري طوال العام في الوظيفة الميري.
أضاف أنه عقب انتهاء شهر رمضان يقوم بإزالة فرن الكنافة من الشارع ويضعها في المخزن انتظارا لرمضان القادم. لأن الغريب أن المواطنين يتناولون الكنافة بشكل شبه يومي في شهر رمضان فقط. بينما لا يقبلون علي شرائها في باقي شهور السنة.. وقال حلمي خميس - بائع: إنه اعتاد بيع المخللات أمام منزله طوال شهر رمضان منذ سنوات طويلة. حيث تزداد حركة البيع في الفترة ما بين العصر إلي المغرب. موضحا أن شراء المخلل يعتبر عادة يوميا لبعض الزبائن طوال شهر رمضان في حين أنه لا يري هؤلاء الزبائن في باقي شهور السنة.
أضاف مصطفي عادل أبوبكر - تاجر بلح - أن الأهالي يقبلون علي شراء البلح خلال شهر رمضان. لأنه وجبة أساسية علي مائدة الإفطار. موضحا أن الكثيرين يقبلون أيضا علي شراء الكركديه والدوم والخروب التي يصنع منها العصائر المختلفة في شهر رمضان خاصة. وأن الإقبال علي العصائر يكون أكثر من تناول الأطعمة.
وأشار أحمد عبدالعزيز - عامل - إلي أن عملية بيع عصير القصب تزداد بشكل ملحوظ في شهر رمضان. علاوة علي بيع المشروبات المثلجة الأخري مثل الكركديه والتمر هندي. حيث تشهد محلات بيع عصير القصب زحاما شديدا من الأهالي طوال شهر رمضان. خاصة قبل أذان المغرب.
أضاف درويش محمود - بائع فول - أن الأهالي يحرصون علي تناول الفول بصفة يومية في وجبة السحور طوال شهر رمضان. موضحا أن مواعيد بيع الفول تختلف قليلا في شهر رمضان وتكون في الفترة من قبل الافطار وحتي قبل السحور. أما في باقي شهور السنة فيكون في الصباح الباكر.
أكد أحمد صادق - مبيض محارة - أن معظم العاملين في مجال المعمار والبناء يعانون من البطالة شهر رمضان. لأن معظم الأهالي يؤجلون عمليات التشييد والبناء لحين انتهاء رمضان. موضحا أنه يرفض العمل تماما خلال هذا الشهر. إذا أتيحت له الفرصة. لذلك لأنه يجد صعوبة كبيرة في العمل وهو صائم ولا يرضي أن يفطر يوما في رمضان. ولكن في نفس الوقت يضطر بعض العمال إلي الإفطار في شهر رمضان بسبب عدم تحملهم للعمل الشاق وهم صائمون. علاوة علي وجود مصدر رزق آخر لهم بخلاف المعمار.
وأشار أحمد علي "موظف" بأن جميع المطاعم والمقاهي تغلق أبوابها في نهار شهر رمضان ولكنها تحقق بعض المكاسب ليلا.
رواج الليمون والنعناع.. بالبحيرة
البحيرة - كارم قنطوش:
تقول الحاجة كوثر عبدالحفيظ إبراهيم - أشهر بائعة للخضار داخل سوق البندر بدمنهور - إن هذا الشهر كله خير وبركة والكل يتراضي فيه. اللي حاله واقف طول السنة. العجلة تدور معاه في هذا الشهر.
أضافت: أبيع الخضار للأهالي وأمام محل أشرف شاهين "جزار" الناس في رمضان تفضل تناول طواجن خضار وورق باللحم. هذا الجزار سحب مني الخضار ودارت العجلة عندي وفي نفس الوقت دارت عنده وعقب ذلك يرسل الطواجن وورق اللحم إلي فرن مكي المجاور له وهذه هي بركة رمضان.
أما الشقيقان عادل وحسن فاروق بحيري "بائعا ليمون" فيقولان جميع شهور السنة نبدأ البيع من العاشرة صباحا حتي السابعة مساء. أما في شهر رمضان فيمتد البيع حتي الواحدة من صباح اليوم التالي. مؤكدين أن هذا الشهر من أفضل الشهور لديهما. حيث يوفر لهما "خميرة" تساعدهما في باقي شهور السنة.
ويقول جمعة سعدالله - الشاب الجامعي - الذي نزح من إحدي قري مركز دمنهور "منشاة الأوقاف" بعد أن ضرب عرض الحائط بالوظيفة الميري واستقطع مساحة متواضعة بأحد شوارع السوق لبيع الأدوات المنزلية. يزداد إقبال الأهالي علي الشراء في هذا الشهر من دوارق المياه والعصائر والأطباق وصواني المأكولات. مؤكدا أنه يرضي بالربح القليل ويتهاون مع زبائنه الذين يثقون به ولا يفاصلون معه في البيع.
أوضح بائع النعناع مجدي جنيدي الذي يصطحب معه طفلته "آية" لتساعده في البيع بسبب ضعف بصره أن الأهالي يقبلون في هذا الشهر علي شراء النعناع لقيام العديد منهم بإدخاله مع عصير الليمون. مؤكد أن العائد ليس وفيرا. لكن البركة من الله تعم.
أكد الحاج محمد شعبان عاصب - صاحب أشهر محل لبيع الفول بشارع الصاغة - أن هذا المحل يعرفه جميع أهالي دمنهور وجميع مدن وقري المحافظة الذين يتوافدون علي دمنهور يوميا وأغلبهم لا يعود إلي منزله إلا بعد شراء الفول المدمس لأسرته. وفي شهر رمضان يزداد الإقبال علي الفول المدمس الذي لا يخلو منزل منه في وجبة السحور وهناك العديد من الأهالي يفطرون عليه.
أضاف أن لهذا الشهر بركة كبيرة علي الجميع ونحن لا نسعي إلي الربح بقدر السعي لرضاء الزبائن وهو ما تعلمناه من الآباء والأجداد.
اختفاء أكلات "التيك أواي".. بالإسكندرية
الإسكندرية - مرشدي عبدالنبي:
شهر رمضان بالإسكندرية شكل تاني.. حيث تنتعش مهن وحرف عديدة منها الكنفاني وتجار الفوانيس والمثلجات والألبان والمكسرات والتمور والصواريخ بينما تغلق محلات التيك أواي أبوابها لعمل إصلاحات بمحالها.. مهنة المسحراتي شبه منقرضة ولا يظهر المسحراتي إلا في المناطق الشعبية.
يقول علي محمود "تاجر فوانيس": أسعار الفوانيس هذا العام مرتفعة الثمن لذلك قل الإقبال عليها.. وأشار إلي أن الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد جعلت المواطنين يتغاضون عن شراء الفوانيس لمتابعة الأحداث. وتمني عودة الاستقرار والهدوء لمصر.
يقول عم محمد "بائع مثلجات": أحضر كل عام من الصعيد إلي الإسكندرية لبيع العرقسوس المثلج ولي زبائن تنتظرني كل يوم في مناطق العطارين ومحرم بك. وأكد أن أكبر المشاكل التي تواجهه هذا العام هي ارتفاع سعر بلاطة الثلج التي وصلت 10 جنيهات نظرا لكثرة بائعي المثلجات.
يضيف محمد السيد "صاحب مقهي": أقوم بعمل مشروبات مثلجة قبل الإفطار مثل الخروب والسوبيا والتمر الهندي وأبيعها ب 2.5 للكيس أما السوبيا فالكيس ب 6 جنيهات.. وأشار إلي أن الإقبال يزداد علي المشروبات قبل انطلاق مدفع الإفطار بساعة واحدة وأحمد الله لأني أبيع كل الكمية التي أنتجها في جميع أنواع المشروبات.
محمد خير "كنفاني" يؤكد أن ارتفاع أسعار الدقيق جعلته يرفع سعر كيلو الكنافة والقطايف من 6 إلي 8 جنيهات للكيلو والرقاق إلي 10 جنيها.
أضاف أن مشكلة انقطاع الكهرباء تعد كبري المشاكل التي تواجهه هذا العام فضلا عن قلة العمالة المهرة التي تستطيع عمل خلطة العجين.
أكد عبدالحميد محمد "تاجر ألبان" أن جميع منتجات اللبان ارتفعت هذا العام بنسبة 20% لدرجة أن الزبادي التي كانت تباع ب 150 قرشا وصل سعرها إلي200 قرش والجبن التركي وصل 44 جنيها. أشار إلي أن الجبن الأبيض والزبادي وجبة أساسية علي مائدة سحور الإسكندرانية لذلك يزداد الازدحام علي محلات اللبان بعد صلاة التراويح.
محمود السيد "تاجر مكسرات" قال: ارتفاع أسعار المكسرات هذا العام تسبب في انخفاض القوة الشرائية للنصف فالزبون الذي كان يشتري كيلو من كل نوع من عين جمل وبندق ولوز وكاجو أصبح لا يشتري إلا نصف كيلو حتي لا تنقطع العادة التي اعتاد عليها أمام أولاده وطالب مسئولي الدولة بإلغاء الضرائب علي المكسرات.
يقول علي منصور "تاجر تمور": أسعار التمور ارتفعت هذا العام بزيادلة 4 جنيهات للكيلو وزاد الإقبال علي بلح السكوتي الذي يباع ب 16 جنيها.
انتشر بشكل كبير هذا العام بائعو الصواريخ والألعاب النارية. فلا تخلو منطقة سواء شعبية أو راقية من عدة باعة للصواريخ ويتسببون في حالة إزعاج شديدة خاصة للمرضي.
طالب صلاح عبدالعزيز "مهندس" من رجال التموين بتكثيف الحملات بالشوارع لضبط باعة الصواريخ.
محلات التيك أواي استغلت شهر رمضان في عمل الإصلاحات بمحالها.. يقول علي السيد "صاحب محل": أستغل الشهر الكريم في تجهيز المحل وعمل الديكورات اللازمة لاستقبال العيد وأقضي معظم الشهر في متابعة العمال وفي المساجد لقراءة القرآن.
أصبح ظهور المسحراتي نادرا جدا لأن معظم أبناء الثغر لا ينامون إلا بعد صلاة الفجر.
بائع العرقسوس.. اختفي من المنوفية
المنوفية - نشأت عبدالرازق:
أكدت د. علا الزيات- أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية - أن المجتمع المصري شهد في العقود الأخيرة تغيرات كثيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والكثير منها في المجال الثقافي. ومما لا يخفي علي الجميع أن العادات والتقاليد تعد راسبا ثقافيا أصيلا ارتبط في أذهان المصريين بالمواسم والأعياد والمناسبات.
أشارت إلي أن من هذه العادات إعداد الطعام في المنزل وتوزيع جزء منه علي الجيران. وكذلك كثرة العزومات ودعوات الإفطار بين الأهل والأقارب. وأوضحت أن الحياة باتت تعج بالكثير من التغيرات التي صارت من العادات مثل تناول الأغذية إلي المهن التي تقوم علي صناعتها.. وقالت إن المجتمع المصري كان يتميز في شهر رمضان الكريم قديما بانتشار "الكنفاني" الذي كان يعمل بالطريقة التقليدية دون الاعتماد علي الآلة في إنتاج الكنافة "البلدي" بخلاف الآن حيث نجد الاعتماد علي المعدات والآلات الحديثة.
أضافت أن هناك بائع العرقسوس المتجول الذي يجوب الشوارع وكذلك إنتاج الفوانيس التقليدية الجميلة التي توارثها المصريون من عصر الدولة الفاطمية. مشيرا إلي أن اختفاء هذه المهن حاليا. إنما هو إضفاء لجانب من الممارسات الثقافية الجميلة التي ترتبط بالتراث الثقافي للمصريين مما يخلق أثرا عميقا في ارتفاع معدلات البطالة وزيادة الاستهلاك. فضلا عن غلاء الأسعار.
أكدت أن الغزو الثقافي للمجتمع المصري أصاب الرواسب الثقافية للشعب فانقرضت تلك المهن الأصيلة التي ارتبطت بمناسبات متأصلة فيهم.
أوضح د. عبدالمنعم شحاتة - أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية - أن المسحراتي قديما كان يضفي البهجة في نفوس المسلمين طوال شهررمضان المعظم. حيث كان يمر علي المنازل في موعد محدد بطبلة غير مقززة لإيقاظ الأهالي وتنبيههم للسحور. وكان يردد بعض التواشيح والأغاني ويخرج الأطفال وراءه. أما الآن فالأسلوب تغير ولم يعد هناك حماس لدي الأطفال. لوجود الفضائيات. حتي صوت سيد مكاوي الذي ارتبط بالسحور لم يعد يذاع بوسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
أضاف أن الفوانيس كانت قديما أكثر متعة. الكل يتفنن في استخدام خاماته لتزيينه. ويعتمد علي ذاته في إنشاء الألعاب المختلفة. لكن ليس هناك حاليا مجال للأطفال الذين يعتمدون علي شراء الألعاب وليس ابتكارها.
أوضح إبراهيم المحروقي "موجه بالتعليم" أنه كانت هناك مهن منتشرة في شهر رمضان قديما. منعدمة في بقية العام مثل: مهنة المسحراتي وكذلك صناع الفوانيس والشمع وما يصاحب ذلك من حرف يدوية. إلا أنه يلاحظ أن معظم هذه الأعمال والمهن في طريقها للاندثار.
أشار إلي أن هناك مهنا كثيرة ظهرت مصاحبة لهذا الشهر ولاسيما وأن الإقبال عليها كثيرا. ومنها إعداد المخللات بأنواعها وكذلك الحلوي والعصائر والمرطبات وما يصاحبها من صناعات وحرف مكملة مثل الزينات من مصابيح صغيرة وزينات مختلفة كالأعلام والرايات وكذلك بعض الحرف اليدوية من هؤلاء الذين يصنعون الفوانيس علي شكل مسجد أو قلعة وهكذا.
أشار إلي أن من المهن التي تكاد تندثر المسحراتي وله في رمضان هالة جميلة فهو شخصية رقيقة وحانية ومحببة لجميع الأسر ولا سيما الأطفال خاصة في المناطق الشعبية. حيث يسيرون بجواره ويحيطونه حاملين الفوانيس التقليدية والحديثة حتي يصل إلي الشوارع المحيطة ليتلقفه أطفال آخرون وهو يأتي بالجمل الجميلة المسجوعة تارة والمرسلة تارة أخري وينادي علي أصحاب المنازل بأجمل الأسماء لديهم أو بأسماء أبنائهم.
أضاف علي الميهي - مدير إدارة الإعلام بجامعة المنوفية - أن رمضان كان موسما لباعة الفوانيس التقليدية المضاءة بالشمع خاصة في الريف والأحياء الشعبية وكان الصناع يتفنون في إعدادها. تم استبدالها الآن بفوانيس مستوردة من الصين تضاء بالكهرباء.
أوضح أنه قديما كان الأهالي يجتمعون عقب صلاة التراويح بأحد الدواوين ويقوم المنشدون والمبتهلون بالإنشاد الديني ويتخلله الذكر والسير الشعبية حتي منتصف الليل. الآن اندثرت المقاهي والسرادقات الثقافية والفنون الشعبية وحلت مكانها الكافيهات.
"المبخراتية" تجوب النجوع.. في قنا
قنا- عبدالرحمن أبوالحمد:
تقول مني سعيد أبوالوفا وشهرتها "جلعانة" ابنة قرية المعري بمركز قوص والتي اتجهت للعمل "مبخراتية" لتكون هي السيدة الأولي والوحيدة علي مستوي محافظة قنا التي تعمل مبخراتية بعد ان تلاطمتها الأمواج في بحر الحياة بكل ما تحمله من بؤس وشقاء. فلم يكن أمامها سوي العمل للانفاق علي أطفالها حتي لا يلجأ أحدهم لطرق غير مشروعة. فارتضت لنفسها هذه المهنة مقابل الحفاظ علي كيان أسرتها.
أضافت أنها تزوجت وهي لاتزال ابنة ال 11 عاماً ومضي علي زواجها حتي الان ما يقرب من 25 عاماً. وبعد ان تقدم بزوجها السن وأصبح لا يقوي علي العمل وأصبحت هي المطالبة بتحمل المسئولية لتنفق علي أطفالها السبعة ولتعلمهم الاعتماد علي النفس وان "أكل العيش مر" ولاصرارها نالت حب كل أهالي القرية بل وكل أهالي قري قوص حيث انها تتجول داخل كافة القري دون ملل أو كلل لتعطر المنازل بالبخور ورائحتها الذكية وان كانت تحرص علي ذلك طوال شهر رمضان لأن المكسب يتزايد دون باقي الشهور.
أكدت أنها ستواصل رحلة كفاحها بدلا من ان تمد يدها لأحد قائلة "اللي هيديني النهاردة مش هيديني بكرة والحمدلله علي كل حال" فهي تتمسك بأكل لقمة العيش بتعب وعناء من أن تقدم لها سائغة. فكل همها ان توفر قوت يومها لتسد حاجة أطفالها ولا يهمها أن تكتنز النقود. حيث تؤكد ان الستر أهم شيء في الدنيا وليست بحاجة للفلوس وكل ما يشغل بالها أن توفر نفقات أطفالها يوماً بيوم حتي لا يضطر أحدهم للسرقة.
ويقول عم يحيي "بائع كنافة": توارثت هذه المهنة عن أجدادي وأعمل بها وأبناء عمي منذ زمن طويل طوال شهر رمضان. لأن مهنة الكنفاني مربحة جداً خلال هذا الشهر. مشيراً إلي اختلاف آلات صنع الكنافة من زمن إلي زمن. فمنذ أواخر السبعينيات كنا نستخدم الفرن البلدي في صناعة الكنافة. وكانت عملية مرهقة وصعبة جدا فكنا نحتاج وقتاً طويلاً كي نوقد الفرن. ثم ننتظر حتي تسخن. ثم تبدأ مرحلة رش العجين علي الفرن علي هيئة دوائر وكل ذلك يدوياً. وكان ذلك يستغرق حوالي ثلث ساعة في اللفة الواحدة. وكانت روح التعاون والمحبة التي كانت تسود بيننا قادرة علي إزالة تعبنا. أما الآن فمع ظهور الفرن الآلي التي تعمل بأسطوانة الغاز أصبح الشغل أسرع وأسهل بكثير.
"شوي" الأسماك في كفر الشيخ
كفر الشيخ- صلاح طوالة:
تتأثر كثيراً العادات الغذائية خلال رمضان المعظم حيث تظهر كثيرا من المهن التي لا نشاهدها الا في هذا الشهر الكريم.. من هذه المهن صانع الفوانيس والمسحراتي والمخللاتي والقطايف والكنافة وشوي الأسماك والمشروبات المثلجة والتمر والسوداني والحلويات.
يقول أبواسلام صاحب محل لشي الأسماك: ننتظر هذا الشهر الكريم حيث يتوافد علينا العديد من المواطنين لشي الأسماك وتنظيفها وقليها لانها مطلوبة علي الافطار لأنها من الأطعمة المريحة للمعدة وسريعة الهضم ورخيصة الثمن.
أحمد عبدالكريم تاجر حلويات وتمر وسوداني: أضاف نستعد لهذا الشهر الكريم قبل حلوله بأكثر من شهرين حيث نتعاقد علي كميات كبيرة من البلح "التمر" من محافظات الصعيد وندفع الثمن ونستلم البضاعة في شهر شعبان ونحن نعتمد علي هذه المهن والتي لا تظهر الا في الشهر الكريم وربنا يكرمنا من هذا الشهر وأيام العيد حيث نعرض الحلويات والمكسرات بأنواعها المختلفة.
أما ياسر البراوي صانع الكنافة والقطايف فيقول: نجهز الدقيق وماكينة صناعة الكنافة والقطايف قبل حلول الشهر الكريم بعدة أيام والحمدلله نجد زحاما كبيرا من الأهالي وخاصة علي القطايف ثم الكنافة حيث ان هذه المهن لا تتواجد الا في شهر رمضان والحمدلله الربح معقول وبارك الله فيما رزق.
محمد صبري من أكبر تجار المخللات قال: نعمل بهذه المهن منذ عدة سنوات حيث يتم تجميع الارنج والشطة واللفت والبصل الصغير والليمون وخاصة المعصفر الذي يحتاج لطريقة فنية حتي يخرج بالشكل الذي يجذب الزبون وكذلك الكرنب وخاصة في مواسم تواجدها ونقوم بتجهيز البراميل ويتم البيع اعتباراً من اليوم الأول من شهر رمضان وهناك زحام ملحوظ وخاصة علي أصناف البصل واللارنج والكرنبيت والزيتون.
أضاف طه علي بائع للمشروبات المثلجة: المشروبات المثلجة وعلي رأسها العرقسوس والسوبيا والتمر هندي والخروب يكون الزحام شديداً وخاصة قبل المغرب بساعتين ونجهز لهذه المشروبات يوميا ونقوم باحضار الثلج وكذلك نجد المشتري يتواجد بشكل منتظم لان هذه المهن لا تظهر الا في شهر رمضان.
قال ابراهيم فتحي مسحراتي: حالوا يا حالوا رمضان كريم يا حالوا.. هذه المهن تظهر كل عام في شهر رمضان الكريم فقط وتنتهي في النصف الأخير من رمضان ومدينة دسوق تشتهر بصناعة الفوانيس المحلية والتي تخرج في أبهي صورة ولكن الفانوس الصيني أكل الجو والحقيقة هناك زبون خاص لهذه الفوانيس المحلية حيث يتم استعمالها في الشوارع وعلي المنازل والمحلات بشكل جمالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.