بعد أن قدم الشيخ محمد عبده رؤيته لمفهوم الزواج، وأكد ضرورة التعارف بين الرجل والمرأة قبل الارتباط، وبعد أن حدد موقفا صارما من تعديد الزوجات، كاد يصل فيه إلى تحريم التزوج بثانية إلا لضرورة.. قدم الأستاذ الإمام موقفا مستنيرا متقدما من الطلاق، ووضع (...)
لا تترك السلطة في مصر منفذا للتنفس إلا وأغلقته، لا على المستوى السياسي فقط، بل في كل المجالات، سياسية واقتصادية وإعلامية وخيرية وفنية وثقافية.. لم يبق في ساحاتنا إلا المنافقين والمطبلين ومبرري كل قرار رسمي مهما حمل من مآس وخطايا… وقد كان آخر هذه (...)
عشرون عاما مرت على رحيل أديب العربية الأكبر، العلامة المحقق محمود شاكر.. سنوات كان كافية لإثبات أن ساحاتنا تظل مقفرة عندما تخلو من الكبار، فقد بلغ شاكر ذروة في كل ما تصدى له، من أدب أو نقد أو شعر أو تحقيق، فهذه آثاره خوالد حية لا ينقطع الجدل بشأنها، (...)
لم تنته جهود الشيخ محمود شاكر تجاه كتاب طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي بتحقيق الكتاب وطبعه وخروجه إلى النور.. فقد ظل الشيخ يأمل في إصدار يليق بالكتاب وصاحبه، لاسيما بعد أن حصل على مخطوطة أخرى للكتاب جاءته من المدينة المنورة، فبدأ بعقد المقارنة (...)
في جهوده للإصلاح الاجتماعي، يقدم الإمام محمد عبده رؤية جريئة، وأفكارا متقدمة جدا، تشتبك مع ما هو سائد ومستقر، حول نظام الأسرة، وطبيعة عقد الزواج، وضرورة التعارف بين الزوجين، وتعديد الزوجات.. رؤى ربما يرفضها تيار الجمود والتقليد في عصرنا اليوم، فكيف (...)
لا أظن أن أحدا من علماء الإسلام وأئمته تعرض لمسألة تعديد الزوجات بمثل تلك الجرأة التي تعرض بها الأستاذ الإمام محمد عبد لهذا الموضوع الشائك.. مع الأخذ في الاعتبار أن عبده طرح آراءه هذه ونشرها على الناس والعلماء من نحو قرن وربع القرن، حيث كان للجمود (...)
لم يكن يخطر ببال الملايين الذين خرجوا في 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان، وإنقاذ مصر من خطة الجماعة لإقامة نظام يفرض تصوراته الدينية أن يصل بنا الحال إلى ما موصل إليه، فالتوظيف السياسي للدين بلغ مراحل غير مسبوقة، من استغلال المؤسسات الدينية، وتسييس خطب (...)
كأنها أتت من عالم آخر، فيه من السحر والفن والتأنق ما يأخذ بالألباب، وفيها من القوة والعبقرية ما ينتزع الدهشة والتعجب.. في ظاهرها تبدو متنا من تلك المتون التي وضعها أئمة الإسلام لتجمع العلوم الشرعية واللغوية وتختصرها.. لكن عند التأمل تظهر مزية هذا (...)
ظلت الكتابة العربية مفتقدة إلى "علامات الترقيم" التي لا تكاد تستقيم القراءة بدونها، حيث تضطرب العبارات عند اضطراب الوقف والابتداء، بل قد توهم معاني خلافا لمراد الكاتب، فكأن القارئ يخبط في ظلمات، ويتعثر في عقبات، إلى أن أتى من يستنقذها من هذه الحالة (...)
قال عن نفسه: "رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع على طريقة العرب والبلغاء، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة، والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها، (...)
كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟، أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟، أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله ولم يتطهر من جنابة غفلاته؟، أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟.. هكذا كان يتحدث ابن عطاء الله السكندري، وهو يدل (...)
هدأة الليل تبلغ مداها، ومسجد الإمام الحسين يغص بالرواد الذين انسابوا من أحياء القاهرة العتيقة، فيما الأبصار تتعلق بالشيخ الضرير، الذي يرسل إنشاده آيات من السحر الحلال، تكاد تذهب العقول طربا، قبل أن يرفع أذان الفجر بطريقته الفريدة، موظفا طاقة صوتية (...)
هي من بوارق الأستاذ الإمام، وما أكثر بوارقه التي تكاد تخطف الأبصار، وتنشر الضياء أمام من يطالع فكر حكيم الإسلام، لاسيما في تفسيره الخالد لعدد من أجزاء القرآن، تعجب فيها من إحاطته بالتاريخ، وإمامته في اللغة، وجرأته على تجاوز ما قرره الأولون، دون خروج (...)
نداء عاجل، أتوجه به مخلصا إلى السيد رئيس الجمهورية، إنقاذا لبلادنا من خطر داهم، واضطراب عظيم.. فإن القرار القاضي بمنح كل فرد من أفراد الشعب 14 جنيها على بطاقة التموين خلال شهر رمضان، له تداعياته الكارثية، وآثاره الخطيرة على سلوك الشعب، وعاداته (...)
وصل شيخ الإذاعيين علي خليل، إلى دار الإذاعة مصطحبا ضابطا طيارا إنجليزيا، للقاء الشيخ، بعد أن ساقت المقادير صوت الخلود إليه أثناء إقامته في كندا، فقرر الرحيل إلى القاهرة ليرى بعينيه صاحب هذا الصوت الذي ملك قلبه وسيطر على وجدانه، بعد أن تنافست (...)
لم يكن زكي نجيب محمود مبالغا حين وصفه بأنه كان للأمة العربية مثلما كان طاغور للهند، وأمرسون وثورو للولايات المتحدة، وجو لإنجلترا، وروسو لفرنسا.. فقد سخر فيلسوفنا قلمه وفكره وحياته لخدمة الإنسان.. لكونه إنسانا.. أيا كان جنسه أو لونه أو دينه أو عنوانه (...)
شوف الزهور بقى واتعلم.. بين الحبايب تعرف تتكلم.. تكاد جنبات حديقة الأورمان تنطق بهذا المقطع من أغنية "الورد جميل" الخالدة لأم كلثوم.. أو تردد طقطوقة أسمهان الرقيقة "يابدع الورد.. يا جمال الورد.. من سحر الوصف قالوه ع الخد.. فوسط إقبال هو الأفضل منذ (...)
انجعص الإعلامي الشهير على منضدة مستديرة؛ ليناقش إصلاح الأوضاع المتردية في المؤسسة الأزهرية، وقد استضاف أربعا من الصحفيات أو الكاتبات أو الإعلاميات، ممن يصدق فيهن قول الشاعر: خل عنك الكتابة لست منها.. ولو لطخت ثوبك بالمداد، وكلهن لا صلة لهن بالأزهر (...)
كان مجتهدا، يتعب نفسه في تحصيل العلم ومدارسة القرآن، حفظ الكتاب الكريم وعمره 10 سنوات، وابتدأ كلب العلم وهو ابن 13 سنة.. أشكل عليه يوما باب من أبواب النحو، فأنفق ثمانين ألف درهم في سبيل فهمه وحفظه.. إنه الإمام خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي (...)
لم يكن يتكسب بالقرآن، ولم يأخذ على تعليمه أجرا أبدا، واستغنى عما في أيدي الناس بالاتّجار في الزيت، يجلبه من الكوفة إلى "حلوان" بآخر سواد العراق، ثم يجلب منها الجوز والجبن إلى الكوفة، فصارت مهنته لقبا له، فاشتهر بالزيات، مع تقوى وورع وخشية شهد له بها (...)
جمع بين إمامة النحو وزعامة الإقراء، ونال منزلة عظمى بين العلماء والتلاميذ، وحظي بمكانة كبيرة عند الحكام والأمراء حتى اختاره الرشيد مؤدبا لولده الأمين.. وذات يوم، اصطحبه الرشيد في سفرة له، فلما بلغ مدينة الري أدركته الوفاة، فحزن الرشيد لفراقه حزنا (...)
كان تقيا ورعا عابدا، يصوم يوما ويفطر يوما، ويصلي في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل، ثم يدعو عقبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته قبله وبعده.. لقي عددا من الصحابة، فهو تابعي كبير، وقارئ حافظ متقن، (...)
بالبصرة ولد، وفيها عاش ومات، ولم يدخل اليمن يوما، لذا تحير أصحاب التراجم في نسبته إلى حضرموت، والراجح أن "الحضرمي" نسبة ولاء، ولا ندري أكان هذا الولاء منه أم من أجداده.. واختلفوا في سنة ميلاده كثيرا، مع اتفاقهم على وفاته سنة 205 هجرية، وبينما يرى (...)
لم تكتسب المدرسة القرآنية المصرية مكانتها وانتشارها وشهرتها في أرجاء العالم إلا من خلال مميزات وخصائص، لم تجتمع لقراء قطر من أقطار العرب والمسلمين إلا لقراء مصر ومشايخها، وقد حددت هذه الخصائص معالم التلاوة المصرية الفريدة، وجعلت منها المدرسة الأكبر (...)
لأسباب كثيرة، ووقائع تطلب في مظانها، قرر عثمان بن عفان، جمع المسلمين على مصحف واحد، ثم أرسل منه عدة نسخ إلى الأمصار الرئيسة في هذا الوقت: الكوفة والبصرة والشام ومكة والمدينة التي حظيت بمصحفين، يسمى أولهما المدني العام، وهو المصحف الذي جعله عثمان (...)