إن أشهر من يقرن اسمه بهذا اللون من الصبر نبي الله ايوب عليه السلام, لقد أصابه ضر عظيم في بدنه وأهله وماله فصبر, فخلد ذكره في القرآن فقال الله تعالي:( واذكر عبدنا أيوب إذ نادي ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب
, ووهبنا (...)
أبرز الأمثلة وأشدها وضوحا للصبر عن معصية الله, صبر يوسف عليه السلام علي مراودة امرأة العزيز, لقد كان الصبر ظهير يوسف في محنته التي ابتلي بها اضطرارا واختيارا وكشف عن هذا حين
عثر إخوته عليه فقال:( أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر (...)
لقد ضرب لنا في القرآن نماذج رائعة تجسدت فيهم حقيقة الصبر, واستحقوا أن يذكروا بصبرهم فيقتدي بهم الصابرون, وسنختار في هذه العجالة ثلاثة منها يتمثل في كل واحد منها لون من الصبر.
أ الصبر علي طاعة الله:
في قصة إبراهيم وإسماعيل التي حكاها الله لنا بقوله (...)
مما لا شك فيه أن النفس موكولة بحب العاجل( خلق الإنسان من عجل), فإذا أبطأ علي الإنسان ما يريد نفد صبره وضاق صدره واستعجل قطف الثمرة قبل أوانها فلا هو ظفر بثمرة طيبة ولا هو أتم المسير
, ولهذا قال الله تعالي لنبيه صلي الله عليه وسلم:( فاصبر كما صبر (...)
مما يعين المبتلي علي الصبر أن يستعين بالله تعالي ويلجأ إلي حماه فيشعر بمعيته سبحانه وأنه في حمايته ورعايته, ومن كان في حمي ربه فلن يضام
ولذا قال موسي لقومه بعد أن هددهم فرعون بما هددهم به استعينوا بالله واصبروا, إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده (...)
نستكمل حديثنا عن الأسباب التي تعين علي الصبر, ونتوقف عن اليقين بجزاء الله للصابرين, إذ أن مما يرغب الإنسان في العمل, ويزيده ثباتا فيه علمه بحسن جزائه في الآخرة ولا نجد في القرآن شيئا
ضخم جزاؤه وعظم أجره مثل الصبر فيقول نعم أجر العاملين الذين صبروا (...)
إن من عرف طبيعة الدنيا وما جبلت عليه من الكدر والمشقة والعناء هان عليه ما يبتلي به فيها لأنه وقع في أمر يتوقعه, والشيء من معدنه لا يستغرب,
وقد عرفنا الله بهذه الحقيقة فقال: لقد خلقنا الإنسان في كبد, أي في مشقة وعناء, وقال: يا أيها الإنسان إنك كادح (...)
لقد أخبرنا الله تعالي بطبيعة الحياة الدنيا, وأنها خلقت ممزوجة بالبلاء والفتن فقال:(( لقد خلقنا الإنسان في كبد)) أي مشقة وعناء, وأقسم علي ذلك بقوله:( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات
, وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم (...)
حديث القرآن عن فضائل الصبر كثير جدا, وهذه العجالة لا تستوعب كل ما ورد في ذلك لكن نجتزئ منه بما يلي: - علق الله الفلاح به في قوله: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. - الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين علي غيره: أولئك (...)
الصبر نوعان, بدني ونفسي وكل منهما قسمان: اختياري واضطراري, فصارت أربعة:
أ- بدني اختياري, كتعاطي الأعمال الشاقة.
ب- بدني اضطراري كالصبر علي ألم الضرب.
ج- نفسي اختياري كصبر النفس عن فعل مالا يحسن فعله شرعا ولا عقلا.
د- نفسي اضطراري كصبر النفس عن فقدان (...)
يقول أبو طالب المكي: أعلم أن الصبر سبب دخول الجنة, وسبب النجاة من النار لأنه جاء في الخبر حفت الجنة بالمكاره, وحفت النار بالشهوات, فيحتاج المؤمن إلي صبر علي المكاره ليدخل الجنة, وإلي صبر عن الشهوات لينجو من النار.
وقال: اعلم أن كثرة معاصي العباد في (...)
الإيمان نصفان: صبر وشكر,ولما كان الأمر كذلك كان حريا بالمؤمن أن يعرفهما ويتمسك بهما, وأن لا يعدل عنهما, وأن يجعل سيره إلي ربه بينهما ومن هنا كان حديثنا عن الصبر في القرآن الكريم
فقد جعله الله جوادا لا يكبو وصارما لا ينبو وجندا لا يهزم,وحصنا لا يهدم. (...)