إن أشهر من يقرن اسمه بهذا اللون من الصبر نبي الله ايوب عليه السلام, لقد أصابه ضر عظيم في بدنه وأهله وماله فصبر, فخلد ذكره في القرآن فقال الله تعالي:( واذكر عبدنا أيوب إذ نادي ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب , ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكري لأولي الألباب, وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث, إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أو اب), لقد ذكر له من ألوان التكريم وأوسمه الشرف ما هو جدير بمثله لعظيم صبره, فأولهما تكريمه بتخليد ذكره ومباهاة الله به عند رسوله محمد صلي الله عليه وسلم, وثانيه: تكريمه بقوله( عبدنا), حيث أضافه اليه, والعبودية من أشرف أوصاف الإنسان التي يتحلي بها, وثالثها: عندما استجاب نداءه وكشف ضره ووهب له أهله ومثلهم معهم, ورابعها: حينما جعل له مخرجا من يمين حلفه علي امرأته فكرمت وكرم بما يخلصه من مأزق الحنث, وكانت خاتمة ذلك هذا الوسام من الشرف العريض( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب), فوصفه بالصبر حتي قرن الصبر بأيوب فلا يذكر إلا وهو معه, ثم قال: نعم العبد فكانت شهادة من الله بتمام عبوديته, ثم ختم ذلك بقوله إنه أواب, والأواب: المبالغ في شدة رجوعه إلي الله تعالي. وقد ذكر الله تعالي صبره في موطن آخر فقال:( وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين, فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر, وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكري للعابدين, وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين) لقد كان نداء ايوب في ضرائه غاية في اللطف والأدب, ولذا كانت الإجابة آية في التمام والكمال, لقد نادي ربه ولم يسأله شيئا بعينه من الأهل والعافية وذكر ربه بما هو أهله وبما اتصف به( إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين), فاستجاب له دعاءه فكشف عنه الضر ورد عليه الأهل ومثلهم معهم وجعله ذكري للعابدين وإماما من الصابرين.