حديث القرآن عن فضائل الصبر كثير جدا, وهذه العجالة لا تستوعب كل ما ورد في ذلك لكن نجتزئ منه بما يلي: - علق الله الفلاح به في قوله: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. - الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين علي غيره: أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا وقال: إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب)). - تعليق الإمامة في الدين به وباليقين: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا, وكانوا بآياتنا يوقنون. - ظفرهم بمعية الله لهم: إن الله مع الصابرين. - أنه جمع لهم ثلاثة أمور لم تجمع لغيرهم: أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. - أنه جعل الصبر عونا وعدة, وأمر بالاستعانة به: واستعينوا بالصبر والصلاة. - أنه علق النصر بالصبر والتقوي فقال: بلي إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين. - أنه تعالي جعل الصبر والتقوي جنة عظيمة من كيد العدو ومكره فما استجن العبد بأعظم منهما: وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. - أن الملائكة تسلم في الجنة علي المؤمنين بصبرهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار. - أنه سبحانه رتب المغفرة والأجر الكبير علي الصبر والعمل الصالح فقال: إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير. - أنه سبحانه جعل الصبر علي المصائب من عزم الأمور: أي مما يعزم من الأمور التي إنما يعزم علي أجلها وأشرفها: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور. - أنه سبحانه جعل محبته للصابرين: والله يحب الصابرين. - أنه تعالي قال عن خصال الخير: إنه لا يلقاها إلا الصابرون: وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم. - أنه سبحانه أخبر أنما ينتفع بآياته ويتعظ بها الصبار الشكور: إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور. - أنه سبحانه أثني علي عبده أيوب أجل الثناء وأجمله لصبره فقال: إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب, فمن لم يصبر فبئس العبد هو. - أنه حكم بالخسران التام علي كل من لم يؤمن ويعمل الصالحات ولم يكن من أهل الحق والصبر: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا... السورة. قال الإمام الشافعي: لو فكر الناس كلهم في هذه الآية لوسعتهم, وذلك أن العبد كماله في تكميل قوتيه: قوة العلم, وقوة العمل, وهما: الإيمان والعمل الصالح وكما هو محتاج لتكميل نفسه فهو محتاج لتكميل غيره, وهو التواصي بالحق, وقاعدة ذلك وساقه إنما يقوم بالصبر. - أنه سبحانه خص أهل الميمنة بأنهم أهل الصبر والمرحمة الذين قامت بهم هاتان الخصلتان ووصوا بهما غيرهم فقال تعالي: ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة, أولئك أصحاب الميمنة. - أنه تبارك وتعالي قرن الصبر بمقامات الإيمان وأركان الإسلام وقيم الإسلام ومثله العليا, فقرنه بالصلاة واستعينوا بالصبر والصلاة وقرنه بالأعمال الصالحة عموما إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات, وجعله قرين التقوي إنه من يتق ويصبر, وقرين الشكر إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور, وقرين الحق وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر, وقرين المرحمة وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة, وقرين اليقين لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون, وقرين التوكل نعم أجر العاملين, الذين صبروا وعلي ربهم يتوكلون, وقرين التسبيح والاستغفار(( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار, وقرنه بالجهاد ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين. - إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون. والحديث موصول.