يُعد يوم عرفة من أعظم أيام السنة في التقويم الإسلامي، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويقف فيه الحُجّاج على جبل عرفات، ركن الحج الأعظم، متضرعين إلى الله عز وجل، راجين رحمته ومغفرته. أما المسلمون الذين لم يكتب لهم الحج، فلهم في هذا اليوم من الفضائل ما لا يُعد ولا يُحصى، ولهم فرصة عظيمة لاغتنام الأجر والتقرب إلى الله تعالى. خطوات اغتنام يوم عرفة للتقرب إلى الله
أولًا: استحضار النية وتجديد العهد مع الله من أولى خطوات استغلال هذا اليوم الجليل، أن يستحضر المسلم نيته الخالصة لله تعالى، ويعقد العزم على أن يجعله يومًا للتوبة والتغيير، فالنية هي أساس العمل، ومن نوى الخير وصدَق مع الله، أعانه الله وبلّغه ما يريد، ويُستحب أن يُقبل المسلم على هذا اليوم بروح خاشعة، ونفس متطلعة إلى مغفرة الله ورضوانه.
ثانيًا: الصيام يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده" [رواه مسلم]، وهذه منحة إلهية لا مثيل لها، فيوم واحد يكفّر ذنوب عامين كاملين، ولذلك لا ينبغي لمسلم قادر أن يُفوّت هذه الفرصة العظيمة.
ثالثًا: الإكثار من الذكر والدعاء يوم عرفة من أعظم الأيام التي يُستحب فيها الإكثار من الذكر والدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". فليكن لسان المسلم رطبًا بذكر الله، وقلبه حاضرًا في الدعاء، فإن الدعاء في هذا اليوم مستجاب بإذن الله، لا سيما مع الصيام والخشوع. رابعًا: قراءة القرآن والتدبر من أعظم القربات في هذا اليوم المبارك، أن يتفرغ المسلم لتلاوة كتاب الله تعالى وتدبر آياته، فقراءة القرآن تُنير القلب وتطمئن النفس، وهي وسيلة عظيمة لرفع الدرجات ومضاعفة الحسنات، حتى ولو قرأ المسلم ما تيسّر له، فإن الأجر عظيم، والله لا يُضيع أجر من أحسن عملًا.
خامسًا: التوبة الصادقة والتغيير الحقيقي يوم عرفة هو موسم من مواسم الرحمة والمغفرة، ويُستحب فيه أن يُجدد المسلم توبته ويعاهد الله على التغيير، وترك الذنوب، والعودة إلى الطريق المستقيم. فهو يوم يُعتق الله فيه عباده من النار، كما جاء في الحديث: "ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة".
سادسًا: الصدقة وصلة الرحم من أبواب الخير في هذا اليوم أيضًا، الإنفاق في سبيل الله، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وزيارة الأقارب أو التواصل معهم، فالأعمال الصالحة تُضاعف في هذه الأيام، وهي فرصة عظيمة لنيل رضا الله تعالى وبسط الرحمة بين الناس.