ليس من الواضح حتى اللحظة إذا كان السلوك السياسي للرئيس باراك أوباما تجاه سورية هو نتيجة لإستراتيجية مضبوطة أم تنويعة من التكتيكات المقصودة، أم أن الجزء الطافي على السطح ليس أكثر من جملة من ردّات الفعل المدروسة بهدف إشغال الخصوم بعمليات تقدير وتقييم (...)
يعمل الحلف الداعم لبشار الأسد على ترويج فكرة الانتصار على الأزمة، واعتبار "الانتخابات" التي حصلت تتويجاً لهذا المسار، وبداية لمسار آخر، فالأول انتهى بالحسم العسكري "شبه الناجز"، والثاني سيكون، بالنتيجة، تظهيراً للنسق السياسي الذي لن يكون سوى انعكاس (...)
صوتوا لملك الخراب أيها المشردون، إستجمعوا أشلاءكم وعزائمكم وإنهضوا من تحت براميل الموت وخرائب أحياؤكم، وانتم أيها الموتى صوتوا لاجل مستقبلكم، لا زال الرئيس يعدكم بموت اخر أكثر إثارة ودهشة، وانتم ايها السوريون الباقون صوتوا لاجل تدمير نسيج وحدتكم (...)
مثل صبي صغير، يمارس بشار الأسد السياسة. إنها، بالنسبة له، ليست عملية موازنة بين خيارات وقدرات، وليست، بالتالي، فن الممكن، بقدر ما هي مغامرة دائمة، أشبه بلعبة روليت روسية، يطبقها ليس على نفسه، بل على ضحاياه، وكل من يستطيع دفعهم إلى الحلبة، في حين (...)
من كان يعتقد أن الربيع العربى ليس سوى نزهة جميلة، أو فاصلا تتابع بعده الشعوب حياتها بالطريقة الجديدة التى اختارتها، أو على الأقل التى نفضلها،
لا بد انه اكتشف أن الأمور ليست على مستوى هذا الأمل وربما لن تكون كذلك فى وقت قريب، وقد يذهب به اليأس إلى (...)
بكرت الأطراف الدولية بدعوتها قيام مؤتمر لحل الأزمة السورية, لم يكن في الأفق علامات تشير إلي إمكانية إقلاع قطار التسوية من المحطة السويسرية, رغبة بعض الدول, لو افترضنا أنها موجودة, والتكتيكات السياسية التي تمارسها أطراف الصراع في إطار اللعبة (...)
يحصل في الميدان السوري أن يصار إلي التلاعب بالمعطيات لتتوافق وظروف اللاعبين ومدي قدراتهم الدبلوماسية وطبيعة المقاربات التي يؤسسونها للحل السوري.
جملة من التحركات علي ساحة الحدث السوري, تشير إلي وجود هذا النمط من الفعل بقصد تجهيز بيئة مناسبة لتنفيذ (...)
ماذا يعني الإصرار علي عقد مؤتمر جنيف2 إن لم يكن هناك إمكانية لتطبيق استحقاقاته ومندرجاته؟ أم أن القضية لا تعدو كونها مجرد تكتيكات سياسية معينة الهدف منها الإيحاء بوجود تحرك عالمي لحل الأزمة في سورية!.
ثمة تناقض فاضح ومكشوف تنطوي عليه حركة (...)
يسود صمت مطبق حول طبيعة الترتيبات الجارية بشأن المسألة السورية، ثمة دائرة مغلقة باتت تلف الحدث وتخفيه، واشنطن وموسكو أخذتا الأزمة وخبأتها في لفيف علاقاتهما الشائكة، لدرجة قد يسأل معها أي مراقب أين الملف السوري الذي لم تعد ترى له ملامح في الحقل (...)
يميل النظام السياسي الأميركي، في ظل قيادة باراك أوباما الثانية، إلى إتباع النهج الذي تشتغل عليه أنظمة الحكم في العالم الثالث، في فترات الأزمة، وذلك عبر الاستغراق بالانتصارات التكتيكية، التي تحققها النجاحات الديبلوماسية الصغيرة، الأمر الذي يشعرها (...)
من قال أن الثورات لا تحتاج إلي تخطيط إستراتيجي ومهارات دبلوماسية تساعدها علي تسويق وجهة نظرها, تماما وفق معادلة البائع والزبون, مادام مطلوب من هذا الزبون التفاعل مع المنتج المعروض أمامه,
عبر تشكيل رأي عام يضغط علي صانع القرار باتجاهات معينة, خاصة (...)
حرب جديدة تخوضها أمريكا في الشرق الأوسط بعد تردد طويل, وبعد انتظار مليء بتفاصيل موت السوريين وتشردهم, ومن الطرافة غير المحمودة في لجج النار المشتعلة أن يكتشف السوريون أن هذا التدخل العسكري كان ممكنا حصوله قبل هذا الوقت بكثير
حينها كانت أعداد القتلي (...)
مثلما لم يوفق العرب في تنبؤ الثورات التي حصلت في فضائهم, هاهم اليوم يندهشون إزاء الثورات التصحيحية الحاصلة في سياق ربيعهم. مما يثبت أن الثورات لم تكن سوي حدث سطحي وعابر, علي الأقل في المجالين الإدراكي والسياسي.
الثورة العربية, وإن لم تظهر هذا البعد (...)
تقول الوقائع الجارية إن المرحلة الثورية في العلاقات الدولية, وحقبة التعاطي مع حدث الربيع العربي, والسوري, تحديدا, بوصفه متغيرا ثوريا سيجري البناء عليه في نسق العلاقات الدولية
انتهت, تحت واقعة اختلاف حسابات الواقع مع حسابات المصالح المتغيرة والمتجددة (...)
مع إدارة أوباما تنحط السياسة الأمريكية إلي مستويات من التخلف تقارب فيه مستوي أداء مثيلاتها في العالم الثالث, ولعل من أهم مؤشرات هذا الانحدار, خروج هذه السياسة عن السياقات العلمية التي تميز سياسات الدول المتقدمة من سواها
كالقدرة علي تحليل هذه (...)
ينطوي المشهد السوري, راهنا, علي جملة من التحولات المهمة
, فيما يبدو انه محاولة لإعادة تزخيم ديناميات هذا المشهد, وصولا إلي تخليق معطيات جديدة يمكن البناء عليها لتجاوز مرحلة الإستاتيكو المدمر التي وسمت الوضع في سورية أشهر عديدة, وكانت مرشحة للاستمرار (...)
تعيش الحدود, والدواخل, في سوريا ولبنان والعراق, توترا واستنفارا هائلا, رائحة البارود بدأت تخرج في أكثر من ثغر علي الحدود,
كما ان التوتر ما عاد بالإمكان حبسه. ثمة ما يشي بأن المنطقة تسير صوب إنفجار عظيم, يكون عنوانه حرب سنية شيعية, الأزمة السورية (...)
تشي كل وقائع السياسات الأمريكية تجاه سورية, بعدم تبلور استراتيجية واضحة لدي إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن أزمة هذا البلد.
هذا أمر لم يعد خافيا, ذلك أن الإستراتيجيات لا تتبع مبدأ التقية, كما لاتموه عملياتها, الإستراتيجيات لها ملامح وتباشير ونذر (...)
يحتمل موقف دول منظومة مجلس التعاون الخليجي من الأزمة السورية تفسيرات متعددة, خاصة لجهة اصطفاف هذه الدول في الجانب المعادي للنظام السوري, وحرقها لكل مراكب العودة إلي موانئ التصالح والتفاهم مع نظام دمشق, حتي وصل الأمر إلي حد إعلان نيتها إسقاط النظام (...)
ربما من سوء حظ السوريين أن يتزامن انفجار أزمتهم مع تحركات تكتونية بنيوية في بني وهياكل القوي الإقليمية والدولية , ومع حالة من التوتر والانشداد وانسداد أقنية التواصل بين مراكز القوي الإقليمية والدولية, بسبب حالة الفوضي والسيولة التي يعيشها النظام (...)
في بداية العام الثاني من عمر الثورة السورية، تغيب القراءات الخاصة بها وبفعالياتها، وتكاد تنحصر أغلب التحليلات باستشراف مآلاتها، بحيث يغلب عليها الطابع التشاؤمي المبني على التخوف من الانزلاق في أتون الحرب الأهلية، وآثار ذلك على الوضع الإقليمي برمته، (...)
ثمة ظاهرة في العالم الإسلامي بدأت في العقدين الأخيرين تثير انتباه علماء الاجتماع الغربيين، خصوصاً أولئك المهتمين بقضايا العالم الإسلامي، أو المهتمين بالظواهر الاجتماعية المختلفة عموماً. وهي ظاهرة عودة الحجاب بكثافة في الوطن العربي، ولاسيما في (...)