غزة – توفي رضيع يبلغ من العمر شهرًا، اليوم الخميس، متأثرًا بالبرد القارس في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، في ظل استمرار المنخفضات الجوية التي تضرب القطاع وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية أن الرضيع سعيد عابدين فارق الحياة نتيجة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، مشيرة إلى أن عدد الوفيات التي وصلت إلى المستشفيات بسبب البرد الشديد والمنخفض الجوي ارتفع إلى 13 حالة وفاة. وأكدت المصادر أن هذه الأرقام تعكس خطورة الأوضاع الإنسانية، لا سيما على الأطفال والنازحين الذين يعيشون في خيام غير مؤهلة لمواجهة الطقس البارد، في ظل انعدام المأوى وندرة العلاج وغياب وسائل التدفئة، نتيجة شح الوقود واستمرار الأجواء العاصفة والماطرة. وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، أن أكثر من 17 بناية سكنية انهارت بشكل كامل منذ بدء المنخفضات الجوية الأخيرة. ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عنه قوله إن تداعيات هذه الظروف الجوية أسفرت عن وفاة 17 مواطنًا، من بينهم أربعة أطفال قضوا جراء البرد القارس، فيما توفي آخرون نتيجة انهيارات المباني. وأضاف بصل أن أكثر من 90 بناية سكنية تعرضت لانهيارات جزئية خطيرة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة آلاف المواطنين، لافتًا إلى أن نحو 90 في المائة من مراكز الإيواء في القطاع غرقت بمياه الأمطار والسيول. وأوضح أن جميع خيام النازحين في مختلف مناطق القطاع تضررت وغرقت، ما أدى إلى فقدان آلاف الأسر لمأواها المؤقت، وتلف الملابس والأفرشة والأغطية، الأمر الذي فاقم من معاناتهم الإنسانية. وجدد بصل دعوته العاجلة إلى المجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل إغاثة سكان القطاع وتوفير الاحتياجات الإنسانية الطارئة، مؤكدًا أن الخيام أثبتت فشلها الكامل في قطاع غزة، ومطالبًا بالبدء الفوري بعملية إعادة الإعمار وتوفير مساكن آمنة تحفظ كرامة الإنسان وتحمي حياته. من جانبها، حذرت الأممالمتحدة وأكثر من 200 منظمة إغاثة محلية ودولية من خطر انهيار العمليات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا في قطاع غزة، إذا لم تُرفع العراقيل المفروضة على عمل المنظمات الإغاثية. وأشار بيان مشترك إلى أن عشرات المنظمات الدولية مهددة بإلغاء تسجيلها بحلول 31 ديسمبر، ما سيجبرها على إغلاق عملياتها خلال 60 يومًا، الأمر الذي ستكون له آثار كارثية على توفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والمأوى والمياه والصرف الصحي والتغذية للأطفال، إضافة إلى الأنشطة المرتبطة بالتعامل مع مخلفات الحرب.