تشبه اللحظة الأناركيّة شقيقتها الاشتراكيّة في الفكر الإسلامي. وأسميها لحظة لأنها بالفعل لحظة للاصطدام وتعرُّف الفكر الإسلامي على تلك الأيديولوجيات الطوباويّة؛ قبل أن تتحطم ولا يبقى منها سوى دراويش يدّعون اللاسلطويّة حيناً، أو الاشتراكيّة "الإسلامية" (...)
منذ 15 عاما أو أكثر قليلاً؛ لم يكُن "عيد الأم" قد أمسى مناسبة استهلاكيّة في مصر. ثم دشنته اليد الخفيّة لتشجيع الاستهلاك، ليمسي أحد أهم المواسم الاستهلاكية في العقد الأول من القرن العشرين. وحين زادت السلع عن الحد؛ لحقه في أقل من عقدين: "رأس السنة"، (...)
جاءت الزيارة الأولى لرئيس مصري لإيران، بعد عقود من العداء السياسي؛ في سياقات دوليّة وإقليميّة وقُطريّة شديدة الحساسيّة. هذه الزيارة، التي مرّ عليها ما يزيد على الشهرين؛ لم تكتنفها التكهُّنات المتضاربة فحسب، بل وتضاربت حيالها ردود الأفعال على امتداد (...)
العالم ليس غريباً... بل فيه أنت غريب.
كم سيمُرّ من الوقت عليك لتتبين ذلك؟... قد لا يُكشف أصلاً!
لم أنت غريب؟... لأنك لن تحظى أبداً بسلام فردوسيّ كامل في هذا العالم...
وسلامك هل يتحقق أبداً؟... قد... لكن ليس بهذا العالم... عالم موكول أصلاً (...)
مشكلة هذا الدين أنه لا يُضيره المنافقون أبدا، بقدر الضرر الذي يلحقه على يد المخلصين السُذّج! لقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن التعرُّض للمنافقين، فإنما شأنهم أقلّ من أن يكترث له. لكن الإمام عليّا (كرم الله وجهه) قد عانى الأمرّين مع المخلصين (...)
تتضخَّم بعض الحشرات بالمزايدة على لا شيء حتى يُصبح الأمر معركة "مصيريّة" تُحشد لها الحناجر. إنها جاهليّة جديدة تغضب فيها الملايين لرسول لا تعرف منه سوى الاسم؛ لرسولٍ تخالفه في كُلّ شيء، ولو بعثه الله اليوم لكانوا أول من يكذبه ويحاربه!
إن الفيلم (...)
من الزاوية الحمراء 1981 إلى دهشور 2012، تاريخ طويل من الاحتقان والعُنف الطائفي في مصر. تاريخ يُلقي كُلّ طرف فيه باللوم على الطرف الآخر، فتتناثر الاتهامات يميناً ويساراً، لتؤكِّد مسؤوليّة الطرفين، في ظلّ حالة عامّة من العجز عن الفهم أو التحليل مصحوبة (...)
ما بين إزاحة حازم ابواسماعيل وعمر سليمان وخيرت الشاطر من خوض السباق الرئاسي في مصر، وعزل وزير الدفاع ورئيس الأركان، مروراً بعزل قائد الشرطة العسكريّة ومدير جهاز المخابرات العامّة؛ جرت وقائع الفصل الأخير، ورُبّما الحاسم؛ في صراع الإسلاميين والعسكر، (...)
تشبه اللحظة الأناركيّة شقيقتها الاشتراكيّة في الفكر الإسلامي. وأسميها لحظة لأنها بالفعل لحظة للاصطدام وتعرُّف الفكر الإسلامي على تلك الأيديولوجيات الطوباويّة؛ قبل أن تتحطم ولا يبقى منها سوى دراويش يدّعون اللاسلطويّة حيناً، أو الاشتراكيّة "الإسلامية" (...)
تكمن أزمة الحركة الإسلامية في شكل ونوع البداية، وأنها بداية حداثية كُليّا وجزئيًّا، قلباً وقالبا. فقد قبل المودودي والبنا رحمهما الله، باعتبارهما أبوي الحركة الإسلامية المعاصرة ومؤسسا أكبر تنظيمين في تاريخها (الإخوان المسلمون وجماعت إسلامي)؛ قبلا (...)
كُنتُ أستشعرُ اليُتم حتّى امتلأت بحُبّ خليل الرحمن؛ أبي إبراهيم عليه السلام. وكثيراً ما ظننت أنّي أُحبُّه أكثر من حفيده المصطفى العدنان صلى الله عليه وسلِّم؛ حتّى اكتشفتُ أن علاقتي بكُلٍّ منهما تختلفُ كُليًّا عن علاقتي بالآخر. بل ولا يُمكن مُقارنة (...)
ملاحظة طريفة ومثيرة للتأمُّل في طبيعة الأنساق الأيديولوجيّة، وأنماط الشرك المعرفيّة بشكلٍ عام. مُفاد هذه الملحوظة «الخبيثة» أن كثيراً من جيوب المؤدلجين اللادينيين الذي صُنّفوا فترة طويلة كيساريين مُتعصّبين، ثم تدثّروا بقناع الليبراليّة الأميركي طوال (...)
بناء على تصنيف المستشار المؤرخ طارق البشري لفضاء الفكر السياسي المصري إلى مدرستين أو اتجاهين رئيسيّن منذ أواخر القرن التاسع عشر. يمكن مدّ الخط على امتداده لتتجلى مدرستان إحداهما مدرسة لطفي السيد العلمانيّة بليبراليتها المنكسرة وهويتها الأورومتوسطية (...)