تتضخَّم بعض الحشرات بالمزايدة على لا شيء حتى يُصبح الأمر معركة "مصيريّة" تُحشد لها الحناجر. إنها جاهليّة جديدة تغضب فيها الملايين لرسول لا تعرف منه سوى الاسم؛ لرسولٍ تخالفه في كُلّ شيء، ولو بعثه الله اليوم لكانوا أول من يكذبه ويحاربه! إن الفيلم السخيف التافه وقبله عشرات من الأفلام والرسوم والكتب والتُرهات لم يسمع بها أحد إلا من خلال "دعاية" المسلمين الحمقى وترويجهم لها! أذكر أن أول هذه "الهوجة" كانت فتوى الإمام الخميني -رحمه الله- بإهدار دم "الصرصار" سلمان رشدي. وبعد أن كان رشدي حشرة لا يعبأ بها ولا بما تكتبه أحد، وبعد أن ظل كتابه ملقى على الأرصفة يبحث لأكثر من 3 أعوام عن مشترين؛ إذا بفتوى الخميني تجعل منه فناناً مبدعاً وبطلاً لحريّة التعبير ومناضلاً في سبيل الحقوق المدنية! تكرر هذا المثال عشرات المرّات، ويبدو أننا لا نتعلم: من نصر حامد أبوزيد إلى تسليمة نسرين مروراً بنوال السعداوي؛ كُلهم بنيت شعبيتهم بدعاية معارضيهم. حتى تندر أحد الناشرين الخبثاء بأن نوال السعداوي تتعمد استفزاز بعض الحمقى بأعيانهم عند صدور كتاب جديد، لتحظى بدعاية مجانيّة!! إن صدور كتاب إلحادي أو رسم مسيء للنبيّ أو فيلم يسخر من الإسلام أمر تافه لا قيمة له، ولا ينال من الوحي ولا من مقام الموحى إليه (ص) في شيء. إن نبذ هذا الدنس وتجاهله إعلاميًّا يقتله في مهده. أما النعيب وشق الجيوب ولطم الخدود، فإنه يلفت إليه الانتباه، ومن تابع التنامي المهول لعدد مشاهدات الفيلم على يوتيوب يعرف ما أعنيه. يا أتباع كل ناعق ... إن سفك الدم المحرم أكثر حرمة عند الله من سب الرسول من كافر جهول مغمور. يا أتباع كل ناعق ... هلا كانت ثورتكم وحميتكم وخروجكم لشهداء سوريا؟ يا أتباع كل ناعق ... إنه سيأتي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ليقول أمتي أمتي، ولن يقول يا رب هذا سبّني وهذا تطاول عليّ، فهلا اتقيتم الله في أمته؟