قال الشيخ رمضان عبد المعز إن سورة الأنبياء تبدأ بذكر سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام، وما منحهما الله من هداية ونور وفرقان، مؤكدًا أن ذكرهما يأتي كبداية لسياق طويل يروي قصص أنبياء امتلأت حياتهم بالمنح الإلهية وصرف المحن. إبراهيم وإسحاق ويعقوب.. عطايا ممتدة عبر الأجيال وأوضح رمضان عبد المعز، أن الآيات تنتقل بعدها إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث قال تعالى: ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة، مبينًا أن النافلة تعني الزيادة، أي أن يعقوب هو الحفيد. وأكد عبد المعز أن الله جعل هؤلاء الأنبياء جميعًا من الصالحين، ورفع شأنهم بأن جعلهم أئمة يهدون بأمره، وأوحى إليهم فعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة. لوط.. حكم وعلم ونجاة من قرية فاسدة وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز أن الله ذكر بعد ذلك سيدنا لوط عليه السلام، الذي آتاه الله حكمًا وعلمًا ومنحة عظيمة بصرف المحنة عنه، حين نجّاه الله من القرية التي كانت تعمل الخبائث، موضحًا أن هذه القرية كان ينتشر فيها فساد شديد، حتى إن الرجال كانوا يفعلون الفواحش، فدمرهم الله ونجّى نبيه الكريم. داود وسليمان.. حكمان كلاهما صواب وأحدهما أكمل وأشار عبد المعز إلى قصة داود وسليمان عليهما السلام، عندما دخلا في حكم بين رجلين في قضية متعلقة بالحرث. حكم داود حكمًا حسنًا، لكن سليمان عليه السلام قدّم حكمًا أكمل، ولذلك قال الله تعالى: ففهمناها سليمان، لافتًا إلى أن كلاهما أوتي حكمًا وعلمًا ومنحًا ربانية. أيوب.. الصبر على البلاء والاستجابة الإلهية وتحدث الشيخ عن سيدنا أيوب عليه السلام الذي نادى ربه: أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، موضحًا أن الله استجاب له وكشف ضره، ليضرب مثالًا عظيمًا للصبر، وكيف يصرف الله المحن عن عباده الصالحين. إسماعيل وإدريس وذو الكفل.. صابرون داخل رحمة الله وذكر عبد المعز أن الآيات تشير إلى إسماعيل وإدريس وذا الكفل عليهم السلام، ووصفهم بأنهم من الصابرين، وأدخلهم الله في رحمته، دليلًا على عظيم مكانتهم ومنح الله الواسعة لهم. يونس.. الغم والنجاة بالدعاء الصادق وأشار إلى قصة سيدنا يونس عليه السلام، الذي ذهب مغاضبًا فابتلاه الله بأن التقمه الحوت، لكنه نادى في الظلمات: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وقال الشيخ إن الله استجاب لهذا الدعاء العظيم، ونجّى يونس من الغم، ليكون مثالًا خالدًا على قوة الرجوع إلى الله. زكريا.. دعاء المستغيث ووهب يحيى كما تناول الشيخ قول الله تعالى عن زكريا: رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين، مؤكدًا أن الله استجاب له ووهبه يحيى، وأصلح له زوجه، ليظهر فضل الله ومنحه المتتابعة لأنبيائه. المنح الإلهية وصرف المحن.. خلاصة ما تؤكد عليه السورة واختتم الشيخ رمضان عبد المعز شرحه بأن سورة الأنبياء تجمع بين أمرين واضحين: منح عظيمة مثل: آتيناه حكمًا وعلمًا، أدخلناهم في رحمتنا، وهبنا له يحيى. وصرف محن وكرب مثل نجاة إبراهيم من الكيد، ونجاة لوط من القرية الفاسدة، ونجاة يونس من بطن الحوت، واستجابة الله لأيوب وزكريا. وأكد عبد المعز أن السر في كل ذلك هو قوله تعالى: "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات"، موضحًا أن طريق النجاح والفلاح هو في فعل الخير دائمًا، مصداقًا لقوله تعالى:"وافعلوا الخير لعلكم تفلحون".