مستشار/ أحمد عبده ماهر لقد عشت مع قومي من المسلمين لأكثر من سبعين عاما..فما وجدتهم إلا انهم يفرقون بين رسل الله، فهم يفضلون سيدنا محمد على سائر الأنبياء والمرسلين. بل لا أكون ميالغا حين أذكر بأنهم يفضلون سيدنا رسول الله محمد على الله الخالق الدّيّان..فتجدهم أشد حرصا على ذكر رسول الله والصلاة عليه حين يتم ذكره بمجلسهم أكثر من تسبيح الله وتعظيمه وتوقيره ...بينما يصف الله المؤمنين بأنهم لا يُفرّقون بين أحد من رسله. وتجدنا في تراثنا الملعون نتداول مرويات وأقاويل عن الرسل عليهم السلام ضد القرءان لنحظى بأفضلية للرسول على سائر الرسل...فنقول عنهم بأنهم جميعا كذبوا إلا رسول الله....أليس هذا تفضيلا. 1 فكيف لا نستحي من الله الذي جعل من سيدنا إبراهيم إماما للأنبياء وللناس جميعا...وهو الذي سمانا المسلمين من قبل.....واتخذ الله إبراهيم خليلا....وأمر الله نبينا محمد أن يتبع سيدنا إبراهيم......وقال الله بأن السفيه فينا هو من لا يتبع ملة إبراهيم ومع هذا كلّه ننعته بأنه كذّاب في حديث الشفاعة الذي خطته يد البخاري الآثمة....وتدبر ما قاله الله في سيدنا إبراهيم. {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124. {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125 {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل123. {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }البقرة130. 2 كيف لم يستحي تراثنا أن يقول عن نبي شهد له الله جل جلاله بأنه نعم العبد وأنه أواب فيقول عنه تراثنا الملعون بأنه كذّاب]....وما عليك إلا أن تتدبر شهادة الله لنبيه أيوب وذلك في قوله تعالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص44. 3 وقال عن داوود وسليمان بأنه نعم العبد بينما أنتم تقولون بأن كل الأنبياء كذبوا....ألا يستحي الفقههاء؟...ألم يستحي السبف!!. {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص30. 4 وهاكم أنبياء فضلهم الله على العالمين فكيف تقولون أنتم عنهم بأنهم كاذبين..... ألا تستحون من قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ }الأنعام86. 5 وقال تعالى عن إبراهيم ولوط وإسحق ويعقوب بأنهم أئمة لكل من قال بانه مسلم...فهل يكونوا جميعا كاذبين كما يقول تراث السلف المافونن؟....وتدبر معي إمامتهم للبشرية من قوله تعالى: {68} قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ{69} وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ{70} وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ{71} وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ{72} وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ{73} 6 وهل حينما بشهد الله لنبيه لوط بانه من الصالحين نجد صعلوكا من السلف يقول بأنه كذّاب ..أو أن كل الأنبياء كذبوا....وتدبر معي قول ربنا تبارك وتعالى: وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ{74} وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ{75} 7 ويا ليت السلف والفقه السلفي يستحي حين يقرأ الآيات التالية من سورة الأنبياء حتى يعلم اصحاب الرءوس النافقة أنهم لم يستشعروا القرءان يوما أبدا....وأن حديث الشفاعة الذي يتشدقون به إنما هو مدسوس على الأمة....حيث يثول تعالى: وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ{76} وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ{77} وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ{78} فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ{79} وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ{80} وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ{81} وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ{82} وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ{83} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ{84} وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ{85} وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ{86} وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ{87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ{88} وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ{89} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ{90} وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ{91} إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ{92}. 8 ولن اكلمكم عن المخلوق البشري الكامل سيدنا عيسى عليه السلام فهو روح الله وكلمته....والوحيد صاحب المعجزات الكبرى....لكنكم تقولون عنه بأنه كذّاب....ولا حول ولا قوة غلا بالله لتحصلوا على الشفاعة المفتراة على الله. فقط أردت ان تعرفوا مقام الأنبياء...دون انتقاص من قدر نبينا محمد ..ولتتفهموا بأنهم المستوى البشري الأعلا فلا تتطاولوا عليهم لأجل أن تحصلوا على تفوق وتفرقة ينبذها الله...فمتى نستفيق من إغماءاتنا الفقهية والروائية. ===== مستشار/احمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي